تحية طيبة أيام قليلة ويتجه أبناؤنا الطلبة الى قاعات الامتحانات لتأدية اختبارات نهاية العام الدراسي وهي الفترة التي يتحدد بعدها مصير العديد من الطلاب في الانتقال للمرحلة التالية من عدمه ويعتبر الهدف الرئيسي من الامتحانات قياس المستوى التحصيلي الدراسي للطالب بعد عام دراسي كامل، ومع اقتراب حلول الامتحانات تتحول الاسرة الى خلية نشطة يتم فيها إعلان حالة الطوارئ في كافة ارجاء المنزل بغية تهيئة الطالب للدخول في معمعة الاختبارات. واعتقد أن أفضل الطرق لإعداد الطالب للامتحانات تنحصر في ثلاث قنوات رئيسية هي: اولاً :دور الاسرة: حيث يترتب الدور الاكبر في الاسرة على الام في تهيئة الاجواء الدراسية المناسبة للابناء وتوفير المناخ الملائم لهم خلال فترة الامتحانات والتي تمثل منعطفا هاما في حياة الطالب خاصة اذا كان الطالب في المراحل النهائية في مرحلة الكفاءة او في الثانوية العامة ويتم ذلك من خلال تجهيز مكان خاص للمذاكرة يشترط فيه توفر الاجواء الصحية اللازمة وان يكون بعيدا عن الضوضاء و اجهزة التسلية التي قد تبعده عن الدراسة وابعاده عن المشروبات المنبهة والاستعاضة عنها بالمشروبات المفيدة من العصائر التي تكثر فيها الفيتامينات وكذلك تجنيبه السهر المتواصل الذي قد يفقدهم عن التركيز ويؤدي بهم الى النعاس داخل قاعة الامتحان والاكثار من فترات الراحة حتى لايتم إرهاق جسده ونظره بكثرة المذاكرة، كما تقع على الاب مسؤولية كبيرة في مساندة دور الام داخل الاسرة وذلك من خلال متابعة الابناء داخل وخارج المنزل ومحاولة مساعدتهم بشتى السبل في المذاكرة بالاضافة الى ضرورة تحفيزهم بما سينالونه بتفوقهم ونجاحهم في الامتحانات كما يفضل لو تم رصد جوائز تشجيعية لهم وذلك لما للتشجيع من دور كبير في دعم العملية التعليمية. ثانياًَ: دور المعلم ويعتبر دور المعلم مكملا لدور الاسرة ولايقل عنه اهمية حيث يفترض به تهيئة الطالب نفسيا ودراسيا داخل الفصل وتحديد حصص خاصة للمراجعة يتم خلالها مراجعة وتلخيص ماسبق دراسته خلال الفصل الكامل مع التركيز على الدروس الصعبة التي يرى المعلم انها قد تقف عائقا امام الطلاب، وكذلك توضيح صيغة اسئلة الامتحانات ليصبح عند الطالب معرفة تامة بما سيلقاه في ورقة الاجابة داخل القاعة بحيث لا يتفاجأ به عند ذلك، وكذلك ضرورة تشجيع الطلاب على التنافس الشريف داخل الفصل الواحد في حصد اعلى الدرجات بما يؤهلهم للانتقال للصفوف التالية، ويحبذ لو تم رصد جوائز مسبقة لاصحاب المراكز الأولى من قبل رواد الفصل بما يزيد من تحفيز الطلاب للمذاكرة وتحقيق اعلى الدرجات. ثالثا: دور المرشد الطلابي ويتم ذلك من خلال اعداد المرشد للنشرات والمطويات الارشادية التي توزع على الطلاب قبل الامتحانات بوقت كاف بحيث يتم فيها تقديم النصح والارشاد لكل مايهم الطالب في هذه الفترة، والتنبيه عليهم بعد الغياب في الاسابيع الاخيرة من الدراسة لما له من اهمية كبيرة في مراجعة بعض المقررات التي يفترض بكل معلم ان يقوم بتخصيص حصة للرد على استفسارات الطلاب وشرح كل مايصعب عليهم فهمه. والتركيز التام على الطلاب الضعاف بحيث يتم دراسة اسباب تعثرهم الدراسي ومساعدتهم في تخطي الصعوبات التي قد يواجهونها في بعض المقررات الدراسية، وذلك بالتعاون مع مدرس المادة بحيث يتم تخصيص احدى حصص التربية الفنية او البدنية في اقامة فصول تقوية لهؤلاء الطلاب لرفع مستواهم التحصيلي، والتنسيق مع الاسرة في معالجة الوضع الدراسي لهؤلاء الطلاب بهدف مساعدتهم تلافيا لرسوبهم في الامتحانات وإعادة السنة. رابعاً: دور الطالب يجب على الطالب وبمساعدة من الاسرة والمدرسة ان يزيل من داخله الرهبة من الامتحانات وان يعتبرها مجرد قياس لتحصيله الدراسي خلال عام كامل واعتقد ان هؤلاء الذين يتخوفون من الامتحانات ويعتبرونها شبحا يؤرق حياتهم ويقض مضاجعهم هم اولئك الذين تكاسلوا في الايام الماضية واهملوا في اداء دروسهم وواجباتهم ولم يعدوا لهذا اليوم الذي قال عنه احد الحكماء «عند الامتحان يكرم المرء او يهان». محمد بن راكد العنزي محافظة طريف