لعب الثلاثي الاتحادي سيرجيو ونور واليامي ومن ورائهم «العملاق» الخليوي وباسم وزايد مباراة «العمر» ليفوز العميد عن جدارة واستحقاق الى المباراة النهائية لأهم وأغلى مسابقة كروية سعودية.. كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لقد ظهر الاتحاد مساء الأربعاء راشحا بالقوة والعزم والارادة ل«يخلّص» لاعبوه مبارة الرد فور نهاية الشوط الأول بثلاثة أهداف نظيفة كانت قابلة للزيادة ولا أبالغ لو قلت الضعف في شوط واحد فقط..! لأن الأهلي ظهر مرتبكا.. كالمرء حينما يدخل على قوم لأول مرة في مناسبة رسمية..! فلاعبوه تاهوا وسط الانضباطية الاتحادية في الهجوم والدفاع والارتداد.. وقفل المنطقة.. والرقابة اللصيقة على مفاتيح اللعب الأهلاوية.. ودفاع الأهلي «حدث ولا حرج» لعب بلا تمركز من متوسطي الدفاع.. وعدم مساندة فاعلة للهجوم من العمق الوحيد الذي كان يقاتل في الأهلي هو طلال المشعل لكن دائما انه اليد الواحدة لا تصفق.. والكثرة تغلب الشجاعة.. أما الثالث داين فاييه وفوزي الشهري فكانا «صفرين» على الشمال في القائمة الأهلاوية.. وفي استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة. الشوط الحاسم على نحو مفاجىء وغير متوقع.. سقط المدرب البارع لوكا في مباراة الرد سقوطا ذريعا سواء من ناحية طريقة اللعب التي اعتمدها )3/5/2( أو بالتشكيل غير المناسب الذي اختاره وكذلك في رفضه لأبرز وأهم عناصر الفرقة الأهلاوية على الاطلاق أمثال سعد الدوسري وقهوجي وعبيد. بينما غامر البرازيلي أوسكار المدرب الاتحادي بالزج بخالد الشمراني منذ البداية على غير العادة.. وتجميده لخريش في الاحتياط.. وتفوق بتحضيراته الجيدة للمباراة «القمة» حيث اللياقة البدنية العالية للاعبين والتي لعبت دورا مؤثرا في ترجيح كفتهم وفي انضباطية وجدية الأداء والضغط على حامل الكرة الأهلاوية والانكماش في الخلف لاقفال المنطقة.. والرقابة اللصيقة الصارمة على مفاتيح اللعب الأهلاوية.. الثلاثي الكنزاري في الوسط والمشعل وفاييه.. والتنظيف السريع للمنطقة الدفاعية واعتماد الهجوم المرتد السريع والذي يعرف في كرة اليد ب«الفاست بريك» معتمدا على اللياقة البدنية العالية والتوافق الذهني والبدني العالي التركيز والسرعة لدى الثلاثي سيرجيو والحسن اليامي ومحمد نور الذي وضحت أهميته.. وكان للايطالي جيلسي دور في أداء المهام الدفاعية وقطع الامدادات الأهلاوية قام بأدائه على أكمل وجه.. وتفرغ الشمراني في الجهة اليمنى الاتحادية للضغط على حسين عبدالغني للحيلولة دون تقدمه وكذلك السقوط خلف المهاجمين للنفاذ من خلال الثغرات التي تخلفها الخلخلة الهجومية لدفاعات الأهلي.. البطيئة الحركة والسيئة في جانب التغطية والتي لم تجد أيضا المساندة الكافية من لدن لاعبي الوسط الأهلاوي. ووضح عامل الخبرة لدى الاتحاد بوجود الخليوي الذي أفاد لاعبي الدفاع بتوجيهاته وتغطيته الممتازة وكان العضد الأيمن له النجم باسم اليامي الذي يزداد تألقا وخبرة. وعاب الأهلاويين عدم استفادتهم من الفرص المحققة التي تهيأت لهم في بداية المباراة رغم أنهم كانوا الأفضل والأكثر خطورة.. كما ان مساندة الثنائي الظهير «شليه وعبدالغني» حدت من فاعلية الهجمات الأهلاوية.. أيضا لم يستفد الأهلاويون من كرات ال«كروس» العكسية داخل منطقة الجزاء الاتحادية استغلالاً للارتقاء الجيد والضربات الرأسية للثنائي فاييه والمشعل.. علاوة على ان غياب الكنزاري وعدم نجاح الزهراني في مهامه وسلبية الشهري وارتباك الدفاع أضعفت الهجوم الأهلاوي.. كما أن الفريق لم يستفد كما ينبغي من الكرات الثابتة والأخطاء خصوصا القريبة من مشارف منطقة الجزاء ولم نلحظ التسديدات من خارج المنطقة التي تربك الحارس الاتحادي. كل هذه العوامل.. اضافة الى جاهزية الثلاثي الاتحادي سيرجيو واليامي ونور ونجوميتهم جعلت الاتحاديين يحسمون المباراة في شوطهاالأول لمصلحتهم بأهداف تاريخية.. جمعت طريقة تسجيلها المهارة والمتابعة والحضور الذهني والسرعة والتركيز.. بدءا بالهدف الأول الرائع جدا.. والهدف الثاني الذي جاء من جملة كروية قلما تتكرر في الملاعب العربية ككل.. أو الهدف الثالث الذي استغل سيرجيو «نجم المباراة» فيه مهارته ومتابعته وقوة قدمه.. الغريب ان لوكا لم يحرك ساكنا باجراء تغييراته إلا بعد ان وقعت «الفاس بالراس» كما يقولون.. أي بعد ان اهتزت الشباك الأهلاوية ثلاث مرات..!! صحوة متأخرة توقعت شخصيا ان تزيد الغلة الاتحادية من الأهداف خلال الشوط الثاني نظرا لحالة الاندفاع الأهلاوي المتوقع لأن المدرب لوكا ولاعبيه لم يعد لديهم ما يخسره بعد الأهداف الثلاثة.. بينما ذهب البعض الى التأكيد على ان فرصة الأهلي قائمة بل وسانحة في تعديل النتيجة وبلوغ التعادل في حالة واحدة أن يبادروا الى الهجوم فور انطلاقة الشوط ويباغتوا الاتحاد بهدف سريع.. وخاطف يقلل من الشد العصبي لديهم ويزيد من الضغط على الاتحاد بعد تقليل الفارق. توقعاتي لم تتحقق للتراجع الاتحادي والارهاق الذي طغى على أداء نور وهبوط المعدل اللياقي لزملائه خصوصا اليامي واصابة الخليوي وخروجه كما أن رؤية الآخرين لم تتحقق لسلبية فاييه والاقفال الدفاعي المحكم من قبل لاعبي الاتحاد وتألق زايد وابتعاد الكرات الأهلاوية محفوظة عن ظهر قلب حيث يتم نقل الكرة في الوسط ومن الأطراف الى عبدالغني الذي يحولها عكسية عالية داخل الجزاء الاتحادي بحثا عن الرؤوس الأهلاوية.. لكن يقظة دفاع الاتحاد - كما قلت - وتألق زايد أحبط هذه المحاولات علاوة على ان عبيد وفاييه وقهوجي وشليه كانوا بعيدين عن مستوياتهم.. ومع ذلك لو أحسن فاييه أو المشعل التسجيل من الكرتين الذهبيتين اللتين جاءتا لهما مع بداية الشوط الثاني لكان هناك كلام آخر.. الأهلي في هذا الشوط كان بحاجة ماسة لخدمات سعد الدوسري.. بينما رأينا التعزيز «الذكي» من أوسكار باشراك خريش المدافع بعد اصابة الخليوي وسحب أبو شقير مع الابقاء على الشمراني لمواصلة الضغط على دفاعات الأهلي.. مع سيرجيو واليامي الذي استبدل هو الآخر بمرزوق العتيبي.. في الوقت الذي زاد فيه التكتل الدفاعي للاتحاد وأجاد جيليس كثيرا في المباراة وشكلت الكرات المرتدة خطورة بالغة على الأهلي وكانت خبرة الاتحادية حاضرة في الموعد وتفوقت بل ألغت نظيرتها الأهلاوية. أخطاء وفرص مهدرة لاشك ان سيرجيو ونور استفادا من الأخطاء الفردية للدفاع الأهلاوي خصوصا من الثنائي فلاته وعبدالغني.. وترجما هذه الاستفادة الى أهداف عززت فوز فريقهما في المباراة ووصوله الى النهائي.. في المقابل فإن لاعبي الأهلي بدءاً بالسويد في الشوط الأول ثم فاييه «مرتين» والمشعل تبادلوا اضاعة الفرص والأهداف الأهلاوية المحققة التي برع بفدائية ويقظة وتوقيت سليم تخليصها مبروك زايد.. وفي مثل هذه المباريات الحاسمة فان الاستفادة من أرباع الفرص أمر في غاية الأهمية.. ويسهم في ترجيح كفة الفريق أو ضياع الفوز.. كما ان باسم اليامي لم يشفع له تألقه في المباراة ذلك الخطأ الذي ارتكبه في تشتيت الكرة من رأسية فاييه لتعود الى المشعل ويسجل منها الهدف الثاني الذي كاد أن يربك فريقه ويطيّر منه الفوز لولا خطأ عبدالغني الفادح ومهارة سيرجيو ومتابعة جيليسي. إذن المباريات المصيرية أو الحاسمة والنهائية لا تعترف بالمستويات قدر اعترافها بمن يستغل ويستثمر الفرص ويسجل منها أهدافا. التحكيم في الميزان رغم أنه لم يركض كثيرا داخل الميدان.. إلا ان الحكم الدولي ابراهيم العمر قاد المباراة «القمة» بنجاح الى حد كبير.. ورغم التفاهم بينه ومساعديه لم يظهر بصورة أكيدة في البداية إلا أنهما ساعداه على النجاح.. لكن سجلت أربع ملاحظات على أداء الحكم القدير العمر وهي كالتالي: [ثمة «شك» بوجود ركلة جزاء لمصلحة مهاجم الأهلي طلال المشعل في الدقيقة «12» والثانية «31». في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول خطأ «فاول» لمصلحة الكنزاري كان واضحا لم يحتسبه. أيضا في الدقيقة «4» من الشوط الثاني «فاول» لمصلحة خالد قهوجي لاعاقته من الصقري لم يتم احتسابه. طالما أنه احتسب خطأ لمصلحة سيرجيو على المدافع الأهلاوي نايف فلاثة في الشوط الثاني فإنه كان لابد من طرد الأخير لتعمد ضرب الخصم وهو آخر مدافع أيضاً..! عدا ذلك.. فإن الكارت الأصفر للاعب الوسط الاتحادي الايطالي جيليسي لم يكن هنالك ما يبرره قانونيا.