أن تهتم وزارة المعارف بالموهوبين من الطلاب فتقيم لهم المراكز وتعقد لهم اللقاءات والندوات، وتعطيهم الجوائز والهبات، فذلك أمر لا نقاش في فائدته ولا جدال في جدواه. ولكن ثم أمر يحتاج إلى نقاش، وينبغي أن يدار حوله الحديث وهو إهمال الوزارة للموهوبين من المدرسين وعدم افادتها منهم، إذ يوجد من بين المدرسين موهوبون كاتبون. وخطاطون، وآخرون شعراء وآخرون رسامون، وآخرون بالخطابة معروفون، وبجودة الالقاء مشهورون وآخرون... وآخرون. أليس لهؤلاء الموهبين من المدرسين نصيب من اهتمام الوزرة؟ قد يقال : ان المدرس بلغ من العمر مرحلة ليس بحاجة معها إلى من يأخذ بيده أو يدله على ممارسة هوايته وصقلها فيقال هذا صحيح في الغالب ولكن الاهتمام بالمدرس الموهوب ليس بالضرورة أن يكون بهذه الطريقة، بل ان هناك طرقاً أخرى يمكن أن يهتم بالمدرس الموهوب من خلالها، ويشعر هو من خلالها أن الوزارة مهتمة به، وذلك عن طريق: 1- تفريغ المدرس الموهوب يوماً كاملاً ليتمكن من ممارسة هوايته. 2 - فإن لم يكن فليخفف عنه النصاب، ولا يكلف بأعمال المناوبة وغيرها. 3- منح المدرس جوائز وشهادات تحفزه على ممارسة هوايته وتشحذ همته لصقلها. 4- طرح مسابقات بين المدرسين في البحث والكتابة والرسم والشعر وغير ذلك. 5- النظر الى ما عند المدرس من هوايات فيسند إليه تدريس المادة التي يفيد من خلالها بموهبته. ولو لم يكن من تخصصه، فينظر مثلا من كان من المدرسين خطاطاً فيسند إليه تدريس مادة الإنشاء والخط ومن كان شاعراً فيسند إليه تدريس مادة النصوص والأدب وهكذا.