لقد كان للجهود المبذولة من قبل المسؤولين للارتقاء بتعليم الفتاة السعودية أكبر الأثر فيما نلمسه من تطور كمي وكيفي في تعليم البنات حيث خطا التعليم خطوات حثيثة ومتطورة، فأخذت الأعداد تتزايد تزايدًا واضحاً سواء في أعداد الطالبات أو المدارس المفتتحة في المدن والقرى والهجر، وقد تزايد عدد خريجات كليات التربية واستطاع أن يغطي هذه الأعداد المتزايدة من المدارس، بعد استحداث الوظائف التي تغطي هذا الكم الهائل من المدارس بالكفاءة الوطنية، وقد نجد إقبالاً متزايداً على الوظائف من قبل الخريجات لحاجتهن الماسة للدعم المادي. ولكن قد يصطدم ذلك بعوائق تعيق مساره الطبيعي يمكن إيجازها بالتالي: 1- تستلم المعلمة الوظيفة وبعد رفع مباشرتها تتابع التقارير الطبية والإجازات المرضية والاستثنائية أو تقدم تقارير رسمية لا تستطيع الطعن بها لأنها صادرة من جهة حكومية وإن لم تحصل على ذلك تتغيب بدون عذر وتداوم يوماً واحداً لتقطع الغياب حتى لا تفصل وهكذا حتى تنتهي السنة الدراسية فتطلب نقلاً إلى المدينة التي تقيم بها مما ينعكس أثره على تدني أو ضعف مستوى الطالبات. 2- صعوبة ايصال المعلمة يومياً إلى مقر عملها الذي يبعد أكثر من مائة كم من قبل محرمها مما اضطرها وزميلاتها إلى الاستعانة بحافلات خاصة رغم وضع ضوابط للنقل حفاظاً على عمل المعلمات منبثقة من مبادىء الشريعة الإسلامية إلا أن الالتزام بهذه الضوابط لا يتم لسبب أو لآخر. 3- عدم وجود حافلات حكومية لنقل المعلمات للقرى والهجر. 4- عدم وجود خطة مقننة واضحة للنقل حيث ظروف النقل تتعرض لاحتياج كل منطقة. 5- استمرار حركة نقل المعلمات باعتبار منطقة تبوك منطقة عسكرية مما يؤدي إلى العجز المستمر في عدد المعلمات وكثرة الندب بالإضاف إلى كثرة الإجازات الاستثنائية والأمومة وعدم توفر البديل وإرباك الجداول المدرسية من حين لآخر. 6- تعيين معلمات من خارج المنطقة أو المحافظة وعدم استقرارهن مما يؤدي إلى كثرة غيابهن ومطالبتهن بالندب أو النقل رغم الحاجة إليهن. 7- نقل بعض المعلمات دون أن يكون لهن أحقية في النقل بينما تبقى الأخريات إلى أن تحضر البديلة. 8- نقل المعلمة بدون بديل يسبب توقف المادة ووجود العجز في بعض المدارس. والمقترحات التي نرى من خلالها وجود حل لهذه المشاكل هي كالتالي: 1- التعيين حسب الاحتياج الفعلي للتخصص في المراحل المتوسطة والثانوية. 2- تعيين زيادات في القرى تحسباً للطوارىء. 3- تعيين بديل في القرى لمن تجاوزت خدماتها أكثر من سنتين. 4- تطبيق نظام العقوبات للمعلمة كثيرة الغياب. 5- طي قيد المتخلفات عن المباشرة وسرعة طلب البديل. 6- عدم نقل المعلمة إلا بوجود البديل. 7- أن يكون النقل حسب الأحقية وتاريخ المباشرة وسنوات الخدمة والتزامها بالدوام الرسمي. 8- مراعاة تسديد ملاكات المدارس من المعلمات قبل بداية العام الدراسي. 9- نقل معلمات القرى للمدارس الداخلية وتوجيه المستجدات إلى مدارس القرى وذلك لصعوبة المعيشة وبعد تلك المدارس عن المدينة أو المحافظة. 10- صرف بدل للمتعينات في القرى التي تبعد أكثر من 60كم لتشجيعهن على الاستمرار في العمل أكبر مدة ممكنة. 11- تكليف حافلات حكومية لنقل المعلمات لتلك القرى بدل النقل. 12- احتساب خدمة السنة بسنتين لمن يعملن في المناطق النائية. 13- تقليل نصاب المعلمة في القرى إلى 12 حصة مقابل المسافة. 14- التقاعد المبكر بعد 15 سنة لإتاحة الفرصة لتعيين أكبر عدد من المعلمات. 15- أن تكون أفضلية التعيين لمن تسكن في المدينة أو المحافظة. 16- سرعة التعاقد الداخلي مع معلمات عند الاحتياج الفعلي. وتحقيقاً للمنفعة العامة للجميع والرقي بالمستوى بشكل عام نتمنى أن يسود التعاون بين جميع الجهات المسؤولة في هذا الوطن المعطاء وأن يتوج هذا التعاون بالإخلاص لله سبحانه وتعالى راجين من المولى القدير أن يبارك جهود جميع القائمين على التعليم في بلادنا في ظل قيادة راعي نهضتنا خادم الحرمين الشريفين وأن يوفقه إلى ما فيه الخير والصلاح للإسلام والمسلمين وأن يمن على بلادنا بالأمن والاستقرار. حصة إبراهيم القعير