منذ أيام طالعتنا الصحف بعناوين وتصريحات عن نظام التأمينات الاجتماعية فسررت بذلك النبأ وتلك المعلومات التي لم أسعد بقراءتها والاطلاع عليها كاملة لأضيف جديداً لمعلوماتي. وسررت أكثر بقراءة عنوان النداء للاخوة المستفيدين من ذلك النظام لسرعة الاتصال بمكاتب التأمينات الاجتماعية وكما أسلفت انني لم اطلع على ذلك الجديد ولكني متأكد ان كل نظام له سلبياته وايجابيته وما الى ذلك لأن النظام من صنع الانسان فهو ليس كاملاً ولكن نظام التأمينات لم يمض عليه الكثير ولم يعف عليه الزمن كون الإخوة في المؤسسة العامة للتأمينات والوزير المعني فكروا وبحثوا فهذا أمر طيب يشكرون عليه ودليل على أنهم متابعون للنظام وأحوال الناس ومجدون في التطور لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين الله أسأله أن يكافئهم على ما قدموا وسيقدمونه من خير للوطن وأبنائه في هذا المجال وخلافه. هذا الحديث يذكرني بنظام التقاعد ومما لا شك فيه ان نظام التقاعد أقدم بكثير من نظام التأمينات الاجتماعية والمستفيدون منه اعداد كبيرة ممن خدموا المليك والوطن منذ نشأة المملكة العربية السعودية والكل يعرف كيف كانت الأوضاع على ثرى هذه الجزيرة من: الفقر المدقع، عدم وجود طرق حديثه ولا وسائل نقل مريحة غير السفن والجمال والدواب. وكان الموظفون يكلفون بالأعمال في أي مكان فلا يترددون ويسافرون الى مقار اعمالهم في أي مكان في المملكة سعداء باعمالهم مجدين مخلصين في خدمة الملك والوطن وهذا من توفيق الله للملك المؤسس ان سخر له رجالاً أمناء مخلصين أشداء يعملون تحت لوائه بكل سرور يحبونه ويحبهم. بالرغم أن الرواتب كانت زهيدة ولكن ذلك لم يفت من عزم الرجال لأن هذا لم يكن غايتهم ولا كل أملهم. وبناء على كل المعطيات نهضت المملكة العربية السعودية الفتية وتغيرت الأمور بفضل الله ثم بفضل قياداتها الحكيمة من تاريخ الملك المؤسس رحمه الله وبعده أبناؤه الذين ساروا على طريق الخير والعطاء الى أن أصبحت المملكة تحسد من بعض الأصدقاء قبل الأعداء ولكن مسيرة الخير استمرت الى أن تبوأت المملكة مكانتها العالمية الخيرة فشكراً وحمداً لله على ذلك. والى المزيد من التقدم بعون الله. سأعود هنا الى موضوع نظام التقاعد لأن السطور السابقة ربما يقول قائل ولماذا خرجت عن صلب الموضوع والرد هو أن هذه السطور ضرورية لأن العديد من الجيل الجديد لا يعرفها بل ربما لا يتخيلها ولا يتخيل ان بعض رجال الدولة عندما ارسلوا الى مهام رسمية مرت بهم حياة الله أعلم بصعوبتها وركبوا سفن الصحراء لأسابيع وركبوا سفن البحر أيضاً لمثلها أو أكثر حتى أنهم في بعض الأيام شربوا مياه البحر بعد نفاد كميات مياه الشرب بسبب سوء الأحوال الجوية، اذاً ألا تعتقد أخي القارئ ان هذه السطور مهمة للحديث عن نظام التقاعد الذي ينالهم منه دراهم معدودات لمن يفي منهم فهل هذا يتناسب مع ما قدموه في تلك الظروف وفي تلك الأيام حيث لم يكن يصرف لهم انتدابات أو بدل عمل اضافي وما شابهه، لم لا نعيد دراسة نظام التقاعد وتطويره بما يتناسب مع حياة الناس في هذا الزمان لكي يعيش الانسان بقية أيامه مستوراً دون أن يمد يده لأحد ولا ترهقه المستشفيات الحكومية بمواعيدها الطويلة المملة ولا المستشفيات الأهلية بأسعارها الحارقة المرهقة ان وجد لديه ما يشجعه للذهاب لها والعلاج فيها. ولا أستغرب ذلك من مصلحة معاشات التقاعد لأنني أعلم ان لها مجلس ادارة ومجلس الادارة على حد علمي لم يتكرم رئيسه واعضاؤه بالاجتماع منذ زمن طويل لانجاز المعاملات المعروضة على المجلس ليصدر فيها قراراته فان لم يهتم بمعاملات المتقاعدين المعروضة عليه فكيف سيهتم باعادة النظر في نظام التقاعد وتطويره بما يتناسب وحاجات المتقاعدين وورثتهم وهنا يطيب لي أن أخبر معالي وزير المالية رئيس مجلس ادارة مصلحة معاشات التقاعد ان لي صديقاً كان يعمل في احدى المنظمات العالمية واحيل الى التقاعد منذ بضع سنوات خلت ومنذ فترة وجيزة وصلته رسالة من الادارة المختصة بالمتقاعدين في تلك المنظمة العالمية يسألونه الآتي: 1 هل راتبك التقاعدي يلبي جميع احتياجاتك..؟ 2 هل لديك مشاكل صحية تحتاج الى مساعدة فيها؟ بالرغم من أنهم كانوا يدفعون له ولزوجته تأميناً صحياً لدى شركة كبرى وما زال قائماً ذلك التأمين حتى الآن وشركة التأمين يمكنها ان تعالجه وزوجته الى حد مبلغ نصف مليون دولار أمريكي. فهل مصلحة معاشات التقاعد والمختصون فيها فكروا في المتقاعدين الذين أحيلوا للتقاعد منذ عشرين سنة أو ما حولها ولا أقول أكثر من ذلك بالرغم من انهم أحق الناس بالعون والعناية والرعاية والتكريم وهم في سن وهن العظم واشتعال الرأس شيباً وانحناء الظهر واهتزاز اليدين ونحول الجسم وقلة الدخل وزيادة الأعباء فهل فكر فيهم مجلس ادارة مصلحة معاشات التقاعد..؟ وأوجد لهم ما يعينهم على تلك المسؤوليات ويجعلهم يمضون ما تبقى من عمرهم في هدوء وراحة بال أرجو من معالي وزير المالية رئيس مجلس مصلحة معاشات التقاعد واعضاء المجلس المحترمين ان يتخيلوا أنفسهم في موقف المتقاعد المسن الهرم وعلى ضوء ذلك يتم التفكير واتخاذ القرارات المناسبة أو التوصيات المناسبة ورفعها الى ولي الأمر. وبالله التوفيق