على عكس الاهتمام الإعلامي الذي استمتع به القائمون على موقع« نابستر» الشهير والمتخصص في تقديم خدمة إمكانية تبادل الأغاني ومختلف أنواع التسجيلات الصوتية بسبب قضايا التعويض القضائية المرفوعة ضده، فإن التقنية التي يعتمد عليها هذا الموقع التي تمثل عصب الحياة له، لم تكن لتحظى بذلك القدر المطلوب من الاهتمام، وهي تقنية تمثل جزءاً أساسياً من عمليات الحاسوب القائمة على الاتصال المباشر من شخص إلى أخر«P2P» وهي نوع من العمليات الحاسوبية التي تعمل على توفير الظروف المناسبة لعمليات التبادل المباشر للخدمات أو المعلومات بين أجهزة الحاسوب الشخصية فيما بينها من دون أي حاجة لتخزين المعلومات التي يتم تمريرها داخل جهاز تقديم خدمة مركزي«سيرفر» وعبر هذه الطريقة، فإن السرفرات وأجهزة الحاسوب الشخصية المكتبية وأجهزة الحاسوب المحمول داخل شبكة ما تتحول إلى ما يشبه مجموعة من الأصدقاء الذين يتبادلون منفعة الاستفادة من مصادر متعددة كطاقة المعالجة والتخزين وهذا بالتالي يؤدي إلى تحويل. أجهزة الحاسوب الشخصية من مجرد أدوات استقبال وزبائن لخدمة معينة إلى مزودين لمثل هذه الخدمة أيضاً. ما تتميز به هذه النوعية من العمليات الحاسوبية «P2P» هو أنها تفسح المجال واسعاً أمام المستخدمين لأن يحصلوا على تلك السهولة الواضحة في الوصول إلى مختلف المصادر التي لا تكتمل الاستفادة منها بشكل كامل أو حتى جزئي في ظروف التشغيل العادية. وهذا الأمر ينعكس إيجاباً على قدرة الأشخاص في الاستفادة القصوى من استخدام الأجهزة الحاسوبية مع انتقاء الحاجة لدفع أية مبالغ مالية إضافية على شراء أجهزة جديدة أو صيانة المستخدم منها. والحقيقة أنه ليس هناك ماهو أدل على الأهمية المتزايدة لمثل هذه التقنية من ظهور شركة «إنتل» العملاقة كواحدة من القوى التي تدعم الأبحاث على هذه التقنية وتطبيقاتها، كما أنها تعمل على وضع المعايير الأساسية للسطح البيني لهذه التقنية حتى تضمن وجود هذه التقنية في كل مكان مع محاولة الوصول إلى ما يضمن عدم وقوف بعض التفاصيل التقنية من مثل إجراء العمليات التبادلية والأمن والأداء والإدارة والخصوصية في وجه تطور التقنية نفسها. وفوق ذلك كله، فقد قامت شركة«إنتل» بتوظيف هذه التقنية داخل بعض إداراتها وتحديداً في تلك الإدارات المسؤولة عن تصميم الرقائق التي تعمل حالياً على تصميم المنتج المعروف بالاسم «NETBATCH» ويساهم هذا التطبيق لهذه التقنية داخل الإدارة في مساعدة المهندسين على ربط أكثر من مئة ألف محطة عمل موجودة عبر شبكة إنتل المركزية للقيام بالعمليات الحسابية الضرورية لتصميم هذا المنتج الجديد، ونقصد بذلك تلك العمليات الحسابية التي تتم عبر أجهزة الحاسوب وهو ما أسهم في توفير أكثر من 500 مليون دولار على شركة انتل في غضون 10 سنوات فقط، كما أنه ساعد على تسريع عملية تصميم الرقيقة بمقدار ستة اسابيع، وفي عالم صناعة الرقائق يدرك الجميع أهمية الدقيقة الواحدة فما بالك بستة أسابيع؟! وليست شركة «إنتل» هي الوحيدة التي أبدت اهتمامها بهذا التطبيق الذي يمكنه العمل داخل نطاق الشبكات المحلية أو عبر الإنترنت، ومن تلك الشركات شركة «بودينو» التي قامت بإنتاج التطبيق «PEER» المعتمدة على لغة جافا، وهناك أيضاً شركة «GROOVE NETWORKS» التي قامت بإخراج برنامجها المعتمد على هذه التقنية الجديدة وأسمته GROOVE وهو على عكس موقع نابستر الذي يسمح لآلاف الأشخاص بأن يشاركوا بعضهم في تبادل التسجيلات الصوتية، يقوم على مبدأ العمل ضمن مجموعة محددة من مستخدمي الحاسوب تعرف بعضها ولابد من أن يقدم هؤلاء الأشخاص بتوجيه الدعوة لبعض كي يتبادلوا الاستفادة من تلك المصادر التي يمتلكها كل واحد منهم وهذا كله يعني سرعة أكبر في الأداء وتوفير نسبة أكبر من الأمان والخصوصية، ويبدو أن المهتمين بهذه التقنية يرغبون في التركيز بشكل أكبر على قطاع المنشآت التجارية وما يعرف ب B2B كسوة محتمل لبيع هذه التقنية ومن أبرز تلك الشركات التي بدأت فعلاً في تسويق هذه التقنية ضمن هذا القطاع الاستهلاكي الأكبر شركة«مانجد سوفت» التي قامت بإنتاج البرنامج «MANGOMIND» كلاعب أساسي في هذا المجال. إكسبلو رر يتفوق على نيتسكيب» أطلقت شركة مايكروسوفت مؤخراً ما يعرف بالنسخة (بيتا) من متصفحها الجديد «انترنت اكسبلور رقم 6» وهي النسخة التي ينصح الخبراء بعدم تحميلها إلا في حالات الضرورة ومع اتخاذ أبسط اجراءات الحماية ومنها تخزين المعلومات على أقراص مرنة أو قرص مدمج. ويأتي إطلاق مايكروسوفت لهذه النسخة في أعقاب صدور المتصفح« نيتسكيب رقم 6» في نسخته النهائية، ومالفت انتباه الخبراء هو وجود الكثير من التشابه بين هذين المتصفحين، غير أنهم يتفقون على أن متصفح« نتسكيب» الجديد يعاني من عدة مشاكل منها صعوبة تحميله وبطئه، بل وإنهم يشيرون إلى أن متصفح اكسبلورر الجديد رغم أنه لايزال في مراحلة المبدئية يتفوق بمراحل على النسخة النهائية من متصفح نيتسكيب! ويشير الخبراء تحديداً إلى تميز متصفح اكسبلورر الجديد بالإضافات التي تم إدخالها على السطح البيني لمستخدم هذا المتصفح، وهي إضافات تلعب دوراً مهماً في تسهيل جلب الصور من مختلف صفحات ومواقع الانترنت كما أنه أكثر ثباتاً من متصفح نيتسكب. ولكن هذا لا يعني عدم وجود أية عيوب في هذا المتصفح في نسخته «بيتا» هذه إذ أنه لايعمل بشكل متوافق مع نظام «ويندوز» 95 «التشغيلي» ولكنه على الأقل يعد بأن يكون أفضل بمراحل من متصفح «نيتسكيب».