الجرائم الشنيعة قد تحصل من الكبير والصغير، مما يجعلني أجزم ان الجاني في معظم الحالات لم يكن يعتقد ان فعله سيفضي الى ازهاق نفس بشرية، وانما قد يكون وضع أداة الجريمة في جيبه أو سيارته، لغرض الدفاع عن نفسه أو ارهاب من تسول له نفسه التعرض له بسوء أو بهدف الاستعراض والمباهاة، دون أن يدرك أنه في لحظة طيش أو غضب قد تتسبب هذه الأداة في حدوث الكارثة، التي لم يتوقعها أحد بما فيهم هو.ولنأخذ على ذلك مثلا، ببعض المراهقين الذين لا يتورعون عن حمل السكاكين ذات الأشكال المميزة، فيحدث أن يتعارك أحدهم مع آخر فتحصل المصيبة، ومن ذلك أيضا ان مراهقين تعاركا فيما بينهما، وكادت الأمور ان تنتهي الى هذا الحد لولا أن قريبا لأحدهما أخذته الحمية، فغرس سكينا كان يحملها معه في صدر الآخر الذي نجا من الموت بأعجوبة. وأذكر أيضا أن أحدهم اخبرني أنه كان يسير بسيارته عبر طريق سريع، يقول فحدث بيني وبين آخر سوء تفاهم بسيط، فأوقف كلانا سيارته على جانب الطريق واتجهت اليه في محاولة مني لتصفية النفوس، إلا أنني عندما اقتربت منه لاحظت أنه قد تراجع الى مؤخرة سيارته، فتقدمت منه وأنا أهم بالسلام عليه إلا أنه أخرج بسرعة من داخل شنطة سيارته عصا غليظة )عجرى( وضربني بها في مقدمة رأسي، وكانت الضربة من الشدة بحيث انني لم أشعر بنفسي إلا بعدها بساعات. والله من وراء القصد علي بن زيد القرون