لم يكن بداً من ان يعبر.. أليس كذلك..؟ قالها وهو يدلف بيته، قالها بعد ضنك شديد مع حمامة متغطرسة يبدو امرها لمن يراها لاول وهلة انها من النوع الاليف وتبدو كما لو كانت ذات حب من النوع المعدني الذي خلفه لها من كان قد باعها قبل سنين لرجل فقير اقل ما يقال عنه انه: بسيط. كان الصياد يبيع الحمام وكان عبيده وأيم الحق طوع نبراته وكان هذا الرجل الفقير البسيط يأمل جازماً بفراخ من تلك التي اشتراها وكان الى هذا وذاك يريد بناء بيت كريم لا تحوشه السباع حتى اولئك العبيد هكذا ظن بل هكذا: اعتقد وحينما استقر به المقام ولم يكن ابداً قد جرب الحمام من قبل فانه اصطدم بغطرسة هذه الحمامة لا لشيء الا لانها مع صياد قوي له عبيده ومعارفه خاصة ذلك الرجل النكد الذي لا يبرح يحقد ويحسد ظناً منه ان هذا الفقير المسكين يريد مضاهاته فانه بعد شرائه الحمامة قد احس (بسادسة حواسه) ان ذلك الرجل يتتبع اخباره من قبل ذلك الصياد العامي الغشيم. وفعلاً فان الصياد كان يزور بين فينة وفينة ذلك الرجل الحقود وكان يملي عليه اخبار ذلك الفقر البسيط قال له مرة: هذا شاب سفيه.. ولم..؟ يؤذي الحمامة.. ويشك فيها يشك؟ نعم..نعم نعم انه شاب احمق عجول لكن ماذا نفعل؟ "لابد من: الصبر عليه" ال ذلك امعاناً بالدهاء حتى يتمكن من قلب الصياد ليؤذي الفقير البسيط اكثر واكثر. وحينما دعاه الى وليمة كبيرة كان ذلك الحقود شرفها، قال له: الحمامة تتأذى كثيراً. كيف.. يا صاح؟ هذا الفقير البسيط معاند مغرور، ماذا..؟ هو ما تسمع اتركوه.. وتصرف معه وتزوج (الصياد) وترك الحمامة والحمامة للعبيد يتولون الرعاية مع حمامة كبيرة مريضة سيئة العشرة ويتولى ذلك الحقود التوجيه حما يزوره العبيد ليبدو له ما جرى. جاؤوا اليه يوماً الحمامة.. عندنا..لا تريد العودة ولم هذا..؟ قالها بخبث ومكر عريض لانها تأذت وتعبت اشتكوه اذاً عند من؟ عند كبير النظار وحينما اعطاهم الاشارة اشتكوه كان الفقير البسيط من طراز فريد عالم شاعر مهيب لكنه لا يحسن التصرف ولو كان الحق له كفاحاً، ابداً لا يحسن التصرف من اجل ذلك اخذوا الحمامة، ثم فراخها وهو: لم ينبس ببنت شفة،. لكنه مع هذا كان يحسن سهر الليل كما كان يحسن: رفع اليدين لله وفيما رأى ما رأى فعل ما كان يحسنه بينه وبين الله: اللهم خذ الصياد. اللهم أشغلهم بالمال والولد ودعا على الحقود فهو يلهج: اللهم اشغله بمال وولد وترف اللهم خذ لي منهم فمات الصياد وشغلوا جميعهم، واما الحمامة فهي بين نكد وكرب وان سلت نفسها حينا وحيناً، والفقير البسيط جعلهم (فرجة له). فقد تولاهم اعدل العادلين وهم لا يعلمون ولا يحيق المكر السيىء الا بأهله.