بدأت فى عمان قبل ظهر امس اجتماعات وزراء الخارجية العرب للاعداد للقمة العربية القادمة التى تبدأ فى عمان يوم الثلاثاء القادم ورأس وفد المملكة الى هذه الاجتماعات صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. وألقى وزير الخارجية المصري عمرو موسى بصفة مصر رئيسة الدورة السابقة للجامعة العربية كلمة فى افتتاح الاجتماع اكد فيها اهمية الاجتماعات وقال ان الامل كبير فى ان يضع الاجتماع الصيغة النهائية لجدول اعمال القمة العربية التى ستعنى بتعزيز وتدعيم مسيرة التضامن والعمل العربي المشترك وبخاصة فى هذه المرحلة المهمة من تاريخ الامة العربية فى مواجهة التحديات الراهنة. ووصف انعقاد القمة العربية بشكل دوري بانه خطوة ايجابية ورائدة على طريق تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك فى كافة المجالات. واضاف الوزير المصري يقول ان القمة العربية القادمة تأتي فى مرحلة حساسة جدا بالنسبة للعالم العربي ومصالحه اذ تتزاحم التطورات وتتنامى التحديات الامر الذى يتطلب التناول المباشر لهذا التعامل مع القضايا العربية الراهنة فى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية. وقال ان تطبيق الالية الدورية للقمة يرسي مفهوما جديدا فى مسيرة العمل العربي المشترك ويعبر عن ارادة سياسية جماعية للتحرك الفاعل للحفاظ على مصالح العرب الكلية من خلال تطوير نظام عربي جديد يتبلور مؤسسيا حول القمة الدورية ليتجاوز احباطات الماضي ويمهد الطريق امام تعزيز التكامل بين الدول العربية وتدعيم قدراتها فى كافة المجالات وسط تغيرات عالمية هامة متعاظمة تستدعي مواقف عربية رصينة. وأكد وزير الخارجية المصري على ان المصلحة العربية تستدعي تحقيق المزيد من التكامل العربي فى كافة المجالات. وانتقد عمرو موسى مواقف اسرائيل تجاه عملية السلام مؤكدا انها اصيبت بالشلل جراء سياسات اسرائيل وخاصة فى ضوء التشكيل الوزاري الجديد فى اسرائيل. وأكد على ضرورة التأكيد الجماعي باستعادة كافة الاراضي العربية المحتلة«الضفة الغربيةوالقدس وقطاع غزة والجولان السوري» حتى حدود الرابع من يونيو عام 1967 واستكمال الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والفاعلة وعاصمتها القدس.. وقال انه لا تراجع عن ذلك ولا سلام الا بذلك. وعبر عن تقديره للخطوات التى اتخذتها حكومات المملكة العربية السعودية والأردنوسوريا واليمن ومصر والكويت بشأن تحديد رؤيتها للمستقبل الاقتصادي العربي المشترك. وأكد الوزير المصري على ضرورة وضع برنامج واضح المعالم لتلبية طموحات العرب لعرضها على القادة العرب فيما يحقق تعزيز مسيرة التضامن والعمل العربي المشترك لبناء نظام عربى جديد فاعل لخدمة القضايا العربيةالراهنة. وعبر موسى عن ترحيب بلاده بالاتفاقات التى تمت بين بعض الدول العربية وخاصة فيما يتعلق بالحدود وما تم مؤخرا بهذا الشأن بين المملكة العربية السعودية وقطر وبين قطر والبحرين. بعد ذلك جرى انتخاب وزير خارجية الأردن عبدالاله الخطيب رئيسا للدورة الحالية لوزراء الخارجية العرب كون الأردن البلد المضيف للقمة العربية القادمة. ثم ألقى وزير الخارجية الأردني عبدالاله الخطيب كلمة عبر فيها عن سعادة بلاده باستضافة اجتماعات القمة العربية القادمة. وقال ان الأردن يأمل فى ان تكون قمة عمان فاتحة خير واشراقة امل جديد لارادة حقيقية تنجح فى اطلاق العمل العربي المشترك لتتمكن الامة من التعامل مع قضاياها ومواجهة التحديات الراهنة بعزيمة جماعية ناجعة. وعبر الوزير الأردني عن تقديره لجهود جمهورية مصر العربية فى قيادة العمل العربي خلال المرحلة الماضية.. كما وجه الشكر لوزير خارجية مصر لادارة الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية. وقال ان انعقاد القمة العربية بشكل دوري خطوة ايجابية لتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك على المستويين السياسي والاقتصادي. ودعا الوزير الأردني الى الارتقاء بالعمل العربي المشترك فى كافة المجالات بما يخدم القضايا العربية الراهنة وقال ان مصلحة العرب تستدعي تحقيق المزيد من التنسيق والتعاون فيما بين الدول العربية فى جميع المجالات والحقول. واوضح الوزير الخطيب ان القضايا المعروضة على القمة ليست جديدة وانما هى قديمة خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية..معربا عن امله في ان ينجح المؤتمر فى تقديم المزيد من الدعم والمساندة للاشقاء الفلسطينيين فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية لمساعدتهم على مواجهة الممارسات الاسرائيلية العدوانية ضدهم. ودعا الوزير الأردني وزراء الخارجية العرب الى توجيه رسالة واضحة للمجتمع الدولي حول متطلبات تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم فى المنطقة وفى مقدمتها تلبية الحقوق المشروعة للفلسطينيين بما فى ذلك حقهم فى اقامة دولتهم المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس. وأكد الخطيب رفض الاستفزازات الاسرائيلية ولغة التهديد ضد سورياولبنان مشيرا الى ان الوزراء سيناقشون مسألة الجزر الاماراتية الثلاث وضرورة حل هذه المسألة بالطرق السلمية وكذلك ضرورة رفع العقوبات عن السودان واعادة تأكيد اجماع الامة العربية على ضرورة رفع العقوبات عن ليبيا التى اوفت بالتزاماتها بصورة تامة. وعبر الوزير الأردني عن تقديره لما تحقق من تعاون فى مجالات الكهرباء والطاقة بين الأردنوسوريا ومصر. كما عبر عن ترحيبه بالاتفاق القطري البحريني بشأن تسوية الخلاف الحدودي بينهما.. وعبر كذلك عن ترحيبه بتوقيع المملكة العربية السعودية وقطر اتفاقا حول الحدود بينهما. ثم ألقى الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد كلمةاكد فيها تعزيز التعاون العربي فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية العربية الراهنة وبخاصة دعم صمود الاهل فى الضفة الغربية وقطاع غزة. وتوجه بتحية الاعزاز والفخر للفلسطينيين فى مواجهاتهم للممارسات الاسرائيلية العدوانية اليومية مؤكدا ان الانتفاضة الفلسطينية قد عبرت عن اسمى درجات التضحية والفداء فى مواجهة الغطرسة الاسرائيلية المدججة بترسانة الاسلحة المطورة. بعد ذلك اعلن وزير خارجية الأردن عن انتهاء الجلسة الافتتاحية لاجتماعات وزراء الخارجية العرب وتقرر تحويل اجتماعات الوزراء الى جلسة مغلقة.