السلام عليكم.... قلت في رسالتك بأن هذه الدنيا بأتراحها لا تطاق!! وقلت أيضا بأن هذه الدنيا غير قادرة على احتوائك.. كما أنك لست قادرا على احتواء كل ما فيها من مشاكل!! انك بهذا المنطق والأسلوب كمن قابلته عاصفة ترابية كثيفة وهو في بداية طريقه للسفر فعاد أدراجه دون ان ينتظر لحظات لكي تزول ويواصل الرحلة، لأنه احس في تلك اللحظات أنه غير قادر على المواصلة وغير قادر على أن يرى طريقه!!. عزيزي .. ان هذه الدنيا مليئة بالأحزان، وما أقساها من حياة.. إذا استمر شعورنا ملاصقا لأحزاننا، وأصبحنا ضحية اجترارنا للكآبة والرثاء النفسي المتواصل!. عندما نواجه بعض المشاكل نعتقد لأول وهلة بأنها كبيرة وصعبة الحل وتهورنا في الحكم على الأمور دون معرفة المسببات يزيد المشكلة تعقيدا والتعقيد إفرازاً! فالكثير من الناس عرضوا انفسهم للاصابة بالكثير من الأمراض النفسية والعضوية لمجرد حساسيتهم المفرطة فأصيب البعض «بالوسواس» ومن نجا من هذا الداء لم ينج من داء «السكر» او الضغط او أمراض القلب!! عزيزي : تفاءل ... فكل يوم له مشاكله، وكل ساعة ودقيقة لها أيضا. نفس الأحاسيس المفرحة والمحزنة.. فلماذا ننسى المفرح منها ونحاول التشبث بالمحزن منها وكأننا نحاول ان ننتقم من أنفسنا بواسطة أحاسيسنا ومشاعرنا فننسى ساعات الفرح الطويل ونبحث عن دقائق الحزن القليلة لنتعامل معها؟!. ان نظرتنا للأمور بنظرة تفاؤل تعطي حياتنا طعماً جديداً ومذاقاً خاصاً وذلك في حالة تصورنا ان همومنا أبسط بكثير من همومهم ومشاكل العديد من البشر. ان تشبثنا بذلك السواد لا يعدو مشكلة في اول وهلة ولكنه يسري في نفوسنا كالسوس الذي ينخر كل شيء.. انها دعوة لك عزيزي المتشائم بالنظر للأمور نظرة واقعية وستشعر عندها بأن يومك اصبح رائعاً وجميلاً وان همومك الكبيرة اصبحت صغيرة لا ترى وسترى في حياتك اشياء جميلة لم تكن تراها او تشعر بها. فقط انتظر وفكر .. وستعلم بأنك قد حملت نفسك هموماً اضافية لم تكن في حاجة لها. فاحتفظ بآهاتك وخلجاتك فالمشاعر والعواطف في هذا العالم لم تخلق للحزن فقط بل ان من يسخرها للفرح والسعادة سيعطي حياته مذاقا ونكهة خاصة .. والسلام. بصمة: «المتفائل هو الذي يرى الازهار في الأشجار ... ...والمتشائم هو الذي يرى الأشجار فقط!!» [email protected]