يجب أن نتأكد من أن هذه المقولة لا تنطبق علينا .. ))هذا قبر )جبر(.. من بطن أمه للقبر((.. لقد اطلعت على التعقيب الذي كتبه الاخ العزيز محمد بن عبد الله العسكر يوم الاثنين الموافق 18/11/1421ه والذي جاء تحت عنوان: )المشاركة في الساحة الشعبية حق للجميع( واود هنا ان اشير لبعض النقاط التي تضمنها تعقيب اخي العزيز المشار اليه: فأبدأ بعد ان اتحسس كلماتي واتأكد من عدم امكانية اساءة فهمها كما حدث لبني جنسها في المقال السابق.. فأقول مستعيناً بالعليم الحكيم: أولاً: يسعدني ويشرفني ان اقف موضحا ما التبس في الاذهان فهمه ولو كررته سبعين مرة. ثانياً: من حقي الا يوجه الي اللوم والا اعاتب اذا لم يفهم بعض منتسبي هذه الساحة اي مقال من مقالاتي وذلك عندما اكون قد كتبته بكل وضوح عند غالبية من اطلع عليه.. ولا اود ان اتهم غيري اذا حدث مثل ذلك بما جاء به الشطر الثاني من بيت المتنبي الذي يقرر: وكم من عائب قولا صحيحا... وثالثا: انني اسأل بصدق يا اخي العزيز محمد بن عبد الله العسكر هل انا قلت ان المشاركة في الساحة الشعبية ليست حقا للجميع واعوذ بالله ان اقول ذلك ام هل اشرت ولو من بعيد بأهمية وجود اي طقوس او تعاليم خاصة.. ومن اين فهمت ذلك؟ وكيف انقدح له فهمك؟ انني اتساءل فقط ولا اتهمكم والعياذ بالله.. فأنا يا اخي الكريم قد راجعت مقالي الذي استفزك فوجدته كعهدي به عندما كتبته لم يتغير ولم يتبدل ولم اجد بطياته اي معنى مما فهمته انت.. فهو بكل وضوح يشير الى ما يشير اليه عنوانه ))حدد موقعك من الاعراب(( بالتمام والكمال .. فهل عندما اطلب من احد ما ان يعرف موقع رجليه من الارض التي يقف عليها وان يحدد هدفه ودوره ومنهجه الذي يسير عليه بكل وضوح اكون قد اقترفت خطأ عظيما .. فهل تريد منا يا اخي الكريم ان نترك سدى ونمشي هملا لا نقدر المسؤوليات ولا نعي ادوارنا ليقودنا عند ذلك التخبط الى ساحة الضياع.. وهل تريد ان نسير بلا اهداف وان يخاطب بعضنا بعضا بدون معرفة كل منا للآخر ولحجمه ومدى جدارته بما يحتله من موقع. ألا تعلم يا اخي انه يجب ان يكون للساحة الشعبية في اذهاننا حدود ومواقع كما لها حدود ومواقع في الواقع المعاش.. وان يكون لكل منا موقعه حسب اهتمامه واجادته في مجاله. ان ما اردت توصيله يا اخي العزيز في مقالي هو بالتحديد: )أيها المنتسب للساحة الشعبية عليك ان تحدد موقعك فيها فتعرف هدفك ودورك ومجالك( وهذا الكلام كما نرى لا ُيمنع احدا من دخول الساحة بل كل ما يعنيه هو ان يحدد هذا الداخل او المتواجد فيها اصلا موقعه منها لكي يحترم نفسه عند معرفته لها ويحترمه الجميع لوضوح نهجه ومراده كما انه لا يُمنع احد من التواجد في اكثر من موقع عندما يملأ موقع تواجده فطنة وعلما وذكاء. وقبل الختام مع ان لدي ملاحظات كثيرة على تعقيبك اخي العزيز الا انني لا اود ان اشير اليها لاكتفائنا بما طرحناه اعلاه فهو يوضح ما اردنا قوله. وأخيراً اود يا اخي الكريم الا يغيب عن بالك ابدا ما دمت متواجدا على ارض اي ساحة ذلك الرمز الكبير لكل من يدخل الساحات تلو الساحات ويعيش بها ما شاء الله ان يعيش ولكنه يخرج منها لا عمر له عند من يحسب سنوات العمر وشهوره بما عاشه الانسان منها فعلا في سبيل تحقيق هدفه.. ذلك الرمز الكبير هو )جبر( الذي مر علي قرية فوجد اهلها يكتبون على قبور موتاهم احصاء لسنوات كل صاحب قبر بطريقة غريبة فهذا عمره سنة واحدة وهذا ستة اشهر وآخر سنتان مع ان بين تاريخ ميلاده وتاريخ وفاته المسجل على القبر ثمانين سنة فأخذته الدهشة والاستغراب ولكنه لما سأل عن ذلك زالت دهشته فقد اخبروه بأنهم لا يعتبرون عمر الانسان من السنوات الا ما عاشه منها في سعادة وانهم لا يحتسبون ما عاشه منها في شقاء من عداد سنوات عمره، فهذه السنوات الطوال من الشقاء لا تضاف في عرفهم لسجل عمره العددي من الاعوام .. فعندها، عندما ادرك )جبر( فحوى هذه الفلسفة رجع لنفسه فتفحصها جيداً وقيّّمها وهو الرجل الذي لم يذق للسعادة طعما طيلة حياته بل كل ايامه نهب للشقاء والالم كحال كل من لم يحدد موقعه من الاعراب آوصى بكتابة عبارته المشهورة المعبرة على قبره عندما يموت هي العبارة التي تقول: «هذا قبر جبر.. من بطن امه للقبر» لم يحدد له موقعا على مسرح هذه الحياة الدنيا طيلة تواجده بها وهي رسالة يجب ان تصل الى كل من لم يحدد موقعه من الاعراب في الساحة الشعبية والا اصبح هو )جبرا( بشحمه ولحمه شاء أم أبى.. فكم من جبر يا اخي الكريم يعيش بيننا ويملأ الساحة ضجيجا وغبارا ولكنه لا وزن له لانه لا موقع محددا حقيقيا له.. وكم كنت اتمنى لو ان على خد كل )جبر( من )جبابرة( الساحة الشعبية علامة تميزه، وتخبر غير المتوسمين بأن هذا الشخص هو )جبر( الساحة الشعبية وهو )الهامل المتروك سدى( الذي لا يرجي من ورائه خير او نفع او فائدة.. ولكن الاماني تبقى اماني ليس لها من فعل التغيير نصيب. ودمتم بخير وتقبلوا خالص التحية والتقدير.