قرأت ما كتبه الأخ إبراهيم التميمي في صحيفتكم"الحياة"بتاريخ 14 ? 3 - 1428ه، يرد فيه على الأخ بدر الجويد، ورد عليه بعدها الجويد بتاريخ 1 - 4 - 1428ه عن حديث"شد الرحال"، ولكن مع تقديري لما كتبه الجويد فإن كلامه كان مقنعاً ولكن لم يدعمه بأدلة كافية وافية، فإني في هذا المقام أود أن أورد بعض الأدلة من أقوال العلماء الأعلام وفعل الصحابة الكرام. - الحافظ بن حجر العسقلاني، شارح البخاري، قال عقب الحديث لا تشد الرحال يبطل قول من منع شد الرحل إلى زيارة قبر نبينا"صلى الله عليه وسلم"وقبور غيره من عباد الله الصالحين. - الحافظ المالكي القاضي عياض قال في"الشفاء": وزيارة قبره"صلى الله عليه وسلم"سنة من سنن المسلمين مُجمع عليها وفضيلة مُرغب فيها. - كمال الدين بن الهمام الحنفي: والأولى في ما يقع عند العبد الضعيف تجريد النية لزيارة قبر النبي"صلى الله عليه وسلم"ثم إذا حصلت له أن قدم ينوي زيارة المسجد. - الإمام النووي"إيضاح المناسك": إذا انصرف الحجاج والمعتمرون من مكة فليتوجهوا إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيارة تربته فإنها من أشد القربات وأنجح المساعي. - الحافظ القسطلاني شارح البخاري"المواهب اللدنية": أعلم أن زيارة قبره الشريف من أعظم القربات وأرجى الطاعات والسبيل إلى أعلى الدرجات، ومن أعتقد غير هذا انخلع من ربقة الإسلام وخالف الله ورسوله وجماعة العلماء الأعلام. - الفيروز أبادي"الصلات والبشر": اعلم أن الصلاة على النبي"صلى الله عليه وسلم"عند قبره آكد فيستحب أعمال المطي لإدراك الفوز بهذا الشرف العظيم والمنصب الكريم. وكذلك قصة سيدنا بلال بن رباح كما ذكرها ابن عساكر وكان وقتها يقيم بعد وفاة النبي"صلى الله عليه وسلم"في بلاد الشام، إذ أتاه الرسول"صلى الله عليه وسلم"في المنام وكان يعاتبه ويقول له ما هذا الجفاء يا بلال أما آن أن تزورنا، فشد رحله إلى مدينة رسول الله وأخبر زوجته أنه قاصد زيارة قبر النبي"صلى الله عليه وسلم". وما أن وصل إلى القبر الشريف أخذه البكاء وانكب على القبر يمرغ وجهه فيه ويقبله، فدخل سيدنا أبوبكر فبكى لبكائه ولم ينكر عليه فعله وقال له يا بلال هلا أذنت لنا كما كنت تؤذن لرسول الله، فقال بلال: عذراً يا خليفة رسول الله ما استطعت أن أؤذن بعده، وجاء سيدنا عمر وقال له الشيء نفسه، وجاء الحسن والحسين عليهما السلام، فقالا له أيضاً الطلب نفسه، فقال سيدنا بلال: أما وإني قد اعتذرت لأبي بكر وعمر ولكني الآن لا يسعني أن اعتذر إليكما، فقام وأذن رضي الله عنهم أجمعين. فهل نحن أكثر فهماً وعلماً ومحبة من الصحابة والتابعين وتابع التابعين والعلماء الأعلام العاملين الذين كانوا يتحرون ألا يفعلوا خلاف الأولى، ناهيك عن فعل المكروه أو الذي لا ينبغي فعله، وماذا يريد منا الأخ التميمي، ومن يدور في فلكه، ألا نزور قبر النبي، أم يريد منا أن نزور مسجده ونصلي فيه ونمشي من أمام الحضرة الشريفة من دون السلام عليه"صلى الله عليه وسلم". وإني هنا أريد أن أهمس في أذني التميمي وأقول له إذا شددت رحلك إلى زيارة المسجد النبوي من دون القصد على حد فهمك للنص زيارة القبر الشريف، هل تستطيع أن تقف أمام الحضرة الشريفة وتقول السلام عليك يا رسول الله... فإني جئت بقصد زيارة مسجدك لأصلي فيه وأتعبد، ولم يكن القصد من شد رحلي زيارتك، فهل تتقرب بهذا؟ - الدمام