*** والفاجعة الزرقاء التي حدثت، كانت متوقعة ولكن ليس بهذه الدراماتيكية المخجلة والمفزعة.. والتي عايش الهلاليون ذروة اكتمالها بطريقة البث المباشر والذي يفوت الفرصة ولله الحمد امام اية محاولة ل"طمطمة" الامور.. ونفيها.. وتكذيبها.. والتأكيد على ان كل شيء تمام التمام!! *** فاجعة كرة الهلال التي افجعت الهلال الجمهور والكيان والكرة العذبة، لم تكن غير متوقعة)!( بل كانت بوادرها تتثاءب منذ ان رحل صائد البطولات "بلاتشي" وتجاوز التعاقد مع يوردنيسكو ومجيء صفوت ومترجمه الذي تثار حوله استفهامات مربكة وعدم التعاقد مع لاعبين اجانب الا مع محترف اجنبي واحد وجوده كعدمه!! هذا فيما يتعلق بكرة القدم )الفريق الاول. فقط( اما ان اردت الحديث عن شؤون وشجون بقية النادي.. فان ذلك ماقد يزيد الطين بلة، ويزيد تأكد جماهير الهلال من ان الوضع في ناديهم.. "مش.. ولابد"!! *** لكن.. ان يحدث ماحدث في تصفيات طهران الآسيوية، فانه كان آخر ما يمكن توقعه.. وان يحدث بمثل التراجيدية التي حدثت به والتي تتجاوز خسارة تنافس او نتيجة مباراة.. لكون الذي يعني فيما يعني ان الهلاليين قد تأخروا كثيرا في ترتيب كيانهم.. الذي سيكون آيلاً للسقوط.. والانهيار.. ان استمرت اموره على ما هي عليه.. ودون تدخل سريع وعاجل يضمن تواجد منظومة ادارية وتنظيمية تدير وتبرمج وتنفذ متطلبات المرحلة الهلالية الجديدة.. وقادرة على الاستجابة والمواكبة لتطوير مهمة المرحلة الجديدة التي تعيشها الرياضة السعودية بشكل عام، والكرة الحديثة الجديدة بشكل خاص والتي بات الهلال يمثل قطبها الرئيسي القاري والعربي.. *** من المحزن ان يكون الهلال كمنشأة رياضية )او هكذا يفترض( مستمراً في تغييب الأداة والوسيلة والكادر، المنظومة الادارية الحديثة الكفيلة بأن تنقل اسلوب ومنهجية ادارة امور وتسييرها من مرحلة الارتجالية او العشوائية.. الى مرحلة الادارة العلمية الحديثة.. محزن حقا الا يكون الهلال ممتلكا لمنظومة ادارية حديثة وهو اكبر اندية المملكة واهمها، بل واندية العرب وآسيا ولايزال ممارساً لوسائل زمان التقليدية التي لم تعد نافعة في زمن الاحتراف الحديث.. والدخول في التنافس الكروي العولمي الجديد.. ولان ذلك غير موجود في الهلال، وهو مالم تدركه الادارة الحالية التي كان يتوقع ويتعشم منها استدراك وتدارك ذلك.. فان ماحدث في طهران هو بمثابة المؤشر التأكيدي على محصلة غياب المنظومة الادارية الحديثة واستمرار الاعتماد على النمط التقليدي اسلوباً ووسيلة واداة وعقلية.. الذي بدأت تداعيات انهماره السلبي في البروز.. واحدة.. فواحدة....! ليتدارك الهلاليون الامر.. ان كان في ذلك متسع.. ولعل اولى خطوات هذا التدارك.. تشكيل ادارة جديدة بمواصفات المرحلة الجديدة.. وذات برنامج وخطة عمل منتمية للعلمية ولمستجدات ومتطلبات مرحلة التنافس الكروي.. الجديد، محلياً وعولمياً..ليفعل الهلاليون ذلك.. وليتجنبوا "جبر الخواطر" فيما يهم ناديهم.. وبالذات اذا ما كان الامر سيؤدي الى حالة تجعل النادي فعلياً آيلا للسقوط! *** انكشف المدرب الهلالي الجديد صفوت على حقيقته، قدرة وامكانية، وقد تأكد بمالا يدع مجالاً للشك انه لايحمل مواصفات المدرب الذي يحتاجه ناد بحجم بطل آسيا والعرب يضم تسعة من لاعبي المنتخب السعودي! لعل من الأسئلة الهامة التي يتداولها المدرج الهلالي الآن تساؤله المحتار اللحوح: كيف اختير هذا المدرب؟ ومن اوصى به؟ ومن تحمس للتعاقد معه.. ومع مترجمه.. وهل ورط الهلاليون في التعاقد معه؟! لو فعل الهلاليون الالحاح في الاجابة على هذه الاستفهامات.. لربما ازدادوا فجيعة على الفجيعة التي بلغت ذروة مأساتها في مباراة بيروزي الذي فقدت فيه كرة الهلال العذبة فرصة التأهل والمستوى.. واحترام معاني التنافس الرياضي الذي يمثل الهلال نموذجه الاروع طوال تاريخه منذ ان اسسه شيخ الرياضيين.. وحتى ما قبل مباراة "الطامة الكبرى".. التي تحول فيها "الكاتو" الى "رفاس" باليد والقدم، وقدم خلالها "الجمعان" فاصلاً بليداً لمدى انضباطية اللاعب المحترف في ظل غياب "المنظومة الادارية" المنتمية الى العلم الرياضي الحديث.. *** وضح جلياً، وتأكد في طهران ان الهلال يدار بطريقة ارتجالية وعشوائية نتيجة غياب اداري ولن ابالغ ان قلت فراغ اداري.. والغياب.. او الفراغ.. او التفريغ الاداري.. دليله الناصب لحقيقته: ان لابرامج عملية تحدد وترتب خطوات العمل والتنفيذ والاجراءات ولا ادارات ولا وسائل ادارية تتواجد اصلاً او تمارس.. فكل ماهناك مجموعة من المتطوعين من فئة طويلي الاجل الذين لاحول لهم ولا قوة الا ممارسة الاداء الارتجالي وبطريقة الفزعة واساليب يفترض ان يكون النادي الكبير "على الاقل من هو بحجم بطل قاري وعربي" ان يتجاوزها ويتركها.. منذ عشرة اعوام او يزيد.. لا لائحة تنظيمية.. بل ولاهيكل اداري وتنظيمي يحدد المسؤوليات والصلاحيات.. ولاخطة عمل مبرمجة تحدد ما سيفعل اليوم وغدا وبعد سنة وخمسة اعوام ولا اجهزة ادارية ينظمها هيكل اداري يدير امور النادي ليس بطريقة "المخمخة" و"سو.. كذا.. يافلان" وانما من خلال منهج اداري واجرائي معلوم ومعروف ومجرب في اية منشأة حضارية تنتمي الى خيمة التنمية السعودية ولله الحمد . *** محزن يا كل الهلاليين ان يكون ناديكم "متخلفا" ادارياً وتنظيمياً.. وكأنما هو خارج منظومة التطور العلمي.. وهو اي الهلال المالك والممتلك لعقليات وكوادر وقدرات علمية واكاديمية وخبراتية في كل مجال بدءاً من علوم الادارة والمحاسبة والقانون وانتهاءً بالاقتصاد والعلاقات العامة يمتلئ بهم مدرج الهلال اكبر مدرجات آسيا الرياضية.. "المغيب" و"المهمش" مع الاسف في عرف العقلية الادارية الهلالية الحالية وفيما يبدو حيث لاقنوات تواصل واتصال واستكشاف لمكنوزه.. تستقطبه وتستفيد من قدراته في خدمة النادي وادائه والمشاركة في صنع قراراته ومهماته وترتيب كيانه الذي يجب ان يكون "منشأة رياضية" حضارية.. تنضح بالعمل العلمي المبرمج والمنتج.. عندما يحدث ذلك.. لن تحدث للهلال الفواجع.. ولن يعرف الهلاليون للفجيعة طعماً ولا رائحة.. *** يتداول المدرج الهلالي ما يفزع ويقول: ان لاميزانية للهلال وفقاً للمعايير والمواصفات والشروط والمحاسبة والقانونية المتعارف عليها؟ يتداول المدرج الهلالي ما يفزع.. ويقول: ليس لناد بحجم بطل آسيا والعرب لائحة داخلية تنظم وتحدد اختصاصات اداراته واجهزته وماليته واجراءاته! يتداول المدرج الهلالي ما يفزع.. ويقول: ان نادياً جماهيرياً وواسع المشاركة الرياضية والثقافية والاجتماعية لايمتلك لادارة متخصصة بالعلاقات العامة؟! يتداول المدرج الهلالي ما يفزع.. ويقول: ان العمل في النادي مازال تطوعياً، ولابصيص امل في احلال الوظيفة بدلاً من التطوعية.. ونحن في زمن الاحتراف الذي مضى عليه ستة اعوام!! يتداول المدرج الهلالي ما يفزع.. ويقول:ان اجتماعات مجلس الادارة تتم بطريقة اقرب إلى جلسة المجلس منها الى اجتماع بمواصفات وشروط تنص عليها اللائحة الموحدة للاندية السعودية والتي من اهمها وجود محضر اجتماع رسمي لما تم تداوله واقراره وتوافر النصاب القانوني لمشروعية عقد الاجتماع.. الخ.. هل تريدون المزيد..؟! فلدي ما قد يتجاوز الفجيعة.. *** اول خطوات البناء الهلالي الجديد، والملح.. من اجل مستقبل الهلال الاكثر عافية ونجاحا: ان تقدم ادارة الهلال الحالية استقالتها، لتريح وتستريح.. وان يسارع رجالات الهلال ورموزه في تبني "هيكل اداري وتنظيمي" يكون بمثابة التأسيس الحديث والجديد للنادي كمنشأة رياضية رائدة وتمثل الواجهة المشرفة للرياضة والكرة السعودية الحديثة في ميدان التنافس الجديد.. الذي لم يعد محصوراً على اندية من عينة الوحدة والقادسية والنصر.. ولاحتى ضمن اطارية اندية الموردة والوصل والوداد.. لقد بات المنافس الجديد.. اندية تنتمي الى منظومات رياضية متطورة في تنظيماتها وانماطها الادارية تتواجد في اليابان وكوريا واسبانيا وانجلترا وايطاليا والارجنتين.. عندما يتواجد "الوجود الاداري" الصحيح والفاعل والمتمثل في هيكل اداري وتنظيمي.. سيجد المدرب "الصح" موقعه في الهلال. وسيتواجد في ملاعب الناشئين والشباب الجهاز التدريبي الذي يتولاه أمثال بروشتش وفلهو، وسيرتدي فانلة الهلال اللاعب الأجنبي "الصح" الذي يمتلك مستوى يفوق مستوى لآلئ الهلال الكروية حفظها الله للهلال وجعلها الكنز الثمين، تلك التي حققت للهلال "وحدها" سجلاً مشرفاً من البطولات فالانجازات حباً وتفانياً لفانلة الهلال.. وحدها التي فعلت ذلك.. ولا منة لأحد سواها في تحقيق ماقد حققته من سجل جعل الهلال كبير اندية آسيا والعرب واكثرها شعبية ووهجاً.. *** وصيتي لرموز الهلال وكباره.. ان يرتبوا البيت الهلالي بعقلية واداة علمية مدركة ومستوعبة للمستجد.. ولمصلحة الهلال.. وليس من خلال منهجية "جبر الخواطر" مجاملة.. ومراعاة.. *** اعناق الهلاليين متوجهة الآن ناحية الامير هذلول والد الهلاليين ولشيخ الرياضيين ومؤسس الهلال.. والى رموز الهلال ورجاله الناضجين كالأمير مشاري بن سعود والامير فيصل بن سلطان والامير نواف بن محمد والامير فيصل بن يزيد والامير تركي بن سلطان والامير خالد بن طلال والامير عبدالرحمن بن مساعد وغيرهم ممن لايتسع الحيز لذكرهم.. من ان يأخذوا البادرة العملية والفورية في تأسيس هلال جديد.. بمواصفات المرحلة الجديدة والاحتراف الجديد والالفية الجديدة.. فلم يعد في الوقت متسع.. والا فان الهلال الكيان والتاريخ سيؤول حاله الى ما آلت اليه احوال اندية عريقة كالوحدة والرياض والاتفاق.. وحينها.. ربما لاينفع لاصوت ولا نواح.. ولاهم يحزنون! *** ولان بطولة النخبة على الابواب.. ومسابقة اندية العالم يفترض ان الاستعداد والتنظيم والترتيب لها قد بدأت فعليا منذ شهرين فان جماهير الهلال تنتظر "فزعة" الامير خالد بن طلال.. ليتولى الاشراف على شؤون وامور كرة الهلال.. وهو الرجل الرياضي الخبير والمتمكن الذي يستطيع بتكاتف اعضاء الشرف ورجالات الهلال معه في ان يشرف كرة الوطن السعودي بتواجد مشرف لكرة الهلال في اسبانيا.. وان يعيد ل"مشتل الكرة السعودية" قدرته على تخريج كوادر ومواهب كروية ناشئة تسعد بهم ملاعب الكرة السعودية وفانلة المنتخب التي يعتبر الهلال احد اهم روافدها الزاخرة..