لعلها من المرات النادرة التي يجد فيها المرء نفسه في حيرة عن ماذا يكتب.؟! وفي ماذا.. يكتب.؟! بل ربما كانت المرة الأولى التي أجد فيها نفسي أمام بحر لجي.. متلاطم الأمواج.. تحتاج السباحة فيه إلى نوع من المهارة.. ناهيك عن روح المخاطرة.. فالقضية ليست في الفكرة.. فالافكار متوفرة.. ولكنها في القدرة على ترتيب الأوراق، واختيار الأنسب منها.. ومن ثم طرحها بالصورة المناسبة. فقد تكاثرت الظباء على خراش.. فما يدري خراش مايصيد.. وهذه مشكلة الكتابة الدورية.. سواء أكانت اسبوعية.. أم شهرية.. أم غير ذلك.. وقد سبق أن اشرت لهذه النقطة.. بالذات.. فمثل هذا النوع من الكتابة.. أو الحضور.. يتطلب انتقاء الفكرة المناسبة.. خصوصاً في مجتمع أو وسط كالوسط الرياضي مليء بالقضايا والأحداث الحية..، مما يفرض ان تكون المعالجة لقضية آنية تهم أكبر قطاع.. أو تكون حديث المتلقي.، وكثيرا ما تفوت على الكاتب الكثير من الأحداث.. دون ان يتناولها بسبب ذلك. الاحتراف مثلا..، المناظرات..، التحكيم..، عقود اللاعبين..، المدربون..، الدوري المحلي.. وضع الأندية عموماً..، قضية الشباب والوحدات الاردني الأخيرة.. وتعامل الشباب مع الحدث.. وغيرها من قضايا كثيرة بعضها قابل للتأجيل والآخر.. ينتهي بانتهاء الحدث ما لم تتم مناقشته في حينه. الموضوع الذي بين يدي الآن على سبيل المثال.. فقد جمعت عدداً من الملحوظات.. مما تناولته الصحافة خلال اجازة العيد.، وعندما وضعت الأسس العامة للموضوع.. طرأت قضية بطولة النخبة العربية في سوريا.، وموقف نادي النصر.. ثم الهلال والاتحاد ومشاركتهما في مربع غرب آسيا.. وما بينهما من فضائح فضائية امتدادا لأخرى سابقة.. كلها مواضيع تحتاج لمناقشة.. أو بمعنى آخر لطرح تصور.. ورأي حيالها.. من منطلق المسئولية بعيداً عن الادعاء بسلامة وجهة النظر من عدمها..! على أن مشاركة الهلال والاتحاد في مربع غرب آسيا.. تعتبر في نظري الأبرز والأكثر أهمية للمناقشة نظراً لانعكاسها على الكرة السعودية بصورة عامة.. ولأنها تهم القطاع الأكبر من المتلقين.. وهي حدث الأسبوع.!! لكن حتى هذه القضية.. يتفرع منها قضايا.. وتساؤلات عدة.. هل نتحدث عن حقوق الأندية في السعودية المسلوبة.. من الاتحاد الآسيوي؟! وموقف هذا الاتحاد من هذه الاندية.. بل وموقف انديتنا من هذا كله.؟! بدءا بما يدور داخل اروقة الاتحاد.. ومروراً بنوعية المدن والملاعب التي تقام عليها البطولات.. ونوعية الحكام.. ولا اقول انتهاء ب.. فما زال المسلسل يعرض حلقاته..! بل ان هذا يحتاج لمقال مستقل.! ارجو ان يكون في منتصف الأسبوع القادم بإذن الله. عن ناديين يمثلان بلدا واحداً.. في بطولة خارجية يشارك فيها اربعة اندية يترشح منها اثنان لنهائي آسيا.. ومع ذلك يسافر هذان الناديان كل بطريقته الخاصة.!! عن )الزعيم!!!(.. عفوا.. عن الهلال الذي نظر لهذه التصفيات على انها دورة تنشيطية الهدف منها إعداد الفريق للادوار النهائية، فتحولت إلى حقل تجارب.. بغية الوصول الى التشكيل المثالي للفريق في الأدوار النهائية. عن )العميد!!!(.. عفوا.. الاتحاد.. الذي اعتبر فوزه على الهلال في هذه التصفيات.. غاية.. وليس وسيلة.. فهي البطولة بذاتها.. فسارع إلى طلب النهائيات على ارضه خوفا من ان يخطفها فريق آخر.. حتى وإن كان شقيقه الهلال..!! واذا بالزعيم.. والعميد.. يعودان بخفي حنين.!!! عن فرق مغمورة.. أو مشهورة.. عرفت كيف تتعامل مع الحدث.. وفق استراتيجية واضحة المعالم.. عبر خطوات واثقة وموزونة.. وصلت من خلالها الى هدفها المنشود.. بعيداً عن دقات الطبول.. وصوت المزامير.. ولمعان السيوف.. مؤجلة هذا كله.. الى ما بعد الختام.. لأنه مكانه الحقيقي وتوقيته المناسب.!! أسألكم بالله.. عن ماذا.. نتحدث.؟! ألم أقل.. ان الظباء قد تكاثرت على خراش.؟!.. وان الشق أكبر من الرقعة.؟! على الهلاليين.. ألا يعلقوا اسباب الاخفاق على الحكم الياباني اوكادا.. نعم.. الحكم.. ظلمهم.. وهي ليست المرة الأولى لهذا الحكم بالذات معهم.. فمباراتهم الشهيرة في العين بالامارات.. ما زالت حاضرة في اذهانهم..! الهلال سادتي الكرام اضاع البطولة.. أو بالاحرى اعلن عدم ترشحه عن غرب آسيا بمجرد تعادله مع فريق آرتش الكازاخستاني في المباراة الاولى. والاتحاد سادتي الكرام اعلن ذلك هو الآخر بمجرد طلبه استضافة النهائيات بعد فوزه على الهلال. كنت مع مسئول هلالي جمعتني به الصدفة بعد تلك المباراة في مجلس معايدة.. حضره جمع لا بأس به، وطبيعي ان يكون الهلال محور الحديث. خصوصا بعد تلك المباراة.. ووضعه فيها.. ومدى استعداده لبطولة اندية العالم.. و.. و.. الخ! قال ذلك المسئول: اننا في نادي الهلال.. ننظر لمربع غرب آسيا هذه الأيام بأهمية أكبر من نظرتنا لبطولة أندية العالم القادمة. فبطولة أندية العالم.. قد تأهلنا لها.. وانتهى الموضوع.. ولدينا وقت كاف للاستعداد لها.. اما مربع غرب آسيا فأهميته تكمن في أنه الخطوة نحو تأهلنا مرة أخرى لكأس اندية العالم. كلام رائع.. وجميل.. وعين العقل وأيضاً كلام منطقي..! لكن عند محاصرته بالنقاش حول تلك المباراة.. وانها قد تكون السبب في خروج الهلال سأل هذا المسئول: ماذا تريدون.؟! الا يكفي ان يتأهل الهلال عن غرب آسيا.؟ اذن.. اطمئنوا.. سوف يتأهل الهلال.!! شخصيا.. لا ادري كيف انتابني شعور معاكس في تلك اللحظة.!! وبعد مباراة الهلال والاتحاد.. كنا مجموعة اصدقاء مختلفي الميول..، وعندما اعلنت تحفظي على ترشيح احدهم الاتحاد وضمانه التأهل.. ذهب صاحبي هذا.. بنظره الى زاوية اخرى.. لكنني قلت: اتمنى ان يتأهل الاتحاد.. لكن التصفيات لم تنته بعد.! انتهت التصفيات.. وخرج الهلال.. ولم يتأهل الاتحاد. انني لا ادعي هنا دراية.. ولا معرفة.. أكثر من الغير.. لكن الذي تابع التصفيات لمس كيف تعاملت الفرق الاربعة معها. وإذا أخذنا فريق آرتش الكازاخستاني كمثال.. يستحق الاشادة.. نجد أنه لعب باستراتيجية واضحة.. في المباراة الأولى.. ترك للهلال كل فرص المبادرة من هجوم.. وتبديل.. وكان يقابل كل مبادرة هلالية.. بخطوة مناسبة سواء في خطة اللعب.. أو تبديل اللاعبين.. وكان له ما اراد وهو الخروج بالتعادل. ونفس الفكرة مع بيروزي عندما نجح في التعادل. وفي الثالثة.. أمام الاتحاد كان الفريق قد استوى على سوقه.. ووجد في الاتحاد فريسة سهلة.. عندما غيّر من اسلوبه تماماً.. فأصبح هو صاحب المبادرة.. هو صاحب المبادرة.. حيث خدع الاتحاديين.. وفاجأ الكل بذلك.. وكان يمكن ان يكون الضحية الهلال.. أو بيروزي.. لو كان مكان الاتحاد! تبقى نقطة مهمة.. أو تساؤل: اذا كانت ارضية الملعب بهذا السوء كما شاهدنا.. وتضرر منها الهلال والاتحاد اكثر.. لماذا لم نشاهد موقفا موحدا من الناديين واعتراضا قبل بدء التصفيات وتهديداً بالانسحاب وتسجيل موقف.. فالكرة السعودية لها ثقلها على الصعيد الآسيوي.. والهلال والاتحاد يمثلان نصف مربع غرب آسيا.؟! ان التكاتف والتوحُّد.. ليس في المدرج والأماني بالتأهل.. ولكنه في العمل الحقيقي! وتساؤل أخير: لماذا لم يتحفظ الهلال.. ويسجل موقفا تجاه الحكم الياباني قبل المباراة.. مذكراً بمواقف الحكم تجاهه في بطولات سابقة..!! عموماً الحديث يطول.. والمساحة لا تكفي.. ولهذا اكتفي. وللحديث بقية..