قرأت ما كتبه الكاتب الاستاذ عبدالكريم الطويان في العدد 10374 تحت عنوان )عفيف ظلم( . تحدث فيه عن حادث اصطدام بالابل السائبة )او المسيّبة( حيث سيّبها اصحابها.. حادث في الليل البيهم في هذا الطريق)المقطعة( .. وأصيب من اصيب في هذا الحادث ونجا من نجا بمشيئة الله .. وما راعهم وهم في هول هذا الحادث.. الا وصاحب هذا )البعير( يأتي في الليل البهيم وينحني نحو بعيره.. ويقطع منه )الوسم( او )اللوحة( التي تدل على هذا )المجرم(.. الذي لم يستح من الله ولا من خلقه.. ولم يرف له جفن.. ولم يقم حتى باسعاف هؤلاء المصابين في هذا الطريق الذي لا يوجد فيه )مسعفون..( بكل صفاقة وبجاحة.. ودناءة تصرف هذه القاتل الذي قتله اشبه بالقتل العمد.. وأخشى ان يقوم بمطالبة هؤلاء بدفع قيمة جمله الذي صدموه )واعتدوا عليه( في هذا الليل البهيم.. ولهذا ولأمثاله العذر فقد ترك لهم الحبل على الغارب )الدرعا ترعى( لقد بلغ )السيل الزُّبى ( من بجاحة هؤلاء واستهتارهم بدماء وأرواح البشر.. لقد زاد صلفهم واستهتارهم.. وزاد عدد حوادث ابلهم.. وها نحن نرى شهداء الطرق في كل يوم.. نرى السيارات المحطمة.. من آثار المعارك المستمرة بين الابل والسيارات.. ودماء الشهداء في كل مكان.. وقد اوحى لي هذا الحادث.. بهذا الحوار بين الابل والطريق: الطريق: ما هذا التطاول.. كيف تطاولتم على حماي.. ومشيتم فوقي .. وفوق ارصفتي.. وأكلتم من اشجاري.. الابل: بل انت كيف اتيت الى مراعينا.. ومراعي اجدادنا من قبلك التي نعرفها ابا عن جد.. من الذي وضعك هنا.. الطريق: انا وضعت هنا لخدمة الناس.. وخدمة السيارات.. الابل: ماذا قلت.. )السيارات(.. نحن سفن الصحراء.. من الذي خوّل السيارات لتأخذ دورنا.. نحن الذين خدمنا الناس ونقلنا امتعتهم وبضائعهم في غابر الازمان.. حتى اتيت انت ايها الطريق.. وصرت خدمة لهذه السيارات التي اخذت دورنا. الطريق: اين رعاتكم.. لا اشاهد احدا منهم هنا.. انتم لا تعلمون .. ولا ترون الطريق ليلاً.. وتحسبونه )ظلا( في النهار.. كيف ترككم الرعاة هكذا. الابل: ها.. ها.. رعاتنا يسرحون ويمرحون.. حين ترك لهم الحبل على الغارب.. بل نحن الضحايا.. ولا نريد ان نؤذي اي سيارة مارة.. ولكننا ندخل الى هذا الطريق.. ولا نعلم عنه.. بل نزيدكم من الشعر )بيتا( انه حينما يصطدم بنا احد المارة.. يأتي رعاتنا )وينزعون( منا )الوسم( حتى يخفوا أي علامة تدل عليهم. الطريق: اذاً فلتبدأ )المعركة( بيننا وسننظر من ينتصر في النهاية سأخبر امن الطرق.. ليتعقبوا رعاتكم )ويسجنوهم( او يجلدوهم حين يحدث اي حادث بسببكم.. وسأطلب من وزارة المواصلات ان تضع حاجزا .. او شبكا .. يصدكم. الابل: ها.. ها )شبك( اننا نرى رعاتنا يقومون بقصه لنمر معه.. لن يجدي الامر اذا لم يكن هناك عقاب صارم لأصحابنا.. وليس لنا.. نحن لا ذنب لنا.. الذنب لاصحابنا. الطريق: اذاً انتهينا.. لابد من وضع عقاب صارم لأصحابكم.. ومنه سجنهم.. او جلدهم.. اذا كنتم حول المرعى.. وعقوبة اشد اذا حدث حادث بسببكم. الابل: الآن اصبت الهدف.. م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني