يقوم طبيب الأمراض النفسية بدور هام في علاج بعض الحالات التي لم يأت تناول الأدوية والعقاقير معها بأي نتائج إيجابية كما أنه يواجه بعض العقبات ابتداء من النظرة الخاطئة لدى البعض من الناس حول هذا التخصص وكذلك من يتردد على تلك العيادات. الجزيرة التقت بعدد من المختصين لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة وللتعرف على أسباب الإصابة بهذه الأمراض النفسية وذلك من خلال الأسطر التالية: بداية يوضح الدكتور السيد البدوي فتحي الأستاذ المساعد في علم النفس الاكلينكي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية المريض النفسي والمرض النفسي قائلاً: المريض النفسي من وجهة النظر السيكولوجية والنفسية ,, هو وجود خلل في السلوك راجع إلى وجود افكار خاطئة تم تكوينها أثناء مراحل التنشئة المبكرة فالمريض النفسي خاصة العصبي هو الذي يضطرب نتيجة وجود خلل في الطريقة التي بها يرى العالم ويرى نفسه، فنحن نضطرب بسبب افكار خاطئة تشوه رؤيتنا للحياة ومن ثم تؤدي إلى وجود سلوكيات خاطئة ومشاعر سلبية. أما المرض النفسي,, فهو اضطراب وظيفي في الشخصية نفسية المنشأ في صورة أعراض نفسية تؤثر في سلوك الشخص فيعوق توافقه النفسي ويعوقه عن ممارسة حياته السوية في المجتمع الذي يعيش فيه والعلاج النفسي من هذا المنطلق يقوم على تصحيح الأفكار والمعتقدات الخاطئة التي تشوه من رؤيته لنفسه ورؤيته للعالم من حوله, وذلك من خلال استراتيجيات علاجية متعددة تهدف في النهاية لتصبح رؤية الانسان لنفسه وجعل تفكيره أكثر واقعية وتكيفا,. التعاون المشترك *ماذا عن نظرة الناس للمريض والعلاج النفسي؟ في الحقيقة لقد تغيرت نظرة الناس للمريض النفسي والعلاج النفسي بصورة ملحوظة في الحقبة الزمنية الأخيرة بفضل مجهودات كثيرة يقوم بها المسؤولون وبفضل متطلبات واقع يفرض نفسه على الانسان ويتطلبه ولكن مازال أمامنا كثير ليس فقط بجعل النظرة أكثر واقعية وإنما تصحيح المفاهيم الخاطئة والمفاهيم السحرية التي يحاط بها مفهوم المرض النفسي والعلاج النفسي, والحمد لله الأمور تسير في الاتجاه بايجابية محمودة. والوعي بطبيعة المرض النفسي والعلاج النفسي والخدمات النفسية تتطلب تعاون جهات عديدة تبدأ بتوعية الطالب بالمدرسة والأسرة في البيت والعامل في مكان العمل لأن ذلك سوف يساعد ويعود بالنفع الكثير لتكوين مجتمع صحي من الناحية النفسية مثل ما تحقق من الناحية الصحية. يحتاج لدراسة علمية *ما أكثر الأمراض النفسية انتشاراً؟ ان الاجابة على هذا السؤال ليست سهلة لأنها تتطلب عمل دراسات علمية واحصائيات دقيقة لكن يمكن القول ان نسبة انتشار الأمراض النفسية عامة في مختلف المجتمعات مع اختلاف بسيط بحسب التركيبة الاجتماعية والثقافية والدينية,. صعوبات تواجه الاخصائي النفسي *ماذا عن الصعوبات التي يواجهها الاخصائي النفسي؟ يعتبر العلاج النفسي حديث العهد في مجتمعنا ولايزال يشوبه شيء من الغموض والخوف ويمكن تقسيم المرض النفسي إلى ثلاثة أقسام الأول يعالج دوائياً مع تدخلات اجتماعية. القسم الثاني يعالج نفسياً وقسم ثالث يعالج دوائياً ونفسياً فالقسم الثاني والثالث يستخدم أساليب علاجية مختلفة كل حسب نوع الاضطراب وشدته والعمر وحالات التخلف العقلي وفي معظم الاساليب العلاجية يكون للمريض دور كبير في العلاج وان كان هناك بعض المشاكل التي قد تواجه المعالج النفسي تظهر في عدم تعاون المريض في تطبيق الخطط العلاجية وقد يرجع ذلك إلى عدة عوامل هي: عدم قناعة المريض بهذا النوع من العلاج. تعود المريض على تلقي الأوامر والنصائح المباشرة من ذي السلطة عليه كالأب والمعلم. ضعف القدرات العقلية لدى المريض. مفهوم خاطىء وأضاف الاخصائي النفسي عبدالرحمن ناصر الشبانات حول نظرة المجتمع السعودي للعلاج النفسي والمرض النفسي قائلاً: على الرغم من تميز النظرة السلوكية السائدة حول المرض النفسي عند البعض إلا أنها مازالت عند الكثير من الناس يشوبها شيء من الغموض والتوجس فمن يراجع العيادة النفسية هو شخص مجنون!! وهنا أذكر موقفاً لأحد الاشخاص الذي كان لايحضر في مواعيده خوفاً من ان يقابل اشخاصاً في وضع سيىء, إلا أنه اكتشف ان الغالبية من المراجعين أناس أسوياء لديهم فقط بعض المشكلات البسيطة وطرق العلاج النفسي فهي لاتزال في أذهان الكثيرين مرتبطة بأداء سيجموند فرويد . الفرق بين الطبيب والاخصائي النفسي وعن الفرق بين الطبيب النفسي والاخصائي النفسي يقول الشبانات,. الطبيب النفسي هو ذلك الشخص الحاصل على بكالوريوس في الطب والجراحة من احدى كليات الطب ثم تخصص في مجال الطب النفسي بينما الاخصائي النفسي فهو حاصل على بكالوريوس في علم النفس ثم تلته دورات تدريبية ودراسات عليا في المجال العيادي مع توفر الخبرة اللازمة للتعامل مع الحالات النفسية.