الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    فرصة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «آثارنا حضارة تدلّ علينا»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أرصدة مشبوهة !    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إطلالة على الزمن القديم    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    فعل لا رد فعل    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المرور»: الجوال يتصدّر مسببات الحوادث بالمدينة    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ستمائة ألف عاملة أجنبية في منازلنا يمارسن تأثيراً قوياً على المجتمع
مديرة القسم النسائي لمكافحة المخدرات بجدة للجزيرة 86% نسبة تأثير الأصدقاء في التعاطي و75% من الأصدقاء هم من يبيعون المخدرات للمتعاطين
نشر في الجزيرة يوم 24 - 10 - 2000

أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين اهتماماً كبيراً وبذلت كافة جهودها لمواجهة ظاهرة المخدرات التي تعاني منها دول العالم اليوم والتي باتت تشكل خطراً واضحاً على انسان هذه المنظومة الكونية الذي يعتبر هو العنصر الاساسي والعامل المحرك للبناء والتنمية وسخرت كافة إمكانياتها لاتخاذ التدابير اللازمة قبل استفحال الخطر لبلوغ الأهداف التي ترمي اليها من خلال تحقيق المعادلة الامنية,, التي تمنحها القدرة الفعلية على المواجهة والتصدي والتحصين في حربها ضد المخدرات وتحديد موقفها المبكر,, والحمد لله قبل الانتشار الفادح لهذه الآفة,, وتحولها إلى ظاهرة لدينا,, وحتى تتحقق اهداف هذه المواجهة بشكل لايتنافى مع ديننا وشريعتنا الاسلامية وعاداتنا وتقاليدنا اهتمت الدولة باتاحة الفرصة للمرأة للمشاركة وافتتاح قسم خاص لها بالادارة العامة لمكافحة المخدرات ولايصال الرسالة التي تقوم بها حكومتنا الرشيدة في حربها ضد المخدرات إلى المرأة لتحقيق الاهداف المرجوة وبث الوعي بين المواطنات حتى تكتمل هذه الجهود بتعاون جميع افراد المجتمع,,.
(الجزيرة) اجرت هذا اللقاء مع سعادة مديرة القسم النسائي بالادارة العامة لمكافحة المخدرات بمحافظة جدة الاستاذة/ عبلة حسنين,, لالقاء المزيد من الضوء على هذا القسم,, ومناقشة العديد من الموضوعات,, ذات العلاقة بالمخدرات,,.
الدور والأهداف
*استاذة/ عبلة,, في البداية هل من الممكن ان نتعرف على القسم النسائي بالادارة العامة لمكافحة المخدرات بمحافظة جدة,, طبيعة الدور الذي يقوم به والهدف من انشائه والاهمية التي اصبح يشكلها ضمن منظومة هذا القطاع الحيوي؟
الهدف الاساسي من انشاء المكتب النسائي في إدارة مكافحة المخدرات هو إشراك العنصر النسائي في الجهود المبذولة من قبل الدولة لمكافحة المخدرات حيث يتم في هذا المكتب التركيز على التوعية الوقائية باضرار المخدرات من جميع النواحي بالقاء المحاضرات التوعوية التثقيفية للتعريف بأضرار المخدرات وكيفية مواجهتها واستهدفنا من خلال هذه البرامج المدارس والكليات وجميع المؤسسات والقطاعات النسائية الاخرى التي يمكننا من خلالها ايصال هذه الرسالة,.
بالاضافة الى توزيع المطويات والكتيبات التوعوية والتي تعتبر جزءاً مكملا للمهام الاساسية للتوعية وتقديم المعلومة الصحيحة عنها مما ساهم في تفعيل دور المكتب في اعداد وتنظيم المزيد من الندوات والدورات التي توليها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مع الادارة العامة لمكافحة المخدرات بالتعاون مع الرئاسة العامة لتعليم البنات والجامعة اهتماماً كبيراً لايصال هذه الرسالة الوطنية المهمة، على ان الاهداف الاساسية من اقامة هذه الدورات يرتكز على توعية المعلمات والاخصائيات الاجتماعيات والموجهات التربويات في القطاع التعليمي حتى يمكن او يكون بامكان كل واحدة منهن مواجهتها بعد اجتيازها لهذه الدورة والتزود بالمعلومات الكافية عن اضرار المخدرات,, وتهيئتهن الى كيفية التعامل من كل حالة من الحالات التي من الممكن لها ان تواجهها,, وليس شرطا ان تكون هذه داخل محيط المؤسسات التعليمية,, وانما لمواجهتها في المحيط العام للمجتمع.
جسر,, من التعاون
اما الشق الثاني عن طبيعة العمل في المكتب او القسم النسائي,, فهو يتعلق بالاعمال الادارية البحتة,,, ومن خلال عملنا الميداني أصبحنا نشعر بمدى تعاطف المجتمع النسائي معنا ومع الدور الذي نحن نقوم به بل واصبح هناك جسر من التعاون يربط بيننا وبينهم,, وتلمسنا هذا منهم من خلال البلاغات التي نتلقاها من اسر المدمنين سواء من امهاتهم او زوجاتهم وابداء رغبتهم الشديدة الصادقة لعلاجهم في مستشفى الامل بالاضافة الى البلاغات التي نتلقاها عن المهربين او المروجين.
*ماهي التطورات التي شملت هذا القسم منذ انشائه وحتى الان؟
التطورات التي تخضع لها الادارة العامة لمكافحة المخدرات وفق التوجيهات التي يصدرها سيدي صاحب السمو الملكي وزير الداخلية وفقاً لمتطلبات العمل,, فلابد ان يشملنا جزء منها في القسم النسائي بهذه الادارة.
الحرب الساكنة
*كمسئولة في هذا القسم,, ماذا حققت من خلال تجاربكم السابقة؟
اتصور ان المرأة باعتبارها تشكل نصف المجتمع,, فهي تحمي نصفه الآخر ومن خلال خبرتي الميدانية في العمل الميداني,, شاهدت النضال والكفاح و(الحرب الساكنة ضد المخدرات) التي استوطنت في اجساد شبابنا وادركت ان علاج وتأهيل المدمن حتما يحتاج الى قوة تتكافأ او تفوق في قوتها قوة المخدر ولمواجهة خطر الادمان الذي قاد ويقود إلى الهاوية.
من هنا ادركنا انه لابد من ان تتكاتف الايدي ليس فقط من قبل القائمين على مكافحة المخدرات من قادة وضباط واطباء واجتماعيين وانما لابد من القوة الكامنة التي تحمي الرجل الا وهي المرأة,, هذا المخلوق الذي باستطاعته مساعدة الرجل في حربه ضد المخدرات، وللتأكيد على هذه الحقيقة فإن الكثير من الحالات التي كتب الله لها النجاة ومن عليها بالشفاء,, كان بفضل تلك الجهود التي بذلتها زوجاتهم المخلصات.
تعميم الأنشطة
*لماذا تقام الندوات في نطاق ضيق واستهدافها لبعض فئات المجتمع والتركيز من خلالها على الجامعات والقطاعات التعليمية الاخرى؟
استطيع ان اقول بان قسم التوعية بالمكتب النسائي منذ حوالي عام تقريباً بدأ في توسيع نشاطه على نطاق المنطقة وبذل جهوده في نشر التوعية الوقائية في المجتمع النسائي بجميع فئاته,, وبحمد الله بدأنا بداية طيبة,, وعقد ندوة استمرة لمدة يومين,, هذه الندوة كانت موجهة الى الامهات والزوجات وهذه الشريحة من المجتمع الذي لم يكن يشملهم نشاطنا من قبل,, وعقدها في مقر الجمعية الفيصلية,, نجحت الندوة ولله الحمد حتى فاقت كل توقعاتنا.
وخلال صيف هذا العام حاولنا تكثيف هذا النشاط حيث كان لنا هناك عدد من المحاضرات التوعوية شملت القسم النسائي في السجن بالاضافة الى تقديم محاضرات في المخيم الصيفي للدعوة والارشاد الذي كان على هامش فعاليات مهرجان جدة 21 في صيف هذا العام.
ولكم ان تتخيلوا مدى الاقبال الذي حظيت به هذه المحاضرة الى درجة ان عدد المستفيدات منهاوصل الى (1000 سيدة).
الى جانب انشطتنا المتفرقة الاخرى سواء في المراكز الصيفية لتحفيظ القرآن ,, او في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.
مسؤولية مشتركة
*كيف يمكن تفعيل آثار المحاضرات والندوات لبلوغ الهدف؟
قبل الاجابة على هذا السؤال لابد لنا هنا من ان ننوه بان مسئولية مكافحة المخدرات مسئولية مشتركة بين المؤسسات الاجتماعية المتعددة في المجتمع ابتداء من التكافل القائم بين الاسرة وابنائها والمدرسة وقدرتها وثقافتها السليمة والمسجد وبنائه العقائدي,, والعبادي السليم، وبين ماتقوم به وسائل الاعلام في المملكة العربية السعودية بقنواتها المختلفة، ومسئوليتها في التوعية والتثقيف ضد مخاطر الجريمة من ناحية وتوعية وارشاد النشء والشباب وملء وقت فراغهم والتمييز بين الخير والشر ومساعيها الايجابية لتعزيز القدرات الذاتية لابناء المجتمع وتوفير الوقاية له من المخاطر التي تهدد تماسكه وتؤثر على بنائه.
دور الإعلام
ومن هذا المنطلق استطيع القول ان للبرامج الاعلامية والثقافية دورها الفعال والمؤثر في تنبيه المجتمع وتوعيته بالمخاطر ودعم الجهود المبذولة من قبل الدولة وبقطاعاتها المختلفة.
المواجهة والتوعية
*باعتبار ان عامل التوعية اصبح من العوامل المهمة لتنوير المجتمع والمواطن,, إلى أي مدى ساهمت في الحد من انتشار المخدرات؟
بلاشك التوعية ساهمت في خلق جو مفعم بالوعي مما ساعد على رفع نسبة الوعي عند المواطن,, وادراكه للاخطار، والجهد الذي يبذل في الوقاية من وجهة نظري هو عشر الجهد الذي يبذل في العلاج وهذا هو الشعار الاساسي والحقيقي للمواجهة.
* ما اهمية التربية الوقائية وكيفية تطبيقها؟
قبل ان نوضح اهمية التربية الوقائية علينا ان نعرف مفهوم التربية الوقائية,, لان التربية بمفهومها المتعارف عليه تعني الاهتمام بتعليم النشء واعداده اعدادا جسمياً وعقليا وصحياً وسلوكياًوالتدرج في ذلك منذ الايام الاولى للولادة حتى يصبح شاباً يستطيع الاعتماد على نفسه, لان التربية بهذا المفهوم ستكون لها المقدرة على غرس الكثير من السلوكيات الحسنة في الابناء وابعادهم عن السلوكيات المنحرفة.
اما الوقائية,, فيقصد بها التدابير التي يتم اتخاذها لمنع وتدارك المشكلة قبل وقوعها ومن هنا نستخلص ان (التربية الوقائية) عملية تربوية تعليمية مستمرة، ويجدر بنا هنا ان ننبه الى ما قد يقع من تأثير العمالة الخدمية التي اصبحت وثيقة الصلة بأهم مؤسسة تربوية الا وهي (الاسرة!!!) وفي اخطر عملية اجتماعية تمارسها الاسرة على الاطلاق وهي عملية لتنشئة الاجتماعية,, وهذا من شأنه ان يعرض قيم ومعايير الاسرة للخطر.
فوجود ستمائة الف عاملة اجنبية تعملن في البيوت السعودية,, من شأنه ان يمارس تأثيراًعلى المجتمع.
وامتدادا لما سبق ذكره لابد لنا من ان نؤكد او نشدد على دور الاسرة لان الاسرة تعتبر من اقدم المؤسسات التي عرفها الانسان باعتبارها اللبنة الاولى لقيام كيان المجتمع وعدم اعتبارها فقط الأساس في المجتمع أو بنائه فحسب كما تعتبر هي مصدر الأخلاق والدعامة الاساسية لانضباط السلوك والمحيط الذي يتلقى فيه ومنه الطفل اول دروس الحياة.
ملامح استراتيجية المكافحة
* ماهي ملامح الاستراتيجية العامة التي تستند عليها المملكة من مكافحة المخدرات؟.
حقيقة حتى تكتمل المنظومة الامنية العامة في مكافحة المخدرات فإن استراتيجية المملكة من هذا الجانب تستند على اربعة محاور هي:
*التوعية الوقائية والعمل من خلال اعداد وتنظيم الحملات التوعوية المكثفة,,.
*المكافحة على المستوى المحلي:
تعد جهود المكافحة من ابرز الجهود التي تعنى بها وزارة الداخلية متمثلة في الادارة العامة لمكافحة المخدرات وهذا مما جعلها تتبنى خططها وفق اسس مدروسة والعمل من خلالها لاحباط اي محاولات تهدف الى تهريب المخدرات بانواعها المختلفة الى المملكة العربية السعودية.
*مجال علاج مدمني المخدرات:
باعتبار ان ادمان المخدرات يحتاج الى معالجة كل من تورط فيها,, فقد اصدرت الدولة قرارها السامي بانشاء المستشفيات المتخصصة لعلاج الادمان تحت مسمى (مستشفى الامل) في كل من الدمام الرياض وجده والتي نعتبرها بادرة جديدة للامل بعد تزويدها باحدث ماتوصل إليه العلم في هذا المجال متفقة مع الرأي العالمي اليوم الذي يؤكد أن المدمن (مريض) يجب علاجه واعادة تأهيله.
* التعاون على الصعيدين العربي والدولي:
وتقديراً لجهود وزارة الداخلية متمثلة في الادارة العامة لمكافحة المخدرات,, فقد تم مؤخراً تسليم مديرة الادارة العامة لمكافحة المخدرات اللواء سلطان الحارثي الجائزة الدولية التقديرية التي حصلت عليها من الامم المتحدة,, تقديراً لجهودها من مكافحة المخدرات والتصدي لهذه الظاهرة.
وتأكيداً على حجم وقوة الجهود التي تبذلها هذه البلاد وبذلتها منذ بداية حربها ضد المخدرات مانشرته هيئة الامم المتحدة عام 1997م وتأكيدها ان المملكة العربية السعودية تعتبر ثالث اقوى جهاز في مجال المكافحة.
أساليب دنيئة
*استاذة عبلة,, من خلال مشاهدتنا لوسائل الاعلام,, نلاحظ احياناً استخدام المرأة وإقحامها لبعض الاطفال في عمليات تهريب المخدرات,, كيف ترين حقيقه هذا الواقع المؤلم؟
لاشك ان مهربي المخدرات يلجأون الى استخدام الطرق والاساليب لتحقيق اهدافهم وهي والحمد لله لاتوجد في مجتمعنا ولم نصل إلى هذه المرحلة نظراً لتمسك مجتمعنا بقيمه الدينية والاسلامية وهذا مما ساهم في الحد من مشكلة المخدرات، والتدابير الناجحة في مكافحة المخدرات التي اتخذتها المملكة كثيرة ويكفي ان الارقام تثبت يوما بعد يوم ان اعداد المدمنين بدأت تتقلص الى اقصى الحدود والتجارب الناجحة دائما كما اعتقد يقف وراءها اناس مخلصون ورجال سخروا كل جهدهم ووقتهم في تحقيق الامن والاستقرار لهذه البلاد,, ومكافحة الجريمة بشتى انواعها.
ومن هذا المنطلق يمكنني القول ان استخدام الطفل والمرأة يتنافى مع كل حقوق الانسان ويتنافى مع اتفاقية الامم المتحدة لحقوق الطفل التي تضمنت العديد من المواد التشريعية للمحافظة على حقوقه ومنها (المادة 33) التي تطالب فيها الامم المتحدة الدول الاطراف باتخاذ التدابير المناسبة وبما في ذلك التدابير التشريعية والادارية والاجتماعية والتربوية لوقاية الاطفال من الاستخدام غير المشروع للمواد المخدرة والمواد المؤثرة على العقل,, وحسبما تحددت في المعاهدات الدولية ذات الصلة ولمنع استخدام الاطفال في انتاج هذه المواد بطريقة غير مشروعة والاتجار بها.
كما اكدت (المادة 36) في هذه الاتفاقية على ضرورة توفير الدول الاطراف لسبل الحماية اللازمة لهم من سائر انواع واشكال الاستغلال الضارة بأي جانب من جوانب حياته.
ولهذا فان استخدام الطفل بهذه الصورة البشعة والاسلوب غير الانساني فيه امتهان صريح لبراءة هذا الطفل وآدميته نظراً لجعله يمثل هذه المخاطر التي يتعرض لها.
أهمية التخصص:
*أعتقد أن رسالة الماجستير الخاصة بكم كانت عن الابعاد الاجتماعية الثقافية لتعاطي المخدرات للشباب، هل من الممكن اطلاعنا على اهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذه الرسالة، والاسباب التي جعلتك تفكرين في البحث عن هذا الموضوع دون غيره من الجوانب الاجتماعية الاخرى؟
اهم النتائج التي توصلت اليها بعد اجراء الدراسة الميدانية على مائة حالة من المتعاطين الذكور الذين يخضعون للعلاج في مستشفى الامل بجدة شريطة الايتجاوز عمر المتعاطي (30عاما) ولا تقل مدة التعاطي عن سنتين بشكل منتظم بعد دراستي لهذه الحالات,, توصلت الى عدة نتائج من اهمها وباختصار:
أن دور الاصدقاء في مشكلة تعاطي المخدرات يصل الى (86%) وأن (75%) من اصدقاء المتعاطين هم من يقومون ببيع المخدرات لهم.
وهذا مما يؤكد واقع العلاقة القوية التي تربط بين تعاطي الاصدقاء والفرد.
كما اكدت نتائج هذه الدراسة ان الاشراف الابوي (الآباء) على الابناء (المدمنين) الذين اجريت عليهم الدراسة كان قليلاً وهذا مما يعني تفكك العلاقة الاسرية، كذلك وجود نموذج للتعاطي داخل الاسرة، كما وصلت نسبة من ارتكبوا سلوكا اجرامياً نتيجة التعاطي حوالي (39%)، حيث اتسمت هذه الجرائم بالطابع الاقتصادي وممارسة النصب والاحتيال والسرقة.
اما وسائل الاعلام في المملكة فلم يتضح لها اي دور في دفع الفرد للتعاطي كما اتضح لي من خلال هذه الرسالة لكن النقطة المهمة والحيوية التي أكدتها هذه الرسالة ان (24%) من نسبة الشرائح التي استعنت بها في هذه الدراسة من المتعاطين اكدوا ان التمسك بالدين والتقرب لله هو السبيل الصحيح لتجنب هذه المشكلة.
اما السبب الرئيس الذي جعلني افكر بالخوض في مثل هذا البحث فهو ان ميدان ظاهرة تعاطي المخدرات مازال بكراً إلى حد ما في المجتمع السعودي بالمقارنة مع المجتمعات الاخرى,, وان الدراسات والبحوث التي نقوم بإجرائها حتما ستساعدنا على الحد من هذه المشكلة بشكل مبكر,, ومتى ما وجدت المهتمين الذين لهم الرغبة في خوض هذه التجربة، وبالتالي فإن حبي الشديد للموضوع نفسه جعلني اجد نفسي لي المقدرة على العطاء بشكل اكثر من خلال هذا المجال.
مواقف مؤثرة:
* اعتقد من خلال اداء مهامكم في القسم النسائي حتما تواجهكم بعض المواقف او بعض القصص المؤثرة كيف تتعاملون معها,, واذا لم يكن هناك شيء من الاحراج هل من الممكن ان نطلع او نتعرف على بعض هذه القصص المؤثرة؟
كل جهة عمل لا بد ان تتعرض او تواجه مثل هذه المواقف,, هناك مواقف بسيطة يمكن تلافيها وهناك مواقف محرجة واخرى تتطلب الحزم والشدة في بعض الامور,, واي عمل بطبيعة الحال كما لا يخفى عليكم لا يخلو من بعض الاشكاليات.
اما بالنسبة لهذه القصص فهناك الكثير منها ما هو مثخن بالجراح والالم ولكن خصوصية هذه الموضوعات وطبيعة العمل الذي نحن نقوم به تقتضي منا المحافظة على سرية الموضوعات وعدم التشهير بأصحابها حسب ما تقضيه طبيعة العمل، وترك حرية الافصاح بها لهم هم أنفسهم وعدم التدخل في ذلك.
*في تقديرك,, كيف باستطاعتنا تحرير اسرة المدمن او الامهات والآباء من عقدة الفضيحة والخجل من وجود مدمن بين افرادها للتعامل بشكل واعٍ مع مشكلة المخدرات وتلافي كافة النتائج المتعارف عليها، سواء مُداراة احد الطرفين لأصل المشكلة او توفير للعوامل المساعدة التي من الممكن ان تقودهم الى الانحراف,, او حتى بالنسبة للجانب العلاجي؟
حتى وقت قريب كان الشاب السعودي يتكلم عن تعاطيه للمخدرات وهو يشعر بالخجل والخوف ومن العار والفضيحة نتيجة لاقترافه هذا الذنب,, وهذا مما كان يدفع بأسرته وذويه الى انكار وجود مدمن بينهم وبالتالي عدم تقبل المجتمع التقليدي المحافظ لوجوده بينهم واعتباره امراً طبيعياً بالنسبة لهم، لكن بالطبع بعد ان استشرى خطر المخدرات,, ومساهمة الاعلام وحملات التوعية التي تبنتها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والادارة العامة لمكافحة المخدرات,, تحفز الناس وافراد المجتمع لتصحيح وجهة نظرهم للتعامل مع المدمن ومع هذه القضية التي لم يعان منها المجتمع السعودي فحسب,, وانما اصبحت تتعايش معها كل المجتمعات لاعتبارها قضية عالمية وليست اقليمية او محلية.
ومن خلال الاهتمام بهذه القضية خرجت اصوات قليلة تشير الى وجود مدمنين في الحي او في الجوار ومع نجاح تجربة مستشفى الامل اصبح شعار (في بيتنا مدمن) يبعث على الخجل بقدر ما يزرع الثقة في وسائل العلاج خاصة ورفع درجة الوعي الاجتماعي للتعامل مع المدمنين بسرية تامة والتكتم على حالاتهم مرضى يجب علاجهم واعادة تأهيلهم وليس كمجرمين.
على من تقع المسؤولية؟
* لكن على أي هذه الاطراف تقع مسئولية الادمان بشكل اكبر دون الآخر؟
هناك عوامل خطرة مرتبطة بزيادة القابلية للادمان، وهذه العوامل في طبيعتها غالباً ما تكون بيئية,, ولكنها احيانا تكون وراثية، وتعرض الانسان لهذه العوامل البيئية او الوراثية لايعني حتمية ظهور الادمان ولكنها تزيد من نسبة حدوثه، فمثلاً العوامل الوراثية او المؤشرات الوراثية في بعض الاحيان يكون هناك مكون وراثي يساعد على قابلية اولاد وبنات المدمن على المسكرات وهذه القابلية تكون نسبتها هنا اربعة اضعاف عن هؤلاء الذين لايوجد تاريخ للادمان في عائلتهم كذلك فإن العوامل البيئية او اي مؤشرات بيئية مرتبطة بالاسرة عادة ماتزيد من احتمال تعاطي المخدرات او المسكرات مع زيادة تعاطي احد الابوين للمخدرات.
*امتداداً للسؤال السابق,, وهذا السؤال ينبغي علينا جميعاً الاهتمام بمواصلة طرحه وعدم الانقطاع عن ذلك ألا وهو,, كيف تحمي الاسرة ابناءها من الادمان؟
يجب علينا هنا ان نذكر بان كل فرد معرض لهذا الخطر في حالة إذا لم يكون للاسرة المعرفه التامة بالطرق التي تمكنها من توفير الحماية لابنائها، وهذه الطرق تتلخص في:
اولاً: الاهتمام بصلاح الأسرة وتقوية الوازع الديني لدى ابنائها والاهتمام بالتربية الدينية التي تعتبر من اهم الركائز الاساسية في صلاح الاسرة والمحافظة على افرادها وعلى كيان المجتمع .
ثانياً: المحافظة على كيان الاسرة من التفكك,, والتواجد المعنوي للابويين, واحتوائهم لهم بالرعاية والحنان.
ثالثاً: توفير الاحتياجات النفسية والمادية.
رابعاً: الاهتمام بنوعية الاصدقاء والمتابعة المستمرة وغير المباشرة للأبناء من قبل الاسرة والتعرف على سلوكياتهم.
خامساً: الاهتمام الجدي بشغل اوقات الفراغ بكل ماهو مفيد.
وتوجيه حب الاستطلاع لدى الأبناء.
*استاذة عبلة هل تتساوى العوامل المؤدية الى الادمان في طبيعتها بالنسبة للشباب او الفتيات,, ام انه يوجد بعض الفروقات واساليب التأثر والعلاج؟
الادمان احد مظاهر الانحراف ويبقى الادمان هو الادمان في اي زمان ومكان له تأثيراته سواء على الرجل او المرأة ولكن هنا يختلف الرجل والمرأة من الناحية النفسية بالطبع ومن الناحية الجسدية,, وهناك اختلافات اخرى تتعلق كما نعلم بالامور الاجتماعية والثقافية والقانونية.
وبالتالي فإن الادمان يكون اشد على المرأة طبقاً لتكوينها البيولوجي والهرموني لهذا اود الاشارة الى ان تفريد عملية تقويم السلوك الانحرافي,, عادة ما يتطلب اختيار طريقة معاملة ومعالجة كل حالة من الحالات الانحرافية على حدة، ومنها كذلك علاج الادمان, بحيث ان الاساليب والانماط المتبعة في هذا الخصوص تقوم على معيار الشخص بالنسبة للحدث او الشاب او الفتاة حتى.
كما تتطلب البحث في احتياجاته الاجتماعية والنفسية والعاطفية في تحقيق اعادة تأهيله.
العولمة والإنترنت:
* طالما تحدثنا عن مقومات الانحراف,, وامام مخاطر العولمة التي تحمل وحملت بين ثناياها العديد من الثقافات والسلوكيات,, هل من الممكن ان تصبح هذه العولمة من المشكلات الخطيرة لزيادة انتشار المخدرات,, خاصة ان الانترنت باعتبارها احد مظاهر العولمة,, اصبح كما نعلم احدى الوسائل التي تستخدم في نشر هذه السموم؟
العولمة,, هي نتاج ما نسميه بالقرية الكونية الواحدة وشبكة الانترنت اصبحت من اهم الوسائل الاساسية التي يسرت وسهلت عملية الاتصال للتواصل مع مايندرج او تتضمنه هذه المنظومة الكونية التي اوجدتنا في اطار هذا النتاج الكبير العريض للعولمة.
لكن مانخشاه هنا ونخاف منه هو طغيان الثقافات الاخرى على ثقافتنا وهويتنا نحن.
واصبح الانترنت هو الخطر الحالي لانتشار المخدرات والتعريف بأنواعها وما يعرضه من ممارسات خاطئة وغدا من البؤر الخطيرة لتفشي الكثير من الثقافات التي تشكل خطورة على واقعنا كمجتمع عربي مسلم، خاصة بعد ان انتشرت مقاهي الانترنت لدينا في المملكة وجدنا في الوقت الحالي ان هناك (160الف مستخدم منهم) وفي مرحلة عمرية اقل من (25عاماً) اي ان المستخدمين للانترنت بالمملكة في الغالب هم من الفئة العمرية الشابة، اي الفئة المستهدفة.
وهذا الامر يستوجب المبادرة الى طرح اسلوب حديث وجديد واكثر فاعلية للتوعية بأضرار المخدرات والوقاية منها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.