قال الشاعر عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالرحيم البرعي )000 - 830ه( يشتاق الى الحج، ويمدح النبي صلى الله عليه وسلم، بل ويرسم طريقه الى مكةالمكرمة: أمن نيابتي برع تقيم وقد رحل الأحبة يا نديم ومالك والتخلف عن فريق متى رحلوا حللن بك الهموم طوت بهم المراحل في الفيافي قلائص تذرع الفلوات كوم فلعسان، فسردد، ثم مور فحيران لهن به رسيم الى حرض، الى خلب تراءت الى جازان جازت وهي هيم ومرت في ربى ضمد وصبيا ولؤلؤة)1( وغوان تهيم وذهبان وفي عمق وحلي تساورها المفاوز والرسوم وفي يبه وفي كنفى قنونا سرت والليل منعكر بهيم فدوقة فالرياضة فاستمرت بجنب الحفر يطربها النسيم الى الميقات ظلت خائضات غمار الآل يلحقها السموم وباتت عندما وردت إذا ما تحن فلا تنام ولا تنيم وفي أم القرى قرت عيون عشية لاح زمزم والحطيم رسول الله أشرف من يصلي ومن يتلو الكتاب ومن يصوم محمد الأمين حبيب ربي عريض الجاه نائله عميم بشير منذر قمر منير أخو صفح عن الحاني حليم لك التنزيل معجزة وفخر نسخن به الشرايع والعلوم لك القمر المنير انشق طوعا وحنّ الجذع واخضر الهشيم ومنطق ظبية وخطاب ضبٍّ وفي الرمضاء ظللت الغيوم)2( وقد ناداك سمّ الغضو صوتا غيرك من تكلمه السمومُ قلت: ارتحل ساكنو النيابتين نحو مكةالمكرمة قصد أداء فريضة الحج، وزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينةالمنورة، حتي إذا استقام بالجيرة وساكني تلك الربوع طريق الرحلة، ومنطلق السفر. فاض هذا الشعور من قلب هذا الأديب ليصبه في هذا المظهر الانساني الرفيع، ومن هنا كانت هذه الأبيات. )1( بلدة الشقيق الحالية بتهامة.