كان اسبوعا حافلا بالنسبة لوحدات مكافحة الارهاب في موسكو، إذ تفاقمت مشكلة المكالمات الهاتفية الواردة الى السلطات لإبلاغها كذبا بوجود قنابل، في نزعة كثيرا ما تتجلى في اعقاب الأحداث الارهابية، وكان ما أشعل فتيل المكالمات التحذيرية الكاذبة هذه المرة انفجار وقع في محطة قطار الشهر الجاري أصيب فيه 15 شخصا. وتمكنت السلطات من الإمساك بأربعة من أصحاب هذه المكالمات، بعد ان أفلحوا هم في إثارة الذعر في مواقع شتى بالعاصمة الروسية. وضمت قائمة المواقع التي وردت بشأنها تحذيرات هاتفية من قنابل محطة قطارات رئيسية ومركزا تجاريا تحت الأرض يحاذي حوائط مقر الرئاسة الروسي، الكريملين. وفي كل مرة وردت فيها إحدى هذه التحذيرات كانت السلطات تتخذ كافة الاستعدادات تحسبا لحدوث انفجار، وكانت استعدادات قوات الأمن على أشدها بطبيعة الحال عندما ورد التحذير عن قنبلة قريبة من الكريملين. ومن بين من ألقي القبض عليهم مؤخرا اثنان من المتقاعدين يبلغ عمر أحدهما 73 عاما وامرأة في الخامسة والثلاثين ادعت، لسبب ما، ان ثمة قنبلة في نفس المبنى الذي تقطنه. ويقول فلاديمير زوبكوف المتحدث باسم شرطة موسكو )ظهرت موجة جديدة من المكالمات الزائفة في أعقاب الانفجار الذي وقع في محطة المترو، إلا أنه أمر عادي بالنظر الى التركيز الإعلامي الكبير على الواقع الذي امتد لعدة أيام(. ويضيف )عادة ما يكون المتصل مخمورا أو مختلا عقليا أو أطفالاً لا يعلمون خطورة ما يفعلون(. وإذا كانت التحذيرات الزائفة التي تتلقاها السلطات هاتفيا مشكلة قديمة في الغرب، فهي لم تبدأ في روسيا إلا أثناء حرب الشيشان الأولى 1994 1996( كما نشطت عام 1999 عندما اندلعت في موسكو ومدن روسية أخري سلسلة من الانفجارات في مبان سكنية أودت بحياة حوالي 300 شخص. وأردف زوبكوف )بلغت المشكلة أسوأ درجاتها بعد الانفجارات الكبيرة، إلا انها ستتوارى في نهاية الأمر، كسائر الموضات(. ومن أبرز الحالات التي ورت فيها مكالمات من هذا النوع للسلطات في روسيا حالة الرجل الذي حاول بسذاجة ابتزاز الأموال من حكومة مدينة موسكو عن طريق تهديدهم بتفجير قنابل. كما كانت هناك حالات قام فيها مسافرون متأخرون عن موعد سفرهم بالابلاغ عن وجود قنابل علي متن القطار حتى يتمكنوا من اللحاق به. وكما يحدث كثيرا في الغرب، عمد طلاب روس في حالات كثيرة الى الهروب من الامتحانات عن طريق الابلاغ كذبا عن وجود قنبلة في مقر دراستهم.ومنذ الانفجار الذي وقع في محطة قطار بيلوروسكايا في الخامس من فبراير الجاري، والذي أصيب فيه 15 شخصا بفعل ما يتراوح من 200 الى 400 جرام من المتفجرات التي خُبئت أسفل أحد المقاعد بالمحطة، وردت الى الشرطة عدة تحذيرات زائفة بوجود قنابل، من بينها تحذير بشأن وجود قنبلة في كاتدرائية سانت بيزي في الميدان الأحمر الشهيرة بقبتها التي تأخذ شكل حبة البصل، فضلا عن فندق ومستشفى وعدد من محطات القطار الرئيسية. كما تلقت الشرطة تحذيرات زائفة اضطرت معها لاخلاء مئات الأشخاص من عشرين مبنى سكنيا، وكان الوقوف في العراء في درجة حرارة تقل عن الصفر أهون على نفوس السكان من المخاطرة بعدم تصديق البلاغات.ولا تزال تفاصيل الانفجارات الأربعة التي اندلعت في مبان سكنية قبل عامين ماثلة في الاذهان . وهناك أيضا القنبلة التي انفجرت في حقيبة سفر في أغسطس الماضي مسفرة عن مقل 12 شخصا وإصابة 100 آخرين في نفق مشاة بوسط موسكو. وعلى الرغم من الغرامة الباهظة التي تفرض في هذه الحالات والتي تعادل 1390 دولارا أمريكيا وعقوبة الحبس الذي يصل الى ثلاث سنوات، إلا أن الشرطة في موسكو لا تزال تتلقي معدل خمس مكالمات هاتفية يوميا تحمل تحذيرات زائفة من قنابل. ويرتفع الرقم الى خمسين مكالمة يوميا في أعقاب نشوب انفجارات كبيرة.