«صوتك يناديني» تعتبر من أنجح وأفضل ما قدم من الأغاني الخليجية وحتى على مستوى الوطن العربي.. ولأن هذه الأغنية قدمت سابقاً ولم تحظ باهتمام يعكس قدرها فقد طواها النسيان لدى البعض ولكن متذوقي الفن الأصيل استمروا بسماعها وعاد المطرب الكبير محمد عبده وقدمها في حفلاته وان كانت هنالك ثمة مقارنة بين حفلة جدة وحفلة الأوربت في مهرجان الموسيقى العربيةإلا ان التون الموسيقي على صوت محمد عبده واحد ولم يتغير على الاطلاق.. وعموما تعتبر من أفضل ما قدم عربيا لاسيما أنها معاصرة وما زال يقدمها مطربها وليس غيره ويحمد لمطربنا الكبير اعادة مثل تلك الاعمال لجعل التوازن السماعي الطربي يبقى في مكانه. أما عن الجمل اللحنية التي تضمنتها الأغنية فكانت تحمل في طياتها الكثير من الابداع والرؤى الجمالية التي زينت الكلمات الرائعة التي كتبها الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن ولا غرو ان تمنى الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب ان يكون هو الذى لحنها. صوتك يناديني كلمات بدر بن عبدالمحسن غناء وألحان محمد عبده مقام / نهاوند وهو اسم لبلدة في إيران.. وكذلك هو نغم رئيسي في الموسيقى العربية وله عدة فروع وهو أيضا نغم للموسيقى الغربية ويسمى «مينور». * مزيكا ترتكز على حرف «دو» ثم صعوداً إلى حرف «مي» وصولاً إلى «الصول» زمن أربعة «راوند» و«سى» ثم حرف «لا» بطريقة كلاسيكية «فالصول» و«الفاء» و«مي» و«ورى» ثم «دو» وتعود نفس الجملة مرجعة وتستقر على حرف الدو «فالرى» جواب ثم «سي ولا» قبل الوصول إلى أحرف الرى بعد الاستقرار السابق.. لزمة بسيطة ما بين «الدو وسى ولا» على «النوى» تعود تلك الجملة السابقة من «الدو» إلى «الدو» او كتاف نهاوند. فتنقل إلى مقام آخر وهو بيات.. بعد حرف «لا» سي لا مي زمن واحد ثم «فا» سي لا ثم مي وتختلف الحروف من لا ثم سي ولا مي ونزولا إلى حرف «الدو» المستقر الطبيعي للمقام. فدخول المطرب للمذهب ناديت خانتني السنين اللي مضت راحت ناديت ماكن السنين الليل مضت راحت والبارحة صارت عمر ليلة ابد عيت تمر الجملة الغنائية مرجعة بعد اللزمة «كنا افترقنا البارحة» تحولت إلى مقام آخر وهو «البيات» فجأة وبعد نهاية هذه الجملة لزمة تعود بالجملة السابقة مقام «نهاوند» ايضا مرجعة لزمة ثم مطرب. يا جمرة الشوق.. من حرف «الدو» نسيت انا.. من «دو.. سي.. لا» جرحك وفي مى «فا.. سي..لا..صول» مرجعة. أيضا مرجع المذهب «ناديت» الى الوصول إلى «ليلة»وكان هناك تلاعب موسيقي نغمي كسلم والفرمة من فا نصف زمن «ومى ورى» وتواصل المذهب الى الجملة السابقة «ياجمرة». فعودة إلى المقام الاساسي والايقاع رومبا «يتذكر الحلم الصغير» من «فاء ومي» كحرف طبيعي «والصول» «وفا ومى» مزخزف.. وجدار من طين وحرير..«مى مى رى دو» لزمة من «فامى رى مى دو.. صول» عند الغدير.. من «فا وصول مي رى مى دو» مرجعة يتذكر الحلم الصغير لتعود الاغنية الى المقام النهاوند وبكلاسيكية وقمرا ورى الليل الضرير عند الغدير.. فلزمة من حروف النقر «من آلة الكمنجات»«دومي صول».. مرجعة وبرومنسية وخيال واسع في اللحن تذكر الحلم الصغير وجدار من طين وحصير كروعة تصويرية لكل كلمة.. فتعود «قمرا ورى الليل الضرير»«عند الغدير»«دومي صول».وان هبت النسمة تذكر بهدوء للايقاع الوحدة الصغيرة تعود الفرقة للوصول الى حرف «صول» جيتي من النسيان ومن كل الزمان اللي مضت.. واللي تغير.. تذكر كمقام بيات.. وصوتك تعود بالمقام مرة أخرى أساسي وايقاع مقسوم.. «يناديني تذكر».. نهاية المذهب وعدد من المقامات والمخارج الفنيةالرائعة وكوبليهات مصورة. دخول الاغنية بطريقة مغايرة للتعبير اللحني والصوتي عن الكلام المغنى ولكن مزيكا على مقام «الحجاز» ارتكاز«الصول» و«لا فا ومي ورى» ويعود الارتكاز على «الدو وسي» بيكار.. اي تعود النغمة طبيعية في مقام «دوماجور» ويعود «الدو.. دو.. سي..صول.. فا..لا.. دو.. سي.. لا.. مزخرفة» بصولوهات من الناي ومرجعة مرة أخرى الى الصول وصولا إلى.. ريانة الود.. من «فا..صول.. سي.. دو» لزمة.. مرجعة ثلاث ريانة العود نادى من «الصول.. لا..سي..دو» نادى واستمرار على حرف «الدو» نادى الليالي تعود «دو..سي..لا.. دو.. سي..لا..فا..مي..ري» مرجعةونشاط بالايقاع ثم تعود الجملة السابقة «نادي».. بشوق الهوى بوعود من «دو..رى..مي.. فا..مي..رى..مي دو..رى» مزخرفة.. ومرجعة. وجة اللي ضيعته زمان.. من دو..مي مستمرة رى..دو..سي.. بيكار حرف طبيعي واس اي سكوت.. ثم تلاعب من التكات الايقاعية.. في عيونك السود من..رى..سي.. دو..لا..دو.. سي.. لا..سي..لا مقام حجار. وجمل موسيقية وصولو من الناي مقام حجاز.. مطرب ريانة العود مرجعة كالسابق مع اللزم برغم ان الاداء الطربي هنا اختلف عن سابقه في نفس المقام حجار.. وبالبسمة العذبة.. ايقاع الوحدة المتوسطة و..صول..لا..دو «لزمة من فا..مي..عنك الصبر كذبة من..سي..لا..سي.. ايضا لزمة من فا مى فيك العمر موعود من في..رى..مي..دو والاستمراريةعلى حرف «الدو» وصولا الى سي..لا..صول.. وكذلك خلفية موسيقية مصاحبة فيك العمر موعود.. من «فا..مي..رى..دو» مقام كرد ايضا الجملة الغنائية مرجعةثلاث.. وعودة الى.. «اشتقت» وايقاع رومبا كمرجع للكوبليه السابق مقام نهاوند ودخول المقام الرست في «قمر ورى الليل الضرير كمرجع سابق لنفس الكوبليه السابق تنتهي به هذه الأغنية. ملاحظة: * الأغنية المقدمة هي.. من ضمن القطع الغنائية الشرقية الطربية وتعتمد على احدى الحالتين اما بالشعر الزجلي أو الشعر الفصيح.. كما تعزف المقدمة الموسيقية التي تمهد لغناء المذهب ثم بقية المقاطع والتي تسمى كوبليه كما يعاد المذهب بعد كل كوبليه ويختلف لحن الكوبليه عن الكوبليه الأخير في بعض القطع احيانا وعلى حسب سير اللحن.. والامثلة على ذلك كثيرة. أيضاً المطرب استخدم الأسلوب الأمثل والمتعارف عليه في «الصولفيج الغنائي»وبدقة متناهية.. ناهيك عن فرض أسلوبه وخبرته الكبيرة على الحروف المتناثرة في اللحن والعدد منها في المقامات المتواجدة في «صوتك يناديني»مثلا.. استخدم GRAZI OSO بلطف وCANTABILE غنائي وVIVO بحيوية وكذلك تفاعل مع روح اللحن وأخذ والحياة والانتعاش.. ومن هذا سيطر على اللحن كاملا وان كان تكرر معه مراراً وعلى حسب تقديم الاغنية في زمن مضى..أيضا استخدم الايقاعات المتوازنة منها الوحدة المتوسطة والرمبا والمقسوم والوحدةالصغيرة ومنها توازن الحروف اللحنية المتوازية.