بكل حماس تنطلق فعاليات المهرجان الأول لرعاية الأيتام وبكل روح أبوية يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفل افتتاح هذا المهرجان الرائع القيم وذلك كنقطة فعلاً نحتاج أن نلتفت إليها ونلفت أنظار أهل الخير في مجتمعنا ولا أعني أن تكون المادة فحسب هي الداعم الوحيد من الأفراد وإنما نحتاج إلى تكاتف شديد لدعم معنوي وعاطفي مكثف وكيف لا ونحن نتعامل مع أطفال مزقتهم آلام الحياة قبل أن يعرفوها وهوت بهم الأيام إلى حيث ما هو مقدر أن يكون نصيبهم.. إذاً هو القضاء والقدر الذي لا بد وأن نتقبله بصدر رحب ونتكيف معه في تقبل أولئك الأطفال الأيتام الذين كثيراً ما يسعون إلى نيل التقبل الاجتماعي من الأفراد ولكنهم لا يجدونه فتتأزم مشكلتهم وتتضاعف آلامهم وتتحطم أي قشة حلم جميل من الممكن أن يتعلقوا به فهل نحن كمجتمع نرضى أن نحرم هؤلاء الأبرياء مما يحظى به كل الأطفال في كل أنحاء الدنيا من القبول والعطف والاحتضان، وهم كأيتام أحق به ولكن للأسف نحن لا نزال نحتاج إلى مزيد من الوعي في هذاالجانب الهام والحيوي.. فلننظر إلى الأب والأم حينما يحرم أحدهما طفله من شراء لعبة معينة مرة أو اثنتين أو ثلاثة.. ولكنه في النهاية كأب عطوف على ابنه أو كأم عطوفة على ابنها فإنهما سيرضخان لطلب هذا الابن ومع أن الأمر لا يتجاوز لعبة إلا أن الشعور من الوالد بالاحتضان النفسي أحياناً قد يضر الأبناء ويخلق منهم ابناءً مدللين غير متحملي المسؤولية.. فما بالك بأطفال حرموا حقيقة دينامية حب الأم وعطف الأب وحقيقة وجودها وحقيقة تفاعلها معه في كل صغيرة وكبيرة فماذا نتوقع من هؤلاء الأطفال الأبرياء وماذا نتوقع من نفسياتهم أن تكون وماذا نتوقع من أذهانهم أن تتحمل من أفكار ومخاوف ترتبط بأسباب ونتائج هم يضعونها لأنفسهم خشية المستقبل لأنهم يعلمون أنهم في هذا المجتمع أطفال غير عاديين من حيث الاحتضان الاجتماعي الشامل من الآخرين الأمر ليس سهلاً اطلاقاً ومرارات المشاعر تضرب جذورها في ذواتهم ونفوسهم كما يضرب جذر الشجرة في الأرض ويتضخم مع الزمن.. صحيح أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية متمثلة في دور رعاية الأطفال الأيتام قد رعتهم وآوتهم ولكن أين مجهود المجتمع؟ أين القراءة الواعية للطفل اليتيم؟ أين القلب الحاني العاطف؟ أين الإيمان بالقضاء والقدر وأن هؤلاء أبرياء فرض عليهم أن يكونوا هكذا بقدر من الله عز وجل وبحكمته تعالى وأن علينا واجبا لابد أن نؤديه تجاههم.. يجب أن نتذكر هذا جيداً خاصة وأن ديننا الإسلامي الحنيف ركز على ذلك..فهل نضيق من نفوسنا.. وهل نذكر ذلك كلما طرقت أعيننا ستار ذلك المهرجان الرائع بعباراته الرائعة التي تقول «معاً لرعايته».. أظن أن الأمر لا يحتاج إلى تفكير؟! والله ولي التوفيق