السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: تعتبر صفحاتك الغراء واحة غناء يلتقي على بساطها الكثير من الأقلام الرائعة ويعتبر الأخ الاستاذ حمدين الشحات محمد من الاقلام المبدعة التي ترتاد هذه الواحة الجميلة وكانت آخر زيارة وإطلالة له على بساطك الأخضر يوم الجمعة 15/11/1421ه التي كانت بعنوان (تصحيحات لغوية) وأنا بدوري أستأذن الأخ حمدين للجلوس معه على بساط العزيزة وأقلب ما حملته سلّته وأبادله الحديث حولها، وسيكون حديثي من خلال النقاط التالية: أولاً: أشاطر الاخ العزيز الرأي بأن الكاتب يجب ان يبذل قصارى جهده لتلافي الأخطاء التي قد ترد في مقالته، اياً كانت الأخطاء سواء كانت بنقص حرف أو زيادته أو خطأ إملائي أو خطأ في المعنى او في نسبة الأقوال لأصحابها او نحو ذلك، وما دام ان الشخص اجتهد واقتطع جزءاً من وقته لكتابة ما يدور في خلجات نفسه وينقل الخير للآخرين فينبغي ان يكمل جهوده ومعروفه بالحرص علىالتدقيق في مقالته قبل إرسالها حتى يسلم من الأخطاء، ونحن نعلم أن إتقان العمل اياً كان من الأمور المحمودة والمطلوبة شرعاً. ثانيا: نلاحظ على بعض الكتابات والمشاركات الصحفية بعض الهفوات والأخطاء وفي نظري ان الخطأ قد يقع من الحرص الكامل على تلافيه، فمثلاً قد يبذل الكاتب جهده لتنقيح الدرجات العليا كرسائل الماجستير والدكتوراه فيكون فيها بعض الهفوات مع ان صاحبها راجعها مرات ومرات ولكن أبى الله تعالى إلا أن يكون الكمال له وحده، ثم إن الخطأ قد يقع في المقالات الصحفية لأسباب أخرى لعل من أبرزها على سبيل المثال ما يأتي: أ عدم وضوح الرسالة الهاتفية (الفاكس) التي تم إرسالها للجريدة وهنا قد تكون بعض الكلمات غير واضحة للمحرر وهذا كثير الوقوع. ب قد يكون الخط غير جيد أو غير واضح ونحن نعلم أن حسن الخط موهبة لا يملكها الا القليل، وكم من مبدع في مجالات عدة الا انه رديء الخط. ج قد يقع الخطأ من الناسخ وذلك لكثرة الأعمال التي يؤديها مثلاً. وعموما فالخطأ وارد في العمل الصحفي وهناك اخطاء لا تغيب عن فطنة القارىء العادي ويمكنه معرفتها بتلقائية وسهولة ولذا فأنا اكرر كلامي بأهمية الحرص على إتقان العمل وسلامته وفي نفس الوقت إن وجدنا خطأ في الكتابة فعلينا أن نلتمس العذر غالباً للكاتب او المحرر او الناسخ او غيرهم ممن لهم دور بارز في ايصال تلك الكتابة او ذلك المقال للقراء. ثالثاً: كتب الاخ حمدين في مقالته الآنفة الذكر عن أهمية الدقة وعدم العجلة حتى لا يقع الكاتب في الخطأ وذكر بعض الأمثلة التي ورد فيها زيادة حرف او نقصه ومع ذلك كله وقع الأخ العزيز في جملة من الأخطاء وهي كما يأتي: 1 إغفال كتابة الهمزة في نحو خمسة وعشرين (25) موضعاً من مقالته وهنايحتمل ان يكون الخطأ منه أو من الناسخ، والمهم هو ان الخطأ وقع في كتابة تحث على تحري الدقة والحرص على إتقان العمل وعدم الخطأ في الكتابة. 2 استدل الاخ العزيز على اهمية اتقان العمل ببعض الأحاديث وقد زاد حرفاً في كلمة من كلمات الحديث حيث ان الحديث المعروف (وليحَّد شفرته) بينما كتبها الأخ: (وليحد شفيرته) والحديث رواه الإمام مسلم. 3 نسب الأخ العزيز بيت الشعر المشهور: سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم أقول نسبه (للبيد) وهو في الحقيقة ليس للبيد وإنما لزهير بن أبي سلمى في معلقته الميمية المشهورة. فانظر كيف ان الخطأ يقع مع الحرص والدقة في عدم وقوعه. رابعاً: يستحسن عند تناول احد الموضوعات بالكتابة والبحث والخطابة ان يدّعم الكاتب والخطيب موضوعه ويؤيده بما يناسبه من الآيات والأحاديث وينبغي له في هذه الحالة ان يراعي مسألتين: الأولى: الحرص على الدقة الكاملة في كتابة او نطق الآية والحديث والحرص اكمل على تلافي كافة الأخطاء الإملائية واللغوية ونحوها,. الثانية: نسبة الآيات الى سورها التي وردت فيها، ونسبة الحديث الى مصدره وذكر من خرّجه من الرواة مع ذكر رقمه إن أمكن ذلك او الإشارة الى مايدل على موضوعه وهذا في الكتابات الصحفية والمؤلفات آكد، لأن مثل هذا العمل أعني نسبة الآية والحديث الى مصادرها يجعل الكاتب يتأكد من صحة ما يكتب، كا أنّه يسهل على القارىء او المتلقي مهمة البحث عن تلك الآية أو ذلك الحديث عند الشك فيها خاصة وأننا في الأعوام المتأخرة صرنا نسمع البعض يردّد بعض الحكم والعبارات المشتهرة على الألسنة على أنها من الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي ليست كذلك فيستشهد بها الكاتب بناءً على شهرتها دون البحث عن مصدرها والتأكد منها. وختاماً أشكر (عزيزتي الجزيرة) على دورها المميز التي تقوم به وأشكر الأخ العزيز حمدين الذي فتح لنا بكتابته تلك باب المشاركة في هذا الموضوع وإبداء الرأي فيه، وألتمس له العذر فيما وقع في كتابته من هفوات قد لا يكون له دور في الكثير منها، والله أسأل ان يجنبنا وإياه وجميع المسلمين الزلل والخطأ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. أحمد بن محمد البدر الزلفي