قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لام سليم رضي الله عنها: اصبت ولذلك قصة، حيث روى مسلم في صحيحه: عن اسحاق بن عبدالله بن ابي طلحة عن انس بن مالك، قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيت ام سليم فينام على فراشها, وليست فيه. قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها، فَأُتِيَت فقيل لها: هذا النبي صلى الله عليه وسلم نام في بيتك على فراشك. قال: فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة اديم على الفراش ففتحت عتيدتها 1 فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها، ففزع 2 النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تصنعين يا ام سليم؟ فقالت: يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا. قال: اصبت 3 وفي رواية ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيها فيقيل عندها فتبسط له نطعاً فيقيل عليه, وكان كثير العرق فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب والقوارير. فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ام سليم ماهذا؟ قالت: عرقك ادوف به طيبي 4 قلت: وهذا من تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولين جانبه بل من حسن خلقه، لم يكره ما تصنعه هذه الصحابية حين همت بجمع عرقه الشريف، حيث لاطفها بقوله اصبت ذلكم هو مجتمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة حين كان يواسي ضعيفهم، ويجبر كسيرهم ويرحم نساءهم، واطفالهم قال النووي في معرض شرحه للفظ الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيت ام سليم فينام على فراشها 5 قد سبق انها كانت محرماً له صلى الله عليه وسلم ففيه الدخول على المحارم والنوم عندهن، وفي بيوتهن وجواز النوم على الادم وهي الانطاع والجلود 6 . الهوامش 1 هي بعين مهملة مفتوحة، ثم مثناة من فوق، ثم من تحت، وهي كالصندوق الصغير، تجعل المرأة فيه ما يعز من متاعها صحيح مسلم شرح النووي 15/87. 2 معنى فزع: استيقظ من نومه المصدر نفسه 15/87. 3 المصدر نفسه 15/87 4 المصدر نفسه 15/87 5 المصدر نفسه 15/87 6 المصدر نفسه 15/87. *أبها كلية اللغة العربية