المكرم المشرف على صفحة مدارات وتراث الجزيرة الشاعر الاستاذ/ الحميدي الحربي,, تحية طيبة,. لقد اطلعت على ماكتبه الأخ نيف الذكري في زاوية من خارج المدار تحت عنوان حدد موقعك من الاعراب وأحب ان أعقب بهذه الأسطر حول ذلكم الموضوع والتي أرجو التفضل بنشرها. من المعروف ان الساحة الشعبية مجالها واسع رحب وليس لها طقوس وتعاليم خاصة بها؟ تستلزم من أراد الدخول إليها تعلمها وإجادتها وليست مسائل معقدة يصعب فهمها ولا يستطيعها الا قلة من الناس!! فعلى رسلك يا أخ نيف، فليس بالضرورة ألا ينتسب للساحة إلا من كان شاعراً وكاتباً مرموقاً أو ناقداً ومحرراً حاذقاً أو صحفياً!! فالأمر اهون وايسر من ذلك بكثير، بل ليس من ذلك في شيء!! فيكفي احد هذه الاشياء ولو كان على اول سلالمها!؟ لتجيز لك محاولة الانضمام لهذه الساحة ولو لم يكن هناك الا آخر خارج عما سلف ذكره وهو حبك للشعر وتذوقه وما يدور حوله فأرى ان ذلك يخول لك الدخول اوعلى الاقل محاولة الدخول للساحة وإبداء ما لديك سواءً رأي أو قصيدة أو نقد أو غيره,, فلا يولد الشخص نابغاً ملمّاً بما تميز به لاحقاً فلا بد ان يكون مرَّ قبل ذلك بمراحل عدّة ولنرجع للبدايات وليبدأ كلٌّ بنفسه. يا أخ نيف، كأني بك قد أوصدت الأبواب وأحكمت إغلاقها امام كل من يحاول ان يلقي ولو بوجهة نظر ولو بإطلالة حول الساحة!! ناسياً ان ما قد يفوت عليك وعلى الآخرين وهو كثير قد يدركه آخرون برأي أو نقد أو غيره,, وليست الساحة الشعبية من الأمور التوقيفية!! وعلى قلة من الناس!! فكم هم الذين دخلوا هذا المجال وابدعوا وكم هم الذين لو أتيح لهم المجال لجاوزوا الابداع نفسه. وكم هم الذين بعد محاولات كثيرة ارتقوا بكتاباتهم لمستوى التطلعات وهم كثير في الساحة الشعبية,, فلم تكن الخطوات الأولى تنبىء عن ظهورهم بهذا الشكل اللافت!؟ وهناك من يكتب عن الشعر والشعراء ولا يستطيع ان ينظم ولو بيتا موزونا!! ومع ذلك فكتاباتهم لها أنداء طيبة,, وليس كل شاعر كذلك يستطيع ان يكتب حول ما يدور في الساحة وهمومها. ومن انتسب من وجهة نظري للساحة بنقد أو قصيدة أو حتى رأي وتواصل في ذلك في صفحة أو مجلة يشار لمحررها بالبنان فلن يُلقي لمن خرج عن القاعدة بالاً!! بل ربما اكتفى باسم كاتب ذلك المقال ليتجاوزه الى غيره غير مأسوف على اسطره واجتهاداته والتي حسبي انه نال منها أجراً!! مع إمكان الأجرين معاً لو اراد بحق!! ومع ان الأخ نيف سلمه الله لم يحدد المعنيين بأسطره فإن كان يعني الذين على أول الطريق فهذا وأد لما قد يُلتمس منه الأفضل مستقبلاً وهذه الاسطر السالفة توضح ذلك وإن كان يقصد من لهم وقت ليس بالقليل بالظهور على الساحة، فلا اظن ان هناك صفحة او مجلة لها ثقلها سوف تتمادى مع هؤلاء على حساب جمهورها,, وإن كان لا بد من ظهورهم فلسنا ملزمين بالقراءة لهم! وليت الأخ نيف لم يأت بهذه الأوصاف في مقاله وهي اللاهث ومن يحمل أسفاراً والضياع والتخبط والظلام فلم يكن الأمر يستدعي كل هذا فالأمر أيسر مما تتصور!! فلم يستحقوا بأي حال من الأحوال كل هذه الاوصاف وهذه القسوة!؟ وفي نهاية أسطري هذه أقول إن من الأشياء التي اؤمن بها ان وجهات النظر لأي شخص يحق له طرحها ولكن ليس له ارغام الآخرين على قبولها، فتظل وجهه نظر ترتقي أحياناً للاحترام ومن ثم العمل بها وفي أحيان يكتفى بالاستئناس بها. وفي أحيان أخرى ردها رداً جميلاً من باب التماس حسن النوايا من أصحابها. هذا وكلي أمل أن يتقبل الأخ العزيز نيف الذكري هذه الأسطر بصدر رحب فلم يوجد من لا تنقد كتاباته حول مثل هذه المواضيع أو الإضافة عليها من وجه أو آخر. دمتم بخير وتقبلوا خالص التحية والتقدير.