قرأت في جريدة الجزيرة يوم الخميس 30 شوال 1421ه العدد رقم 10346 خبرا بعنوان (سقوط طائرة رش في طريق الساحل ونجاة قائدها), في الحقيقة لفت انتباهي هذا الخبر لأجد أن ما أقرأه هو حادث مماثل لطائرة رش أخرى سقطت أيضا قبل مدة وجيزة أثناء أداء واجبها ولم أفكر كثيراً حول أسباب وملابسات الحادث لأنني أعلم تماماً صرامة أنظمة الطيران المدني داخل المملكة وحرصهم على الأمن ورفعهم شعار (السلامة أولاً) فوق أي اعتبار آخر مما انعكس بطبيعة الحال على العمليات الجوية بشكل عام وتسجيل المملكة ولله الحمد أقل الأرقام بالنسبة لحوادث الطيران مقارنة بغيرها من الدول ولكن بالمقابل هناك سؤال دار في ذهني ويحتاج إلى جواب وهو: لماذا تكرر الحادث مرة أخرى وفي مدة وجيزة في نفس القطاع؟ نحن نؤمن والحمدلله بقضاء الله وقدره ولكن ماهي الإجراءات التي اتخذت بعد الحادث الأول لتفادي حادثاً آخر كما حصل في المرة الثانية؟ وبالاشارة إلى المقال المنشور تبين لي أن ماوقع نتيجة خطأ بشري وسوء تقدير من الطيار النيوزيلندي الجنسية واستغربت أيضاً بما كُتب عن سوء تقدير من الطيار الأجنبي وما المقصود ب (سوء تقدير) وكيف ذلك فأنا أفهم أن في عمليات الطيران المنخفض والعالي على حد سواء يتوفر للطيار ضمن أجهزة الطائرة عداد قياس الارتفاع عن طريق الرادار بالإضافة إلى عداد قياس الارتفاع عن طريق الضغط الجوي وذلك لكي يتمكن الطيار من تحديد ارتفاعه الدقيق عن سطح الأرض وتفادي أي عوائق أو مرتفعات قد تؤثر على السلامة أو وقوع حادث لا سمح الله وما طبيعة عمل طائرات المراقبة الجوية بالهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها ببعيد عن طبيعة عمل طائرات الرش هذه إلا أنه والحمدلله لم يقع في السنوات القليلة الماضية أي حادث لأي من طائرات الهيئة بالرغم من أن الحركة الجوية بالهيئة مكثفة وأكثر بكثير من طلعات طائرات رش المبيدات الحشرية وإن هذا يقودنا دون أدنى شك إلى مستوى السلامة المتبع وماهي عليه إدارة المراقبة الجوية من أداء فائق بما يتعلق بسلامة العمليات الجوية ويجدر التنويه هنا ان طائرات الهيئة تقودها أياد سعودية وإن تميز هؤلاء الشباب السعوديون يدعو للفخر والاعتزاز بكفاءة أبناء الوطن وتخصصهم في مجالات ذات تقنية عالية مما دعا حكومتنا الرشيدة للاستغناء عن الأجانب في قطاعات الدولة والذين لم يكن هناك البديل عنهم في السابق ليحل مكانهم شباب سعوديون حصلوا على أرقى درجات العلم والمعرفة والفضل في ذلك يرجع إلى التخطيط المستمر من ولاة الأمر في دعم برامج التعليم وإبتعاث أبنائنا للخارج لينهلوا من صروح العلم والمعرفة ليعودوا بالتالي إلى وطنهم محملين بما نالوا من علوم مفيدين بها مملكتنا الغالية ورفعها إلى مصاف الدول المتقدمة وختاماً لن تنهض أمة ما لم يكن بناؤها من أبنائها,والسلام. طيار / طارق المقبل الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها