غالبا ما نجد في عصرنا الحالي تبايناً وتناقضاً واضحاً بين نظرة الناس ومفهومهم للثقافة وانعكاسها على سلوكهم وأسلوبهم التطبيقي وواقعهم العملي في الحياة. وفي كثير من الأحيان يطلق مسمى المثقف على من يمتلك قدراً من العلم والمعارف في بعض مجالات الحياة فحسب. نقول هنا: ليست الثقافة بما يختزنه الشخص من مفاهيم وحقائق وعلوم، وإنما بالإضافة إلى ذلك أن تتجلى تلك المعارف والحقائق والمفاهيم في واقع عملي تطبيقي ينعكس على سلوكنا وتعاملنا وعاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا وأسلوب حياتنا كلها وذلك انطلاقا من مبادىء شريعتنا الإسلامية السمحة والشاملة لجميع مناحي الحياة (أي لا بد ان تحدث تغييراً في مسارنا)، لأننا لو عدنا لمفهوم الثقافة لوجدنا أنها مأخوذة من(التسوية),, ثقَّف الشيء,, بمعنى سوَّاه وقوَّمه، أي أن الثقافة بمعناها الصحيح هي التي تساهم في تقويم وتسوية وتشكيل سلوك الشخص وترجمة مفاهيمها إلى واقع حي يعكس مدى ما يطبقه صاحبها أو المنتسب لها (المثقف) من مفاهيم لا تترسخ وتعتمل لديه فقط، وإنما تتجسد وتتجلى آثارها ونتائجها ومعطياتها كما أسلفت في سلوكيات وتصرفات ذلك الشخص، كما أن الثقافة أيضاً هي التي يقدم فيها صاحبها عصارة ما يملكه من مفاهيم وأساسيات وخبرات وممارسات ويوازن بينهما وبين ما يطبقه من واقع سلوكي,, تربوي أو اجتماعي أو لغوي أو صحي أو غذائي,, أو غير ذلك. عمر بن سليمان الشلاش المرشد الطلابي بمجمع الأمير سلطان التعليمي ببريدة