(وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون),, بقلوب يعتصرها الألم ونفوس أمضها وقع المصاب والفراق، غيب الموت واختارت يد المنون في يوم الجمعة الماضي شابين غاليين وشقيقين عزيزين من خيرة أبناء هذا الوطن الكريم هما صالح وأحمد ابنا الشيخ/ محمد بن صالح العميل أحد وجوه ووجهاء الوطن والمجتمع والتعليم المعروفين,, لقد كان لرحيلهما المفاجىء يرحمهما الله وفي هذا الحادث المروع الجسيم رنة حزن عمت المجتمع وتركت أثرا عميقا في قلوب الكثيرين وصدى لوعة لدى محبيهما وعارفيهما وما أكثرهم، لما عرف عن الفقيدين الراحلين من سمات رفيعة وصفات خلقية عالية,, لقد كان الحزن بالغا في نفس وقلب والدهما أمد الله في حياته الذي بذل حياته وجهده في توجيههما حتى كانا عنصرين فاعلين في خدمة وطنهما وأبناء مجتمعهما, ولكن قدر الله وقضاءه وحكمته فوق كل شيء كل من عليها فان ولكل أجل كتاب والآن وقد غادرا دنيانا الفانية الزائلة ورحلا إلى رحاب رب كريم في الدار الباقية بمشيئته تعالى, هنا نرفع أكف الضراعة وندعو رب العزة والجلال بأن يغدق عليهما شآبيب رحمته ويتغمدهما بواسع رضوانه ويسكنهما فسيح جناته مع عباده الصالحين وهو القائل في محكم تنزيله: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم),, ونأمل ونرجو ألا يخيب الله رجاءنا,, والفقيدان العزيزان كما أعلم كانا يترسمان خطى والدهما وينهجان سلوكه في التواضع والنخوة والشهامة وفي غرس السمعة الطيبة عن طريق العمل الدؤوب الصامت والخدمة المخلصة في جميع المجالات الحيوية,, ووالدهما كما قلنا من قبل وكما لا يخفى على المتابع المنصف الحصيف أحد الرموز الفاعلة والبارزة في المجتمع حيث له حضوره ومكانته ونجاحاته طيلة سجل حياته العملية الحافلة ولأكثر من أربعين عاما الماضية في جميع المناصب الادارية والتعليمية التي عايشها واضطلع بمسؤولياتها، فقد كان ولفترة طويلة مديرا عاما للتعليم بوزارة المعارف وقبلها كان مديرا عاما للتعليم بمنطقة الرياض وعندما انتقلت خدماته لوزارة المالية اسندت له مهام كبيرة وترقى في مناصب عديدة حتى أصبح وكيلا للوزارة قبل تقاعده,, وقبل أشهر قليلة تكرم مشكورا بما فطر عليه من كرم وتضحية وايثار على التبرع بمكتبته الكبيرة الزاخرة بآلاف الكتب والمراجع الحافلة بصنوف العلم والمعرفة تبرع بها بسماحة وطيب نفس الى كلية التربية للمعلمين بالرس فسدت فراغا عريضا هي في أمس الحاجة الى ملئه,, أكثر الله من أمثاله، وعوضه بفقيديه أجر الصبر والاحتساب، وحقا إن فقدهما لمصيبة وأي مصيبة ولكن هذه سنة الله في خلقه، وكل شيء هالك إلا وجهه ، إنا لله وإنا إليه راجعون .