انطلقت مؤسسة دله - أولى لبنات مجموعة دله البركة - من مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية عام 1969م، وبدأت نشاطها في مجال الخدمات ، وكانت أول مؤسسة أهلية سعودية تضطلع بتنفيذ العديد من مشروعات التنمية الأساسية بالمملكة، استمرت بعد ذلك في تأسيس العديد من الشركات والمؤسسات ففي منتصف السبعينات كان تأسيس شركة دله أفكو عبر البلاد العربية لإنشاء وتشغيل وصيانة المشاريع الهندسية الرئيسية بالمملكة, تلى ذلك تأسيس الشركة العربية للإنتاج الإعلامي وكانت ريادة مبكرة لإنتاج البرامج والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية والأفلام تلبية لاحتياجات الإذاعات ومحطات التلفزيون العربية من المواد الإعلامية الملتزمة بالتقاليد العربية الأصيلة. وقبل نهاية السبعينات اقتحمت مجموعة دله البركة أحد أهم المجالات الحيوية فأسست الشركة العربية الإسلامية للتأمين على أساس علمي لمجال اقتصادي هام من منظور إسلامي معاصر, واستمرت في توسيع نشاطها في هذا المجال, ففي الثمانينات أسست شركة البركة للاستثمار والتنمية والتي تميزت بدورها الرائد في تأسيس البنوك وشركات التأمين وبنوك الاستثمار الإسلامية حول العالم, وتوجت نجاحها قبل نهاية هذا العقد بتأسيس شركتي التوفيق للصناديق الاستثمارية المحدودة والأمين للأوراق المالية والصناديق الاستثمارية لإيجاد وتطوير الفرص الاستثمارية للأفراد والبنوك والشركات المساهمة في إنشاء سوق ثانوية إسلامية لرأس المال. وقد مثلت التسعينات فترة خاصة في حياة المجموعة, فنظراً لما شهده العالم من توسع هائل في مجالات التكنولوجيا والاتصال والمعلوماتية, انطلقت المجموعة مساهمة في عدد من أكبر المشاريع العالمية مثل كيبل الاتصالات العالمي "فلاج" ومشروع جلوبل ستار للاتصال عبر الأقمار الاصطناعية, كما استفادت من المزايا التي حققتها التكنولوجيا المتقدمة فأطلقت في سنة 93م الشبكة الإعلامية راديو وتلفزيون العرب (ART) لتقديم برامج ترفيهية ورياضية وتعليمية وأفلام وبرامج تسجيلية ومنوعات عبر قنوات متخصصة, واستمرت في افتتاح القنوات المتخصصة والموجهة وتوجتها انطلاقة قناة "إقرأ" الفضائية، من رؤية عربية ثقافية شاملة بمنظور إسلامي معاصر. كما تم في بداية التسعينات تقسيم أنشطة المجموعة إلى ثلاثة قطاعات رئيسية هي: قطاع الأعمال وقطاع الأموال وقطاع الإعلام. ويعد قطاع الأعمال أكبر قطاعات مجموعة دله البركة وأكثرها انتشاراً، ويتكون من ثماني شركات قابضة يغطي نشاطها كل أوجه الحياة الاقتصادية الإنتاجية والخدمية, فتتولى شركة دله للاستثمار الصناعي القابضة إدارة محفظة الاستثمارات الصناعية للمجموعة ومساهماتها، وتتنوع استثماراتها من صناعات غذائية وكيميائية وهندسية، بينما تضطلع شركة السماحة للأعمال التجارية القابضة بالنشاط التجاري للمجموعة على المستويين المحلي والعالمي، ويشمل نشاطها عمليات الاستيراد والتصدير والتبادل في مختلف أنواع السلع كما تنشط في مجال إقامة وإدارة المعارض التجارية، وتقوم شركة دله للتنمية العقارية والسياحية القابضة المتخصصة في النشاط العقاري والسياحي بإنشاء المدن السياحية والمجمعات السكنية وأماكن الترفيه، وإدارة وتشغيل الفنادق والمنتجعات، يمتد نشاطها من المملكة العربية السعودية إلى مصر وتونس والبحرين وعدد من الدول الأوروبية والأمريكية. وفي مجال الخدمات الصحية تقوم شركة دله للخدمات الصحية القابضة بتوفير الأدوية والمعدات وإنشاء وإدارة وتشغيل المنشآت الطبية، والاستثمار في تمويل البحوث الطبية لأهم الأمراض العصرية, وتتولى شركة دله للاتصالات القابضة تنمية وتطوير توظيف تكنولوجيا الاتصالات في المنطقتين العربية والإسلامية, وفي مجال الخدمات والصيانة والتشغيل تتولى شركة مجموعة دله القابضة صيانة وتشغيل المنشآت المدنية والهندسية ونظافة المدن، ويمتد نشاط الشركة إلى المقاولات العامة وأعمال التشييد وتجهيز المطارات والموانئ وغيرها. تتولى شركة دله الزراعية القابضة عدداً من مشاريع مجموعة دله البركة الزراعية المنتشرة في عدد من دول الشرق الأوسط والتي تساهم بدور كبير في تحقيق الأمن الغذائي لدول المنطقة العربية, وتدير شركة الجزيرة للنقليات القابضة استثمارات المجموعة في مجالي النقل البرى والبحري، وتمتلك أسطولاً من وسائل النقل التجارية المختلفة، وتقدم خدماتها لمختلف القطاعات الاقتصادية, كما توسعت أعمالها في السنوات الأخيرة لتشمل الخدمات البحرية المساندة وتأجير منصات حفر وصيانة آبار البترول البحرية,ومن خلال قطاع الأموال ووحداته المنتشرة حول العالم من مجموعة بنوك البركة والشركات المالية وشركات التأجير وشركات التأمين وإعادة التأمين، تعمل مجموعة دله البركة على دعم بناء قاعدة للاقتصاد الإسلامي وإيجاد سوق مالية تعمل بالمنظور الإسلامي للكسب الحلال,وفي قطاع الإعلام تهدف مجموعة دله البركة إلى دعم الفكر السليم والقيم السامية، وترسيخها في وجدان الإنسان العربي ليكون بذلك قادراً على تحقيق ذاتية متفردة منطلقة من فكرنا الإسلامي ورصيدنا الحضاري الزاخر, ويتكون القطاع من شركتين قابضتين هما شركة دله للإنتاج الإعلامي القابضة والشركة الإعلامية العربية القابضة وعدد من الشركات العاملة التابعة لهما, وقد كان حضور المجموعة في المجال الإعلامي مبكراً، إدراكاً منها لما للإعلام من أهمية قصوى وتأثير قوي في عالمنا المعاصر، فبينما تستثمر شركة دله للإنتاج الإعلامي في مجال الإنتاج الإعلامي والطباعة والنشر والتوزيع وتجارة مواد الطباعة وإدارة وتشغيل المؤسسات الإعلامية المختلفة، وتقديم خدمات الاتصال بالشبكة العالمية, تستثمر الشركة الإعلامية العربية في مجال الإنتاج التلفزيوني والسينمائي، ولقد أهلها إنتاجها لأول الأعمال السينمائية الملونة في العالم العربي لأن تكون في مصاف الرواد في هذا المجال، ويمتد نشاطها إلى عدد كبير من دول العالم، وتعتبر مورداً متميزاً لكثير من محطات التلفزة العربية, ويشمل نشاط الشركة إنتاج الأعمال الصوتية والإعلان والعلاقات العامة إلى جانب الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني. على مدى الثلاثين عاماً الماضية من عمر المجموعة استطاعت بقيادة حكيمة من مؤسسها الشيخ صالح كامل أن تنوع محفظة أنشطتها وتأسيس عدد كبير من المنشآت الاقتصادية والمشاريع العملاقة، تصل استثماراتها فيها إلى نحو خمسة وعشرين مليار ريال في أكثر من أربعين دولة حول العالم، وتستوعب أكثر من ستين ألف موظف من مختلف التخصصات. إن تجربة مجموعة دله البركة في مجال العمل الأهلي تأتي بشكل شامل من أجل الاستغلال الأمثل للموارد والإمكانات المادية والبشرية المتاحة لصالح المجتمع الإنساني، رسالتها العمل من أجل أن تظل دوماً في موضع الريادة وفي طليعة الشركات المنتشرة عالمياً ملتزمة بالقيم الدينية والثقافة العربية الأصيلة وفق أعلى المقاييس بمايلبي احتياجات عملائها وشركائها التجاريين والاجتماعيين. وتشمل خريطة انتشار أعمال المجموعة أربعاً وأربعين دولة حول العالم تمثل الدول العربية الثقل الأساسي في استثماراتها إلى جانب عدد من الدول الإسلامية والدول الصديقة, يمثل القطر السوري الشقيق فيها أولوية خاصة تنبع من حرص مجموعة دله البركة على أن تكون في طليعة الشركات السعودية المتجهة باستثماراتها نحو سورية إيماناً بمقومات الاستثمار الناجح المتوفرة فيها، حيث بدأت استثمارات دله البركة في سوريا منذ عام 1993م وتمثلت في استثمارات مباشرة في عدة شركات بقطاعات الصناعة والنقل البحري والسياحة، وكان آخرها المساهمة في تأسيس شركة قابضة في سوريا تمارس المشاركة في قيام استثمارات ضمن قطاعات النشاط الاقتصادي المختلفة في سوريا, وفي هذا الصدد صرح الأستاذ عبد الله صالح كامل الرئيس التنفيذي للمجموعة فقال "قناعتنا بمساندة الاستثمار في سورية وتأييد جهود الحكومة السورية في مواصلة مسيرة التنمية والتطوير التي قادها الرئيس حافظ الأسد - يرحمه الله ويكمل مسيرته الدكتور/ بشار الأسد بإذن الله، تأتي من جاذبية الاقتصاد السوري للاستثمارات والتي أصبحت حقيقة ماثلة للعيان تؤيدها شواهد كثيرة منها إصلاح السياسات النقدية وانخفاض معدلات التضخم واستقرار أسعار الصرف وتحسن الأداء الاقتصادي ونمو الناتج المحلي وتحسن الأوضاع والسياسات المالية وإزالة الاختلالات الاقتصادية في الميزان التجاري ومنح تسهيلات متزايدة للمستثمرين والسعي المتواصل لإقامة مدن صناعية ومناطق حرة جديدة ومساندة الإصلاح الإداري وتدعيم سلطة القضاء ومراجعة النظم والتشريعات, وأضاف "إن المستثمر العربي والأجنبي ما زالا يتطلعان إلى تقديم المزيد من التسهيلات والمزايا للتوسع في الاستثمار في سورية واستقطاب رؤوس الأموال التي تلبي طموحات خطط التنمية والاستثمار التي تدعمها القيادة السورية الشابة",كما ستعمل هذه الاستثمارات على توطين الصناعات الحديثة، والتي تحقق أهدافاً اقتصادية مثل الإحلال محل الاستيراد وزيادة الصادرات وتشجيع السياحة وإقامة مشروعات البنية الأساسية مما يزيد من جذب النقد الأجنبي للداخل ودعم مركز العملة الوطنية أمام العملات العالمية الأخرى, كما تساهم في رفع كفاءة العاملين من خلال نقل نظم العمل واستقدام الخبرات التي تساعد في توجيه وإدارة وتشغيل المشروعات الوطنية بما يرفع من الكفاءة الإنتاجية ويحقق الاستغلال الأمثل للموارد الاقتصادية، ويدعم الميزات التنافسية للإنتاج المحلي,