تعتبر مجموعة الخرافي الكويتية بين أكبر المجموعات الاستثمارية في الكويت، وعلى رأسها رجل الأعمال الشهير ناصر الخرافي الذي يعد أثرى رجل أعمال كويتي، والثاني عربياً بعد الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز. كما ان الخرافي يأتي بين أول 50 ثرياً حول العالم بحسب تصنيف"فوربس"2005. تتوزع استثمارات الخرافي قطاعياً في السياحة والفنادق والطيران والمطارات، وفي الصناعة خصوصاً الغذائية والورقية والهندسية منها، الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، فضلاً عن تكنولوجيا المعلومات والغاز والبتروكيماويات والأسمدة والزجاج وغيرها. وفي قطاع الخدمات، وتحديداً الاتصالات، تملك المجموعة استثماراً استراتيجياً في شركة mtc للاتصالات المتنقلة المنتشرة في أكثر من 18 بلداً حيث ان القيمة السوقية لأسهم mtc الكويت فقط تبلغ 3.2 بليون دولار. وفي القطاع المالي، لدى المجموعة أذرع عدة أبرزها شركة الاستثمارات الوطنية التي تدير أموالاً بأكثر من 6 بلايين دولار. كما ان للخرافي مساهمة في البنك الوطني الذي هو أكبر مصرف في الكويت وبين أول 10 مصارف عربية. تدير مجموعة الخرافي اليوم أصولاً تزيد قيمتها على 12 بليون دولار في أكثر من 30 بلداً حول العالم، اذ ان صفقة شراء شركة"سلتل"من mtc شملت توسعاً في 13 بلداً أفريقياً دفعة واحدة. الاستثمارات في مصر تعتبر مصر أكثر البلدان جذباً لاستثمارات الخرافي، وله فيها مشاريع ضخمة أبرزها: - استثمار نحو بليوني دولار في منطقة مرسى علم، وذلك لتحويل تلك المنطقة الى نقطة جذب سياحي لا تقل أهمية عن شرم الشيخ حيث ستبني المجموعة مطاراً بنظام BOT، ومنتجعات وفنادق وأسواقاً تجارية ومارينا، وغيرها من المرافق الترفيهية والسياحية. - مصنع للورق يرمي الى انتاج 200 ألف طن سنوياً ويسوق انتاجه مصرياً وعربياً وأوروبياً. - مصنع للحواسيب الكومبيوتر يخطط له لانتاج 300 الف جهاز سنوياً. - تملك المجموعة الشركة المصرية - الكويتية القابضة التي لها استثمارات بأكثر من 250 مليون دولار في البتروكيماويات والزجاج والمواسير والأسمدة والغاز. ويعمل في هذه المشاريع في مصر، التي توظف نحو 70 ألف عامل وموظف وتنفذ مشاريع ضخمة ليس أقلها مطار مرسى علم. والمجموعة موجودة في أرض النيل منذ 1973، وفاقت استثماراتها هناك استثمارات أي مجموعة أخرى حتى قالت مجلة"روز اليوسف""ان استثمارات الخرافي في مصر فاقت استثمارات الدول". وتلقى ناصر الخرافي من الحكومة المصرية تكريماً مرات عدة لاسهاماته في مشاريع التنمية والاستثمار هناك. ويذكر ان استثمارات الخرافي السياحية في مصر تأتي ضمن منظومة متكاملة في هذا القطاع تشمل عدداً كبيراً من الدول منها لبنان، حيث تعمل مع شركاء استراتيجيين على بناء فندق كلفته 110 ملايين دولار. ولها استثمارات سياحية في جنوب أفريقيا بنحو 500 مليون دولار، فضلاً عن استثمارات فندقية في سورية وأوروبا الشرقية. شركات عربية لا يمكن ادراج اهتمام الخرافي بالاستثمار في مصر الا ضمن توجهاته العربية العامة، فمجموعته أطلقت شركات عربية عدة قابضة أبرزها: - الأردنية ? الكويتية القابضة. - السورية ? الكويتية القابضة. - السودانية ? الكويتية القابضة... إضافة الى شركات أخرى في عدد من دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان ودول عربية أخرى. ويؤكد الخرافي دائماً"انه مؤمن بالاستثمار العربي حيث الفرص والامكانات وواجب التنمية وتوفير فرص العمل". كما انه يشدد"على ان قوة العرب هي في قدرتهم على بناء كيان اقتصادي يقوى على مواجهة عالم لا يعترف إلا بالتجمعات الاقتصادية الكبرى"، كما انه مؤمن بأن"ما تفرقه السياسة لا يمكن توحيده إلا بالاقتصاد وربط المصالح المشتركة". عائلة الخرافي موجودة في عالم الأعمال منذ نحو 100عام، وكان محمد عبدالمحسن الخرافي والد ناصر الخرافي وجاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة الكويتي أرسى دعائم مجموعة مترامية الأطراف، استمر ناصر في توسيعها حتى باتت عالمية بامتياز. الانتاج الصناعي والخدمي في الصناعة المالية، تملك المجموعة فروعاً عدة أبرزها شركة الاستثمارات الوطنية NIC، التي تدير أموالاً تقدر قيمتها بأكثر من 6 بلايين دولار، كما تملك شركة مال اسلامية. وللخرافي استثمار استراتيجي في بنك الكويت الوطني المصنف في أعلى درجات التصنيف الانمائي العالمي. لكن الاستثمار المالي يأتي من حيث الأهمية في المرتبة الثانية بعد الاستثمار بالانتاج الصناعي والخدمي، لأن مجموعة الخرافي تركز على إيجاد قيم مضاعفة في الاقتصاد العربي. فبالنظر الى خريطة الاستثمارات يمكن التأكيد ان ذلك التركيز يؤتي ثماره في صناعات حيوية كما في صناعة السياحة. ومن الأمثلة على الاهتمام بالانتاج شركة"أمريكانا"المتوسعة عربياً والتي تعنى بالصناعات الغذائية والمستخدمة للموارد الزراعية المحلية، والمشغلة ليد عاملة عربية كثيفة. وتقدر مبيعات"أمريكانا"بنحو 500 مليون دولار، وهي تقدم أكثر من 65 مليون وجبة سنوياً. وفي هذا القطاع تملك المجموعة مصانع أغذية ومعلبات غذائية بمواصفات عالية. ويركز ناصر الخرافي دوماً على"ان للقطاع الخاص العربي دوراً يجب أن يلعبه كاملاً في الاستثمار والتنمية، وهو أي القطاع الخاص مؤهل بنظره لهذا الدور اذا فتحت أبواب التخصيص وتخلت الحكومات عن هيمنتها على القطاعات الاقتصادية". وتشير المجموعة في هذا الصدد الى تجربة ناجحة لها في قطاع معالجة المياه في الكويت، حيث تستثمر أكبر مشروع من نوعه عربياً ومن بين الأكبر عالمياً بقيمة 400 مليون دولار، ويعرف بمشروع الصليبية لمعالجة الصرف الصحي بنظام BOT. والمشروع يوفر على خزينة الكويت طوال فترة تشغيله 27 عاماً أكثر من 11 بليون دولار. وتجدر الاشارة الى ان مجموعة شركات الخرافي المدرجة في سوق الكويت للأوراق المالية، وهي تابعة أو زميلة لمجموعة شركات الخرافي، تعد بين الأكبر والأنشط في بورصة الكويت، وتشهد أسعار اسهمها صعوداً ثابتاً بفعل الأرباح المتنامية، لا سيما الارباح التشغيلية منها. وتلعب بعض تلك الشركات دور صناع سوق بكل ما للكلمة من معنى. وتعد ملكية أسهم مجموعة الخرافي مباشرة أو في شركات تابعة وزميلة أكبر استثمار في بورصة بلغت القيمة السوقية لأسهمها 122 بليون دولار. تبقى الاشارة الى ان لدى المجموعة شركات مقاولات وهندسة عدة بكل أنواعها، تحظى بنصيب وافر من المناقصات التي تطرحها الحكومة الكويتية. ويأتي تصنيف تلك الشركات بين الأوائل كويتياً وعربياً، وهي تبحث تحالفات مع شركات عالمية مرموقة في هذا المجال. وتوسعت أعمالها خارج الوطن العربي في انشاءات ضخمة. وتخطط المجموعة حالياً للتوسع في قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات، حيث تشير الاستثمارات المتوقعة في هذه الصناعات خلال السنوات القليلة المقبلة في المنطقة الى حجم يزيد على 250 بليون دولار منها أكثر من 50 بليوناً في الكويت وحدها.