تعاني المجتمعات الغربية وغيرها من دول الكفر والإلحاد نتيجة لانحلالها وتنكرها لمبدأ العفة والأخلاق والفضيلة,, تعاني من كثرة المرضى الذين أسرفوا على أنفسهم في تعاطي الخمور والمخدرات بأنواعها والذين أسرفوا على أنفسهم في إشباع شهوة الفرج بالزنا والشذوذ وغير ذلك. وتصرف الأموال الطائلة، وتوضع الخطط للتخلص من تلك الأوبئة والأمراض الفتاكة وينادي المنادي، ولكن هيهات أن ينفع نداء العقل أو تسمع النصيحة من الناصحين بعد فوات الأوان وخراب البصرة. غير أن الأمر في الإسلام وهو دين رب العالمين محسوم وبين لا تباعه من المؤمنين. فالخمر ورد فيها اللعن: وهو الطرد والإبعاد من رحمة الله أو وجوب الحد في الدنيا أو الوعيد في الآخرة، وقد لُعن فيها عشرة: روى الإمام أحمد رحمه الله وغيره أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله 1 الخمر ولعن 2 شاربها 3 وساقيها 4 وعاصرها 5 ومعتصرها 6 وبائعها 7 ومبتاعها 8 وحاملها 9 والمحمول إليه 10 وآكل ثمنها . ورد في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من شرب الخمر في الدنيا فلم يتب منها حرمها في الآخرة فلم يسقها وراه مسلم. ولما سأل رجل من أهل اليمن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شراب يتخذونه من الذرة يقال له المزر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أو مسكر هو؟ قال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل مسكر حرام إن على الله عز وجل عهداً لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال قالوا يارسول الله وما طينة الخبال؟ قال: عرق أهل النار أو عصارة أهل النار رواه مسلم. هؤلاء العشرة ملعونون في الخمر أما الملعونون في الربا فخمسة، فقد ثبت عن جابر رضي الله عنه قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1 آكل الربا 2 وموكله 3 وكاتبه 4 وشاهديه، وقال: هم سواء رواه مسلم, وإن كانت علة التحريم بينة في الربا لما فيه من الظلم وأكل أموال الناس بالباطل واستغلال حاجة الفقير ومضاعفة الدين عليه وما ينشأ عن ذلك من العداوة والحقد والكراهية والبغضاء فإنها أيضاً غير خافية في تحريم الإسلام للخمور والمسكرات والمخدرات والزنا والفواحش، وما ينجم عن الإسراف وتعدي حدود الله فيها من الأمراض الخطيرة، التي حيرت أهل العلم بالأبدان وأهل العقول والألباب إذ كلما وصلوا إلى علاج لمرض من أمراضها وسيطروا عليه فاجأهم ماهو أشد وأعظم خطراً، وكل ذلك بسبب تنكبهم الصراط المستقيم واتباعهم خطوات الشيطان فاعتبروا يا أولي الأبصار.