الدعوة الإسلامية لاعتناق هذا الدين الحنيف هي ركيزة من ركائزه وأحد الواجبات المنوطة بكل مسلم في أي مكان وأي زمان,, والمسلمون الأوائل أوصلوا الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها بطرق بسيطة وبدائية وفي نفس الوقت متعبة,, ولكن وجدوا ان الدعوة لا تحتاج إلى كل ذلك العناء في إبلاغه وإقناع الناس به,, بل بمجرد إيضاحه يبدأ بالانتشار تلقائياً عبر الفطرة المسلمة المزروعة داخل كل إنسان والتي اختفت خلف ذلك الران وتلك الخبائث. وبمقارنة بسيطة بين ما نملك من وسائل وأدوات للدعوة وما كان يملكه المسلمون الأوائل نجد أن الفرق شاسع,, فإمكاناتنا أضخم وأسرع وأفضل ولكن بنتائج أقل,, إذاً نصل إلى سؤال بسيط وهو لماذا؟!,. من قصة قصيرة حدثت لي عبر برامج المحادثة Chatting وبالتحديد برنامج ICQ بالانترنت,, قد نستطيع أن نستنتج بعض الأشياء,. جرت هذه المحادثة بيني وبين فتاة أمريكية طالبة في احدى الجامعات أي أنها على قدر كاف من العلم والثقافة,, جاء من ضمنها: وماذا تفعل في الأيام القادمة؟,. أعيش إجازة تبقى منها أكثر من عشرة أيام,. ولماذا الإجازة؟!,. لأن لدينا يوم نسميه عيد الفطر المبارك,, أتعرفينه؟!,. في الحقيقة لا ,, ماهو؟,. هو يوم نحتفل فيه وتعم الفرحة,,, وسبب هذا الاحتفال هو لأننا أتممنا صيام شهر اسمه شهر رمضان,, أتعرفينه؟,. لا,, ماهو؟!,. هو شهر نتعبد فيه ونزداد تقرباً لله بالصيام وباقي العبادات,, أتعرفين ماهو الصيام؟,. أيضاً لا ,, ماهو؟!!,. هو أن نترك الأكل والشرب وبعض الملذات المباحة في النهار فقط ونفطر ليلاً,, ولكن هل من المعقول أنك لاتعرفين كل هذه المعلومات البدائية؟,. لا ,, لا أعرفها!!,. إذاً ماذا تعرفين عن الإسلام؟!,. أيضاً وبكل أسف لا أعرف عنه شيئاً,. أتعلمين أن خمس سكان الأرض مسلمون؟!,. حقاً؟!!,. أجل,, وهذا يعني أنه يجب أن تعرفي شيئاً عن دين كل هذا العدد من سكان الأرض كمعلومات عامة,, خصوصاً أنك تنتمين إلى شعب يسود المعمورة بالعلم والثقافة والتطور التقني والالكتروني,, ولدي موقع يتكلم عن الإسلام,, أتريدين ان أرسله لك؟,. لا ,, لا ,, شكراً,, أنا سوف أبحث عن هذا الموضوع بنفسي,. هذا مقطع من المحادثة التي جرت,, ومنها نستطيع ان نقول أنه يوجد تقصير منا بتوضيح الإسلام,, والدليل عدم معرفتها أي شيء عنه وأيضاً عدم فضولها,, فأنا الذي يسأل وليست هي التي تسأل,, وبالمقابل يوجد قوى مضادة تحاول تشويه الإسلام ووضع العوازل أمام الأبصار لكي لاتراه وتحاول تخويف الناس منه,, وهذا باعتقادي هو سبب رفض هذه الفتاة لاستقبال الموقع الإسلامي الذي عرضته عليها,, وباختصار فإن التقصير الحاصل إضافة إلى القوى المضادة يضمن عدم وصول الإسلام اليهم أو وصوله مشوهاً,, وبالرغم من كل هذا فالإسلام الآن يسجل أعلى معدلات نمو وانتشار بين الأمريكيين,, وهذا دليل على أنه لايحتاج إلى جهد بل إلى شرح وتوضيح وتبسيط. ومما سبق فإن عصر العولمة والانفتاح الإعلامي والثقافي بين الشعوب والأمم هو من صالح الإسلام,, فليس مطلوباً منا سوى تكثيف وزيادة وتنويع وسائل نشره عبر القنوات الفضائية والانترنت والصحف أو أي وسيلة أخرى يمكن أن تخدمه,, قبل أن تستخدم العولمة ووسائلها معاول لهدمه وتشويهه,, فهلا بدأنا؟!!,.