هذه القصيدة قلتها في رثاء فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله. ما بال عينك هاجها استعبار ويشوب وجهك يا أخيّ غبار ماذا جرى لك هل أصابك منكر قل لي بربك ما هي الأسرار إني صبرت فلا تزدني حيرة فالقلب يرجف والهموم كثار أسرع فإن مدامعي محبوسة وعلى فؤادي لو علمت جمار ما سر حزنك يا أخي؟ هيا أجب فأجاب: قد هوت العشية دار العلم قد سقط العشية ركنه وسمعت أن صروحه تنهار والدين قد ضعف العشية نجمه وهوت بفقد إمامنا الأقمار الشيخ مات أما سمعت بموته أو ما أتتك بموته الأخبار كلا فليس تفيدني الأشعار قلبي لوقع مصابنا يحتار الشعر ليس يفيدني وتأوهي لهب وترقب مقلتي الأبصار قلبي تقطع أو اصيب بخنجر لا بل اصاب فؤادي الإعصار قلبي تملكه الاسى فكأنه قدر تحيط بجانبيها النار اسمع فديتك يا أخي لمصيبتي اسمع فديتك صدري الهدار قد مات حبر العصر كان حديثه مسكا يفوح أريجه العطار قد كان صاحب همة مرموقة وعليه من صدق اليقين شعار النور يملأ وجهه فكأنه بدر تفيض بنوره الانظار يا شيخ موتك طعنة بقلوبنا طفأت بموتك للهدى أنوار يا شيخ قد فجعت بموتك أمتي وبكاك أهل الأرض والأقطار يا شيخ قد عظم المصاب بفقدكم وبكا عليك صغارنا وكبار تبكيك يا شيخ الإباء عنيزة بل نجد صوت نحيبها فوّار تبكيك مكة والمساجد كلها لك في منابرها صدى دوار تبكيك طيبة والرياض وأهلها والقدس تصرخ والدموع غزار تبكيك كل الأرض موتك هزها تبكي عليك محافل وديار يبكيك هذا العلم أنت فقيده زادت بفقدك حوله الأخطار لو كان ينفعني البكا ويفيدني لبكيت حتى تجري الأنهار كل الفواجع قد تهون وموتكم حدث يحل بأمتي موار إني لآمل أن تفوز بجنة فيها الرسول وصحبه الأخيار فيها يسير أبو عبيدة عامر وبها يرفرف جعفر الطيار فعليك من ربي الصلاة تتابعاً وسقى ضريحك وابل مدرار إبراهيم بن محمد الصادق