إطلاق 80 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الأمير محمد بن سلمان    انطلاق المؤتمر الدولي لأكاديميات الشرطة    السعودية الأولى خليجياً وعربياً في مؤشر الأداء الإحصائي    «الجناح السعودي».. ينطلق في «الصين الدولي للطيران والفضاء»    وزير الخارجية: حل الدولتين السبيل الأوحد لتحقيق السلام    «الرابطة» تُرحِّب بقرارات القمّة العربية والإسلامية    رئيس بولندا يشكر خادم الحرمين وولي العهد    الفرج يقود الأخضر أمام «الكنغر»    إحالة ممارسين صحيين للجهات المختصة.. نشروا مقاطع منافية لأخلاقيات المهنة    إسناد التغذية والنقل ل«جودة الخدمات» بإدارات التعليم    «التقني»: إلغاء إجازة الشتاء وتقديم نهاية العام    وزير الداخلية يرعى حفل جامعة نايف وتخريج 259 طالباً وطالبة    وزير الحرس الوطني يفتتح قمة الرياض العالمية للتقنية الحيوية    في بيتنا شخص «حلاه زايد».. باقة حب صحية ل«أصدقاء السكري»    ماذا لو نقص الحديد في جسمك ؟    المملكة تحذر من خطورة تصريحات مسؤول إسرائيلي بشأن فرض سيادة الاحتلال على الضفة الغربية    الأهلي يطرح تذاكر مواجهته أمام الوحدة في دوري روشن    غارات إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت    الذهب يستقر قرب أدنى مستوى في شهر مع انتعاش الدولار    سعود بن نايف يستقبل أمين «بر الشرقية»    أمير الرياض يستعرض إنجازات «صحية تطوع الزلفي»    أمير القصيم يطلق مبادرة الاستزراع    تطوير وتوحيد الأسماء الجغرافية في الوطن العربي    الاتفاق يعلن اقالة المدير الرياضي ودين هولدين مساعد جيرارد    مقتل ضابط إسرائيلي وأربعة جنود في معارك بشمال غزة    نقلة نوعية غير مسبوقة في خدمة فحص المركبات    استعادة التنوع الأحيائي في محمية الأمير محمد بن سلمان    "الحج المركزية" تناقش موسم العمرة وخطط الحج    رحب بتوقيع" وثيقة الآلية الثلاثية لدعم فلسطين".. مجلس الوزراء: القمة العربية والإسلامية تعزز العمل المشترك لوقف الحرب على غزة    فوبيا السيارات الكهربائية    «نأتي إليك» تقدم خدماتها ب20 موقعًا    مجلس الوزراء يجدد التأكيد على وقوف المملكة إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان    ولادة أول جراء من نمس مستنسخ    الأخضر يحتاج إلى وقفة الجميع    المنتخب السوداني يسعى لحسم تأهله إلى أمم أفريقيا 2025    «طريق البخور».. رحلة التجارة القديمة في العُلا    السِير الذاتية وتابوهات المجتمع    أحمد محمود الذي عركته الصحافة    وفاء الأهلي المصري    للإعلام واحة    إضطهاد المرأة في اليمن    يسمونه وسخًا ويأكلونه    يأخذكم في رحلة من الملاعب إلى الكواليس.. نتفليكس تعلن عن المسلسل الوثائقي «الدوري السعودي»    «سامسونغ» تعتزم إطلاق خاتمها الذكي    «الغذاء»: الكركم يخفف أعراض التهاب المفاصل    التحذير من تسرب الأدوية من الأوعية الدموية    الرهان السعودي.. خيار الأمتين العربية والإسلامية    أسبوع معارض الطيران    جمعية يبصرون للعيون بمكة المكرمة تطلق فعاليات اليوم العالمي للسكري    إطلاق 80 كائنا فطريا مهددا بالانقراض    نائب الرئيس الإيراني: العلاقات مع السعودية ضرورية ومهمة    التوقيع على وثيقة الآلية الثلاثية لدعم فلسطين بين منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي    الرئيس السوري: تحويل المبادئ حول الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان إلى واقع    الأمر بالمعروف بجازان تفعِّل المحتوي التوعوي "جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة التطرف والإرهاب" بمحافظة بيش    البرهان: السودان قادر على الخروج إلى بر الأمان    اطلع على مشاريع المياه.. الأمير سعود بن نايف يستقبل أعضاء الشورى المعينين حديثاً    أمير الرياض يطلع على جهود الأمر بالمعروف    مراسل الأخبار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اختتام ملتقى نادي القصيم الأدبي ببريدة بإثارة علمية وجدل وعتب
نشر في الجزيرة يوم 24 - 12 - 2010

اختتمت الجلسات العلمية لملتقى نادي القصيم الأدبي والتي أقيمت بفندق الموفنبيك بمدينة بريدة وحملت عنوان (امرؤ القيس.. التاريخ والريادة الشعرية), بعد نجاح كبير في التنظيم وعمق في العديد من الأوراق المقدمة, حيث تناولت الجلسة الأولى امرأ القيس وأبعاد المكان وضمت أربع أوراق بحثية، وهي: (مملكة كندة بين الحقيقة والخيال) و(تاريخ مملكة كندة من خلال المصادر والنقوش والآثار). و(ملامح السيرة الذاتية في شعر امرئ القيس) و(المكان والشعر والفروسية) ألقاها على التوالي أ.د. عبد العزيز سعود الغزي ود. شيخة عبيد الحربي ود. ياسر السيد عمارة وأ. هزاع عيد الشمري. وأدار الجلسة الدكتور مرزوق بن تنباك. حيث تحدث الدكتور عبدالعزيز الغزي عن مملكة كندة وأنها واقع تاريخي تعتريه بعض الروايات التاريخية غير الصحيحة. وأشار إلى كيفية نشأة مملكة كندة وعرض لتطورها ثم تحدث عن كيفية انتهائها، محاولاً أن يقارنها بغيرها من الممالك الأخرى.
ثم تحدث الدكتور ياسر عمارة محاولاً أن يعطي صورة لحياة امرئ القيس من خلال شعره، ومحاولاً أن يرسم ملامح سيرته الذاتية من خلال تتبع شعره، مستعرضاً صورة الذات، والأنا والمكان عبر الاستدلال على ذلك بأبيات من شعر امرئ القيس.
وتلاه الأستاذ هزاع الشمري الذي أشار إلى أن الاضطراب والاختلاف بين المترجمين لتاريخ امرئ القيس لم يترك شيئاً إلا وتناوله فقد اختلفوا في صحة أبيات المعلقة وفي تاريخ ميلاده، وفي مكانه، وفي اسمه وفي كنيته وفي اسم أمه. وقد فجّر الأستاذ الشمري قنبلة عندما قال إن امرأ القيس كان مصاباً بمرض جنسي هو السفلس، وذلك بسبب تهتكه وانحرافه الأخلاقي.
ثم ختمت الورقات بورقة الدكتورة شيخة الحربي، التي عرضت لنشأة مملكة كندة في حضرموت، ثم انتقالها إلى الشمال بعد خصومات بينها وبين الحضارمة. وقد استعرضت الباحثة النقوش المنسوبة إلى مملكة كندة ودلالاتها، وحاولت أن تقدم تفسيراً علمياً لسبب تسمية كندة بهذا الاسم.
بعد هذا فتح مدير الجلسة باب المداخلات، التي بدأها د.محمد الربيع بقوله إنه يفترض أن يزيدنا ما نقرأه ونسمعه عن تاريخ امرئ القيس علماً لكنه في الواقع لا يزيدنا إلا جهلاً وحيرة بسبب كثرة الخلاف حول ذلك. ولهذا دعا إلى النظر لامرئ القيس فنياً وليس تاريخياً.
كما علق الأستاذ صالح العوض الذي رفض القول ببدوية مملكة كندة، فمنطقة بني عاقل تحمل الكثير من الدلالات الحضارية التي يمكن لأي باحث في التاريخ القديم الوقوف عليها.
ولعله من اللافت في الجلسة احتجاج كثير من المداخلين وعلى رأسهم مدير الندوة والدكتورة سعاد المانع على كثرة الأخطاء النحوية واللغوية التي وقع فيها فرسان الجلسة. وهو ربما يعود إلى كونهم متخصصين في التاريخ وليس في اللغة والأدب. كما أن الدكتور الغزي دعا أهالي القصيم وعلى رأسهم سمو أميرها إلى دعم البحوث التاريخية التي تحاول أن تستقصي تاريخ مملكة كندة من خلال الوقوف العيني على ذلك.
القول بانتحال معلقة امرئ القيس يشعل أجواء الحوار
الجلسة الثانية ضمّت أربع أوراق بحثية، وهي تداخل الأجناس في معلقة امرئ القيس، ورؤية جديدة للمعلقات الجاهلية (معلقة امرئ القيس مثالاً)، ونظرات في شعر الخيل عند امرئ القيس، وبراعة الاستهلال في شعر امرئ القيس. ألقاها على التوالي د.محمد رشيد ثابت وأ.سعد الرفاعي، ود.عبدالله سرحان، ود.عثمان الغزالي. وأدار الجلسة الدكتور محمد الربيع. فقد درس الدكتور محمد رشيد ثابت (الوحدة الطللية) في معلقة امرئ القيس محاولاً أن يعرض تداخل الأجناس فيها، حيث تظهر فيها عدة أجناس في حالة تفاعل وتناغم. فقد ظهر فيها خطاب الشعر العمودي، وخطاب السيرة الذاتية من خلال اليوميات التي تسرد ما يقع له في يومه من حوادث، وخطاب الجنس القصصي بما فيه من سرد وحوار، وخطاب المسرحية من خلال الحوار ووصف حركات الشخصيات والتمهيد لفعلها الدرامي.
ثم تحدث الأستاذ سعد الرفاعي مستعرضاً موقف النقاد من الشعر الجاهلي عموماً والمعلقات خصوصاً، معيداً قولاً مشهوراً يحكم بانتحال المعلقات، ومحاولاً أن يثبت قوله هذا من خلال معلقة امرئ القيس، مشيراً إلى أن حماد الراوية هو الذي اختلق القصائد لدوافع سياسية، مؤكداً على أن 89% من معلقة امرئ القيس لا تصح نسبتها إليه، مشيراً إلى أن المعلقات وضعت على أنموذج سابق.
ثم تحدث الدكتور عبدالله عبدالغني سرحان مشيراً إلى أن امرأ القيس هو أكثر الشعراء الجاهليين وصفاً للخيل فقد كتب في ذلك 186 بيتاً، ورأى بأن ذلك دليل على صدق نسبة شعره إليه، محاولاً أن يردّ على أ. الرفاعي، واصفاً قوله بالفرية الخبيثة!!، ثم استعرض بعض الخصائص الفنية على وصف الخيل عند امرئ القيس مشيراً إلى أنه سبق غيره إليها، حتى إن كثيراً ممن جاءوا بعده قد احتذوا حذوه.
ثم تحدث أخيراً د.عثمان الغزالي عن براعة الاستهلال مشيراً إلى أنه لم يفتتح أحد قصيدة بأجمل مما فعل امرؤ القيس، وهو أمر -كما يقول- لا ينازع فيه أحد. كما أشار إلى أن المطلع الذي استهل به امرؤ القيس معلقته قد ظهر أثره في كامل بنائها وتضمن كل موضوعاتها وقضاياها، وهو دليل شاعريته وفحولته.
ثم توالت التعقيبات التي ركزت على موضوع الانتحال بشكل طغى على معظم المداخلات، حيث استغرب كثير من المداخلين طرح هذه القضية من جديد، في الوقت الذي ظن فيه الجميع أن الأمر فيها قد حُسم وانتهى، وهو ما دعا مدير الندوة د.الربيع إلى ممازحة أ.الرفاعي بدعوته إلى التوبة عن قولته.
باحثون يستعرضون الأخطاء النحوية والجوانب اللغوية لدى امرئ القيس
الجلسة الثالثة تناولت الورقات التالية: التجليات اللغوية عند امرئ القيس، وحيثيات الانزياح اللغوي في معلقة امرئ القيس، وأثر شعر امرئ القيس في الدرس النحوي، والصورة الفنية في شعر امرئ القيس وقد ألقاها على التوالي معالي أ.د. أحمد الضبيب ود.حسن الهويمل وأ. محمد عبيد ود. عماد علي الخطيب. وأدار الجلسة الدكتور عبدالعزيز المانع.
وبدأ الجلسة د.أحمد الضبيب الذي تحدث عن استشهادات علماء اللغة بشعر امرئ القيس حتى إن سيبيويه استشهد له بعشرين شاهداً، وقد عرض المحاضر لبعض التفردات والتمردات اللغوية التي وقعت في شعر امرئ القيس مثل العدول الصرفي واستخدام بعض اللهجات العربية.
ثم تكلم الدكتور حسن الهويمل عن الانزياح في شعر امرئ القيس مفرقاً بينه وبين العدول، ومستعرضاً صور الانزياح في شعر امرئ القيس ومفرقاً بين الانزياح الهادف الذي يستبطن دلالة فنية وبين الانزياح غير الهادف، كما تحدث عن اللغة وأهميتها في تشكيل التجربة الشعورية.
ثم تلا ذلك ورقة د.محمد عبيد الذي تعرض فيها إلى منهج النحاة في الاستشهاد بشعر امرئ القيس ذاكراً 71 شاهداً ذكرها له النحاة، ومعدداً قوافيها وبحورها الشعرية، وأشهر الاستشهادات في البيت الواحد، ومستعرضاً طرق ومناهج تعامل النحويين مع شواهد امرئ القيس.
وكانت آخر ورقة في هذه الجلسة للدكتور عماد الخطيب الذي تحدث عن الصورة الفنية عند امرئ القيس أسطورياً، حيث عرض آراء النقاد في التفسير الأسطوري لشعره، ومتحدثاً عن ارتباط الصورة بالأسطورة والرمز، وارتباط الأسطورة بالصورة البلاغية. وخلص في ذلك إلى أن النقاد قد غالوا وبالغوا في تفسير الأسطورة في شعر امرئ القيس.
بعد ذلك تتالت تعقيبات الحاضرين الذين أثنوا على هذا التعدد في الملتقى ومشاركة أهل النحو واللغة في جلساته، كما جرى نقاش حول مصطلحي الانزياح والأسطورة والمراد بهما في حديث الباحثين.
باحث يرى بأن القصيم عاصمة العرب الثقافية قديماً
تضمنت الجلسة الرابعة أوراقاً بحثية تناولت القصيم وشعر امرئ القيس قراءة في عبقرية المكان. وامرؤ القيس شاعراً رومنسياً (قراءة في معلقة امرئ القيس)، ومعلقة امرئ القيس (قراءة تأويلية)، وقراءة على المستوى الثالث في معلقة امرئ القيس وألقاها على التوالي: د. فرج مندور، د. حسن طاحون، ود. سعيد شوقي، ود. عبد الحق الهواس، وأدارها الدكتور منصور المهوس. حيث بدأ الدكتور فرج مندور الجلسة بحديثه عن القصيم، مشيراً إلى أن عبقرية المكان عند العلماء تظهر في توفر سبل العيش والإحساس بالأمان والحماية، وأشار إلى وجود هذين في القصيم مضافاً إليهما خصوبة المكان وجماله. فالقصيم أماكن ذات تاريخ حيث وقعت فيها أيام ومعارك العرب. وهو ما ظهر في شعر امرئ القيس الذي تمثلت فيها القصيم من حيث المكان والإنسان.
ثم ألقى د.حسن طاحون ورقته متحدثاً عن الرومانسية وسماتها النقدية، ومشيراً إلى وجودها في شعر امرئ القيس، حيث يظهر لديه الحنين إلى الوطن، وإلى مجد آبائه وأجداده، كما يظهر فيها عشق المرأة والتغزل بها، ويظهر فيها أيضاً وصف الطبيعة، كالناقة والصحراء والخيل، وتأخذ الطبيعة كما يقول الدكتور أكثر من نصف شعر امرئ القيس.
ثم جاء دور الدكتور سعيد شوقي الذي قرأ معلقة امرئ القيس في ضوء الهرمينوطيقا التي ترى أن فهم أجزاء الشيء لا يكون إلا من خلال فهم المعنى الكلي له، وحاول أن يطبق ذلك على معلقة امرئ القيس ذاكراً ما يراه المعنى الكلي للمعلقة، ثم محاولاً أن ينظر إلى أجزاء المعلقة ووحداتها لفهمها في ضوء هذا المعنى الكلي.
واختتمت الجلسة بالدكتور عبدالحق الهواس الذي أشار إلى أنه سيقرأ المعلقة في ضوء المستوى الثالث الذي تحدث عنه رولان بارت وجاك دريدا، مشيراً إلى أن المستوى الثالث يعنى بالتفسير والتأويل، وقد فعل ذلك مع المعلقة محاولاً أن يقف عند لوحاتها الطللية والغزلية ووصف الليل، باحثاً عن التأويل والتفسير الجمالي لها.
ثم فتحت المداخلات التي عاب معظمها على الورقات المقدمة ما في بعضها من مبالغات وتساهل علمي، وما في بعضها من مبالغة في محاولة الاستفادة من المناهج الغربية في الوقت الذي يمكن الوصول إلى ذات الهدف بمناهج أكثر شهرة ومعرفة. كما علق بعض المشاركين على الأخطاء في الأماكن التي قيل إنها تمثل القصيم في شعر امرئ القيس.
عتب على نقل آراء الغير دون تحليل
الجلسة الخامسة أدارها الدكتور حمد السويلم نائب رئيس مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي، وقد ضمت أربع ورقات هي: شعر امرئ القيس في نظر ناقدين من القيروان. ونقاد امرئ القيس في القديم نجم الدين الطوفي أنموذجاً، والإشارات الدينية في شعر امرئ القيس، وشعر امرئ القيس في الدراسات النقدية المعاصرة. وقد ألقاها على الترتيب: أ.د. محمد الهدلق وأ.د. إبراهيم راشد، ود. نادي حسن شحاتة، د. فوزية بنت ناصر العندس.
حيث تحدث الدكتور الهدلق عن رأي ناقدين من القيروان في امرئ القيس وهما ابن رشيق وابن شرف، حيث ذكر ما قاله ابن رشيق في كتابيه قراضة الذهب والعمدة عن امرئ القيس وما تميز به عن غيره من الشعراء ، وبعض الأساليب البلاغية التي سبق إليها وقلده فيها من بعده. ثم ذكر رأي ابن شرف القيرواني في امرئ القيس ذاكراً إعجابه به بشكل يختلف عن غيره، وقد عرض لجيد شعره وبعض إساءاته في التعبير وعيوب صياغاته. وخلص الدكتور الهدلق إلى أن كلا الناقدين اتفقا على سبق امرئ القيس في بعض الأمور كما أن لكل منهما مآخذه على امرئ القيس.
ثم تحدث الدكتور إبراهيم راشد مستعرضاً رأي الإمام الطوفي الشيخ الأصولي الذي عاش في القرن الثامن تقريباً في شعر امرئ القيس، مبتدئاً بترجمة الطوفي، ومشيراً إلى هيمنة فكرة الأشباه والنظائر عليه عند دراسته لشعر امرئ القيس. فالطوفي قد درس تناص امرئ القيس مع نفسه، وسرقاته أو تشابهاته مع غيره من الشعراء، والصورة البيانية عنده. وقد ذكر الباحث أن الطوفي توقف عند تكرار صيغ معينة في شعر امرئ القيس، معللاً ذلك بأن امرأ القيس من الشعراء الذين يخلقون التقاليد الشعرية لكونه من الرواد.
ثم تحدثت الدكتورة فوزية العندس التي قدّمها مدير الجلسة د.السويلم على د.نادي شحاتة نظراً لأن العنوان الذي أحضره د.نادي شحاتة معه يختلف عن المعلن في رزنامة برنامج النادي. وقد عرضت الدكتورة العندس لمناهج القراءة التأويلية في معلقة امرئ القيس عند نقادها. وقد ذكرت مناهج التأويل، ومنها التأويل بالأسطورة مشيدة ببغضها وواصفة بعضها بالتعسف والتمحل، ومنها التأويل بالرمز ومنها الرموز الوجودية التي تشكل عقل الإنسان وسر وجوده. ومنها التأويل بالبنيوية الذي يربط بين الموضوعات والصور الشعرية والبنى الأدبية، ووصمت بعضه بالتكلف والتعسف وافتقاده الإقناع والمنطق اللغوي. ومنها التأويل بالعلوم حيث يفسّر ما يذكره امرؤ القيس بالعلوم الطبيعية، ومنها التأويل النفسي، والتأويل بالمعادل.
ثم تحدث بعد ذلك الدكتور نادي شحاتة عن الإشارات الدينية في شعر امرئ القيس من خلال شعره، مستعرضاً ديانة امرئ القيس، ومدى قدرة شعره على تصوير الواقع الديني في عصره. حيث صور امرؤ القيس الوثنية عبر الطواف بالأصنام وإنكار البعث والاستقسام بالأزلام، مشيراً إلى أنه لم يذكر شيئاً من آلهة القحطانيين ولا العدنانيين. ثم تحدث عن إشارة امرئ القيس لليهودية في بيت واحد فقط، والحنيفية في بيت واحد فقط أيضاً. وخلص الباحث إلى ضعف الحياة الدينية في شعر امرئ القيس. وأشار إلى الشك في بعض الأبيات المنسوبة إليه لتناولها أموراً إسلامية عرفت بعد وفاة امرئ القيس سواء في المعاني أو نظم الأبيات.
ثم فتحت المداخلات التي حاولت تصحيح بعض الأخطاء التاريخية التي وقع فيها بعض المحاضرين، ومستفسرة عن غياب رأيهم فيما قالوا وعدم ظهوره واكتفائهم بالنقل المجرد، وكان من اللافت في هذه الجلسة أن د.عبدالحق الهواس قال إن كتاب قصيدة النثر هم من الشعوبيين والحاقدين على اللغة العربية، وهو ما دفع د.حمد البليهد إلى الرد على ذلك فهو أحد الذين يكتبون قصيدة النثر وليس من أولئك.
استعراض امرئ القيس في ضوء الوعي النقدي المعاصر
بدأت الجلسة السادسة بإدارة د.عبدالله المعيقل الذي شكر نادي القصيم الأدبي على ملتقياته بوصفها علامة فارقة في ملتقيات المملكة الأدبية شاكراً النادي على ذلك. وقد تضمنت الجلسة الورقات التالية، المرأة مناصاً (قراءة في رمزية المرأة في معلقة امرئ القيس) وعناصر الربط في معلقة امرئ القيس (دراسة نصية). والتشكيل الفني للسرد والحوار في شعر امرئ القيس وقد ألقاها على الترتيب: أ.د. عبد الواسع الحميري ود. السيد حسونة ود. آمال يوسف.
بدأ الدكتور عبدالواسع الحميري حديثه مشيراً إلى أنه سيتناول رمزية المرأة لكونها ملاذاً ومناصاً يسعى امرؤ القيس من خلاله إلى التحقق والوجود. بحيث يمكنه من قول المختلف بشكل مختلف. فالمرأة عنده ليست جنساً أو هوى بل هي إمكانية رمزية للتحقق والكشف عن ذاته الدالة على تفرده وتفوقه على الآخرين وسيادتهم.
ثم تحدث الدكتور السيد حسونة مشيراً إلى أن جمعاً من النقاد حكموا على معلقة امرئ القيس بالتفكك وعدم الترابط وفقدان الوحدة. وحاول الدكتور حسونة أن يدحض هذه التهمة من خلال تتبع عناصر الربط في المعلقة، متحدثاً في التمهيد لذلك عن النص والنصية والسبك والحبك، ومركزاً حديثه على عناصر الربط عن طريق السبك، وذلك عبر الضمائر وحروف العطف والتكرار. ومؤكداً على أن هذا الأمر ينفي دعوى التفكك الذي قال به أولئك الباحثون.
ثم تحدثت الدكتور آمال يوسف عن السرد والحوار عند امرئ القيس، مشيرة إلى أن هذا التنوع والمزج بينهما يهدف إلى حفز المتلقي على المشاركة والإبداع لذا يراوح الشاعر بينهما، فالسرد يسهم في إكساب النص طابع التصويرية عبر النفس القصصي وجذب انتباه القارئ والربط بين الأبيات ونقل التجربة من الذاتية إلى الموضوعية، كما أن الحوار يمسرح النص ويمده بالدفق الدرامي، ويزرع في النص علاقة جدلية حوارية تشخص الصراع والحركة في أجواء النص.
ثم فتح مدير الجلسة باب المداخلات التي ركزت على ما في بعض الورقات من تمحل في التحليل وتحميل النص ما لا يحتمل، وميل البعض إلى تطبيق المناهج الغربية دون وعي كامل وإلمام بها ولكيفية توظيفها النقدي، وكذلك الخلط بين مصطلحات الفنون، ومقاربة الشعر بأدوات غير شعرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.