أتاح مؤتمر كانكون في المكسيك حول المناخ تسجيل خطوات خجولة في مكافحة التغير المناخي، لكنه أعطى بشكل خاص دفعا لعملية التفاوض الأممية التي ستتواصل في جنوب إفريقيا في 2011م. وهي عملية تتخذ فيها الدول الناشئة الكبرى مثل الصين والبرازيل والهند التي انضمت أيضا إلى حلقة كبريات الدول المسببة للتلوث، مكانة تزداد أهمية ونشاطا كما اظهر اللقاء المكسيكي الذي اختتم أعماله فجر السبت. وأمام الارتفاع المعلن لحرارة الأرض والتي يمكن أن ترتفع أيضا بواقع 4 درجات مئوية وحتى ست درجات من الآن وحتى نهاية القرن، يبقى الرد الدولي خجولا للغاية: فالتعهدات غير الكافية بخفض انبعاثات غازات الدفيئة لا تضع الإنسانية بمنأى من تسارع الماكينة المناخية. ولم تسمح لقاءات كانكون بتحقيق أي خرق حول هذه النقطة. وبشأن مستقبل بروتوكول كيوتو الذي يلزم الدول المتطورة، باستثناء الولاياتالمتحدة، على خفض انبعاثات الغازات الملوثة لديها، فإنه لم ينجم عن مؤتمر المكسيك سوى نقل الخلافات إلى دوربان حيث سيلتقي المتفاوضون العام المقبل. واتفاق كانكون هو قبل أي شيء آخر متنفس لتعددية مضطربة. واعتبر جيريمي هوبس المدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام الدولية السبت «أن المفاوضين أحيوا مباحثات الأممالمتحدة». وكان نحو عشرين رئيس دولة تفاوضوا بشأن اتفاق كوبنهاغن وراء أبواب مغلقة، تاركين الصعوبات لمندوبي 190 عضواً في اتفاقية الأممالمتحدة حول المناخ.