لم يكن لنجاح العملية الجراحية التي أجريت لخادم الحرمين الشريفين في مدينة نيويورك ونجاحها بأمر الله، لم يكن لها سوى الصدى الحقيقي للبهجة والسرور والفرح والطمأنينة الذي عم أبناء جميع مناطق المملكة بدون استثناء، ودخل قلوب صغارها وكبارها، مواطنيها ومقيميها، رجالها ونسائها. لقد فاضت مشاعر الأمة بعد نبأ نجاح العملية الجراحية بالفرح والبهجة لحبهم العميق لهذا الرجل، ملك الإنسانية وملك القلوب، ذلك الرجل الذي حبه الطفل والكبير على حد سواء، لا نبالغ إن وصفنا حال الأمة بأنها تلقت الخبر وكأنه قدوم عيد جديد، عمتها الفرحة وغطتها الغبطة ونامت قريرة العين مطمئنة القلب مسرورة العاطفة، كيف لا والأب الحاني قائد هذه الأفئدة يكلل الله عمليته بالنجاح ويرفل بعدها بإذنه عز وجل بثوب الصحة. انتهت العملية الجراحية وأفاق سيد الإنسانية وقائدها وملهمها يسأل عن شعبه الذي أحبه وعشقه حتى النخاع، يسأل إن تم إبلاغ شعبه بنجاح العملية، وأمر- حفظه الله- أن يتم الإعلان أولاً بأول عن حالته الصحية- حفظه الله- باستمرار. هذا ديدن هذا الرجل وأسلوب تعامله مع أبناء وبنات شعبه، هذا التواصل الذي يعترف به قائد مسيرة البناء والعطاء، هذه خصلة واحدة من خصال هذا الرجل الذي أحب شعبه وأحبه شعبه، هذه من خصال القائد الناجح الذي يتصف بالشجاعة وقوة الإرادة، هذا هو ملك الثقة عند شعبه ورجاله، يتعامل بشفافية بالغة مع من حوله، لا يفرق بين أحد، يعرف كيف يتعامل ويعامل من وضعوا الثقة فيه، متقنٌ لعمله، مخلصٌ لمهنته، مؤمنٌ برسالته، قادرٌ على التواصل ببساطة مع شعبه، محبٌ للجميع. لم يتمكن الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- من ولاء وانتماء المواطنين فقط بل حصل على أفئدتهم وأصبحت تفيض بالمحبة له، وبالتضحية لأجله، لا تستمع لأي رجل إلا ويدعو الله له- حفظه الله- بالشفاء العاجل، ولا تستمع لامرأة إلا وتسمع دعوة منها بسرعة تمتعه بالعافية، حتى الأطفال كانوا ينتظرون أخبار العملية التي سيجريها خادم البيتين في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حتى بادرنا حفظه الله ورعاه بأمره الكريم بأن يتم إبلاغ وإطلاع المواطنين أولاً بأول على حالته الصحية مصحوباً بخبر نجاح العملية التي أجريت له. لم تأت تلك المكانة التي يحظى بها خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله ورعاه- في قلوب أبناء شعبه من فراغ، ولم يستوطن ألبسه الله ثوب العافية أفئدتهم من خواء، ولم يشتاقوا إليه وإلى عودته سالماً بحفظ الله من خلاء، بل بما يتمتع به حفظه الله من خصال الرجال وميزات القادة العظماء وقربه لشعبه ومحبته لهم. والله إن شعبك ليسعد بعودتك سالماً معافى بإذن الواحد الأحد كما فرح وسعد بعودة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز رعاه الله سالماً معافى حفظه الله وأتم عليه نعمة الصحة والعافية وألبسه ثوب العافية باستمرار، ستفرح البلاد يا خادم البيتين وآسر القلوب بعودتك إن شاء الله كما فرحت الرياض بمقدم عريسها الأمير سلمان بن عبدالعزيز سلمه الله. اللهم اشف خادم البيتين شفاء ليس بعده سقماً، اللهم خذ بيده، اللهم احرسه بعينك التي لا تنام واكفه بركنك الذي لا يرام واحفظه بعزك الذي لا يُضام، واكلأه في الليل والنهار وارحمه بقدرتك عليه، أنت ثقته ورجاؤه يا كاشف الهم، يا مفرج الكرب يا مجيب دعوة المضطرين، اللهم ألبسه ثوب الصحة والعافية عاجلاً غير آجل يا أرحم الراحمين، اللهم اشفه، اللهم اشفه، اللهم اشفه، اللهم آمين.