الحمد لله على كل حال والصلاة والسلام على رسول الله. لقد فُجعت الأمة الإسلامية جمعاء بوفاة أكبر عالم وفقيه على وجه الأرض في زمانه كما نعلم عرفه الداني والقاصي بزهده وورعه وغزارة علمه واخلاصه لدينه نحسبه كذلك وحرصه على الدعوة إلى الله كما هي آخر وصاياه وهو يعيش آخر لحظات حياته عليكم بتقوى الله والدعوة إليه وطلب العلم الشرعي فيالها من نصائح جمة من شيخ عاش طوال حياته داعيا إليها محققا لها بلسانه وقلمه وعبر كتبه واشرطته وفتاواه التي غطت ولله الحمد شرق الارض وغربها, نسأل الله جل وعلا ألا يحرمه اجرها وان ينفع بها انه سميع مجيب, وقد عرفته رحمه الله منذ أكثر من عشرين سنة كان مثالاً للتواضع والأخلاق لا يعرف الحسد ولا الضغينة لأحد يحب للناس ما يحبه لنفسه كان من شدة تواضعه لا يكتب اسمه تحت لقب الشيخ ولا بالابن وإنما يكتب محمد الصالح العثيمين كما ترونها في فتاواه وتزكياته وسمعته في محرابه يقول لشخص اذهب لفلان وقل له يقول لك محمد العثيمين كذا وكذا, أما الدعوة إلى الله فهي همه وشغله الشاغل فقد عرضت عليه ذات مرة ضرورة تكثيف وتوزيع الرسائل الشرعية على البلاد الأخرى فكتب لي حاثاً ومؤيداً سيروا على بركة الله ثم قول الله تعالى كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين فكان المؤيد والمعين بعد الله عز وجل وأما بيوت الله فهي الأخرى من اهتماماته الكبرى وخاصة داخل المملكة ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون في هذا المصاب الجلل ووفاء لشيخنا وبراً به فإننا عازمون بمشيئة الله تعالى على طبع ونشر مليون رسالة من مؤلفاته القيمة التي دائماً يحثنا على نشرها فرحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جناته. وصلى الله على نبينا محمد. محمد الناصر العريني