رمى حجاج بيت الله الحرام أمس الخميس الثاني عشر من شهر ذي الحجة، ثاني أيام التشريق الجمرات الثلاث تحفهم عناية الله ورعايته، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة. بعدها توجه الحجاج المتعجلون إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع إتباعًا لقول الحق تبارك وتعالى: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أيام مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إليه تُحْشَرُونَ}. وتدفقت جموع الحجيج على منشأة الجمرات وتمكنوا من الرمي براحة تامة وفي وقت يسير بتوفيق من الله عزّ وجلّ ثم بفضل التنظيم الجديد لمنطقة الجمرات والتطوير الذي شهدته منشأة الجمرات. واستوعبت منشأة الجمرات الجموع الكبيرة من حجاج بيت الله الحرام التي ترمي الجمرات من على المنشأة بمستوياتها الخمسة بسهولة ويسر في مساراتهم في الذهاب للرمي أو العودة إلى أماكن سكناهم بعد الانتهاء من الرمي في مشعر منى أو توجههم إلى مكةالمكرمة لأداء طواف الوداع لمن تعجل منهم. وساهمت قوات الأمن في تحديد مسارات متعددة للذاهبين إلى الجسر ومسارات أخرى للعائدين منه لمنع الاختناقات والتدافع. في حين يمكث الحجاج الراغبون في التآخر إلى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة في مشعر منى، حيث سيقومون اليوم برمي الجمرات الثلاث ويتوجهون بعدها إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع، ومن ثم يغادرون إلى أوطانهم وألسنتهم تلهج بالشكر لله سبحانه وتعالى على ما منَّ به عليهم من أداء مناسك الحج، رافعين أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وجميع العاملين في حج هذا العام خير الجزاء على ما قدموه من خدمات جليلة لضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وتأمين حجهم وسلامتهم.