شدد خادم الحرمين الشريفين على أن المملكة لن تسمح لأحد بتعكير صفو شعيرة الحج المباركة أو النيل من أمن وفود الرحمن، وأشار -حفظه الله- في كلمة وجهها أمس إلى حجاج بيت الله الحرام لعام 1431ه إلى أن أمن الحجيج مسؤولية لا تقبل التراخي واللين، ولن نتعامل معها إلا بكل حزم وحسم، وقد هيأنا لذلك بحمد الله كافة الإمكانات البشرية والمادية لهدف خدمة وراحة وأمن ضيوف الرحمن؛ ليعودوا بإذن الله إلى أهلهم سالمين غانمين بحج مبرور وسعي مشكور، وذنب مغفور بإذن الرحيم الغفور. وأضاف -رعاه الله- قائلاً: في هذه المناسبة الإنسانية العظيمة، أدعوكم، وأدعو كل من تصل إليه كلماتي هذه، أياً كان، أن نتذكر ما يجمع بين الأديان والمعتقدات والثقافات، وأن نؤكد على ما هو مشترك، فبهذا نتجاوز خلافاتنا، ونقرب المسافات بيننا، ونصنع عالماً يسوده السلام والتفاهم، ويعمه التقدم والرخاء. وقال المليك المفدى: اليوم نحن بحاجة إلى حوار الأمة مع نفسها لنبذ الفرقة والجهل والغلو التي تشكل عقبات تهدد آمال المسلمين، كما أن الإرهاب الذي يهدد العالم وينسب للمسلمين وحدهم سببه أفعال المتطرفين الخارجين عن سماحة الإسلام، وهم بأفعالهم هذه لا يمثلون غير أنفسهم وإن لبسوا ثوب الإسلام، والإسلام منهم بريء. ودعا -حفظه الله- قادة وشعوب الدول العربية والإسلامية إلى الاعتصام بحبل الله جميعاً، ونبذ دواعي الفرقة والتحزب؛ لتفويت الفرص على أعداء الأمة المتربصين. لقد حدثتكم في موسم حج سابق عن أهمية الحوار بين أتباع الأديان، حيث دعت المملكة العربية السعودية إلى فكرة الحوار وقوبلت بالترحيب، وباركتها الأسرة الدولية بأكملها. وأشار حفظه الله إلى أن هدف المملكة من الحوار بين أتباع الأديان هو عزة الإسلام وخدمة الإنسانية.