انتقل إلى رحمة الله -بإذنه تعالى- الشيخ محمد بن عبدالرحمن السحيباني (الجمال)، والجمال تمييزاً بهم من أسرة السحيباني الكثيرة العدد في القصيم خاصة الخبراء والبدائع في القصيم. وهذا الرجل يحلو الحديث عنه لما له من مزايا وصفات اختصَّ بها، فهو عصامي لم يمنعه فقدان البصر في طفولته أو ثروة أبيه من تحدي مصاعب الحياة التي تنتظره، فقد طلب العلم من جهة على كتاتيب عصره في البدائع والرياض، وبرع في حفظ القرآن ومعانيه، إلى جانب ذلك كان يعتمد على نفسه في كل شيء اكتفاءً، فإلى جانب منزل والده الكبير حفر بئراً بنفسه وكان يستعمل الديناميت في تكسير الصخور التي تواجهه حتى توصل إلى ماء عذب كان مروى لأهل البدائع العليا ومن يمر بها، والبئر موجودة حتى الآن ومشهورة ببئر محمد الجماميل حفرها بنفسه ولم يستعن بأحد، وكان يشعل فتائل التفجير ويخرج رغم خطورة ذلك، وحماه الله وقضى بقية حياته عاملاً في الخير والإصلاح، وإمامة المسجد الجنوبي في البدائع منذ ما يقرب من ستين عاماً، وقد وهبه الله نتيجة أعماله الصالحة أبناءً بررة رباهم تربية صالحة أورثهم العصامية والاعتماد على النفس، منهم عبدالرحمن الذي كان وكيلاً لوزارة المالية ثم أميناً عاماً مساعداً لجامعة الدول العربية للشؤون الاقتصادية، ثم مديراً عاماً لبنك التسليف، واللواء عبدالله من الأمن الوقائي في وزارة الداخلية قبل تقاعده. رحم الله أبا عبدالرحمن وأسكنه فسيح جناته ?إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ?.