صدر العدد الأخير من مجلة (القافلة) متوجاً بملف جميل عن فقيد الوطن والقلم، معالي الدكتور غازي القصيبي، رحمه الله وأرضاه، وقد تفاعل معالي الأستاذ عبدالرحمن السدحان مع هذا الحدث المهم، فكتب رسالة إلى رئيس التحرير أشاد فيها بالخطوة، مع إضافة عن الفقيد الجليل، وكان فيها: سعادة الأخ العزيز الأستاذ صالح بن محمد السبتي حفظه الله رئيس تحرير مجلة (القافلة) اطلعت بفرح وامتنان على عدد (يوليو - أغسطس) من مجلتكم الغراء (القافلة) الذي خصصتم جزءاً ثميناً منه ل(تأبين) فقيد الوطن والقلم، معالي الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي- طيب الله ثراه- وقد شعرت بنشوة خاصة من الفرح والتقدير بعد أن قرأت مقدتمكم الرائعة عن فقيدنا الجليل، وتضاعف شعوري ذاك وأنا أتصفح مواد الملف الراقي الذي كُرّس لسيرة الفقد الأغر، غازي القصيبي، وقد أثبت في حياته المطرزة بعطر الإنجاز وتأكد ذلك بعد رحيله إلى فردوس الخلود بإذن الله، استحقاقه لوصف (الرجل الاستثناء) في زمن عزّ فيه (الاستثناء) بما ينفع الناس ولا يضرهم و(ساد) فيه (الهامشيون) من البشر و(قراصنة) القفز على الحواجز بما ينفعهم، ولا ينفع سواهم.. إن لم يضرهم! نعم.. كان غازي استثناءً في عمله وثقافته. وكان استثناءً.. في تأهيله المتعدد الأطياف. وكان استثناءً.. في ولائه وبذله وإنجازه خدمة لهذا الوطن وأهله. وكان استثناءً في تعامله الإنساني مع شرائح متعددة من البشر، أعلاهم وأوسطهم وأدناهم حضوراً ومقاماً. من أجل هذا، افتقدنا غازي.. منذ أن رحل إلى بلاد الغربة طلباً للعلاج حتى حملته الأكتاف الحزينة إلى مثواه الأخير.. في مقبرة العود بعاصمة العز الرياض، وسط تظاهرة حاشدة من المحبين له والمعجبين به بل والمختلفين معه، كلهم دعوا له بالرأفة والرحمة والغفران. نعم.. افتقدنا غازي (حياً).. وافتقدناه (ميتاً)، وسنظل نفتقده دائماً لأن له حضوراً في القلوب لن يبلى أو يبور، ولأنه قامة فذة قد لا يجود الزمان بمثلها زمناً طويلاً! شكراً مرة أخرى لكم ولمجلتكم الغراء، التي وضَعتْ على سيرة غازي العطرة إكليلاً من الفخر لا يُنسى. عبدالرحمن بن محمد السدحان