سرطان عنق الرحم هو السرطان الأكثر إنتشاراً بين نساء العالم ويأتي في المرتبة الثانية بعد سرطان الثدى من حيث عدد وفيات النساء العائدة الى ورم سرطاني ويقتل كل دقيقتين إمراة في العالم إذ يقدر عدد الوفيات منه بحوالي 270 ألف سيدة وعدد الإصابات نصف مليون سنويا، وقد ساهم التقدم العلمي في تشخيص هذا المرض مبكراً في مرحلة الخلايا ما قبل السرطانية وإكتشاف طرق وقائية متمثلة في أخذ التطعيم والذي وفرته مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية الذي يعطي مناعة ووقاية ويحمى النساء ضد الإصابة بالسرطان. وللحديث عن أهمية التطعيم ضد سرطان عنق الرحم كان لنا هذا الحوار مع نخبة من كفاءات بمجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية وهم الدكتور محمد البقنة إستشاري أمراض النساء والولادة وعلاج العقم، الدكتورة زاهية كمكم إستشارية أمراض النساء والولادة، الدكتورة ساجيلا نورين استشارية أمراض النساء والولادة، الدكتورة سعاد الجعافرة استشارية أمراض النساء والولادة، الدكتورة شاذية مقصود استشارية أمراض النساء والولادة. خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم في البداية ما هى أسباب الاصابة بسرطان عنق الرحم؟ هناك العديد من العوامل التى تزيد من إحتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم وتتمثل في لإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري بنسبة 99% من الحالات ،مرض نقص المناعة المكتسب ، نقص المناعة الذي يحدث بعد زراعة الأعضاء نتيجة استخدام الأدوية المنقصة للمناعة ، والحمل المتعدد أو إستخدام حبوب منع الحمل لفترات طويلة والأمراض التناسلية عموما. المرض ليس وراثيا هل يعتبر هذا السرطان وراثيا؟ سرطان عنق الرحم لايعتبر مرضا وراثيا وسببه قد يكون فيروس الورم الحليمي في 99% من الحالات وينتقل الفيروس عن طريق العلاقة الزوجية وكل إمراة معرضة لخطر الإصابة به طوال فترة حياتها . أنواع متعددة ما هو فيروس الورم الحليمي وكيف ينتشر؟ هنالك أكثر من 100 نوع من هذا الفيروس إلا أن 15 نوعاً منها فقط هى المعروفة بأنها تسبب سرطان عنق الرحم والبعض الآخر لايسبب سرطان عنق الرحم ولكن قد يسبب الثآليل التناسلية. عدم ظهور الأعراض لايعنى تجنب الإصابة هل هناك أعراض معينة لهذا الفيروس؟ إن العدوى بهذا الفيروس الحليمي لاتسبب أعراضا مرضية واضحة في بدايته وهو ما يحتم إجراء الفحوصات الدورية بشكل منتظم بجانب مسحة عنق الرحم للتعرف على التاريخ الصحي المفصل للمراة ومتابعة التغيرات التي تحدث للخلايا قبل أن تتحول الي خلايا سرطانية ، وفي حالة الإصابة بسرطان عنق الرحم فإنه ينتج عنه إفرازات مهبلية قد لا يكون لها لون أو مصحوبة بدماء ونزيف دموي وألأم بعد ممارسة الحياة الزوجية. التنبؤ بالتغيرات مبكراً كيف يحدث هذا السرطان؟ سرطان عنق الرحم يحدث عندما تبدأ خلاياه في التغيير من طبيعتها ووظيفتها نتيجة تدمير الخلايا وهذه الحالة تؤدي إلي تعثر نمو هذه الخلايا بصورة طبيعية وحدوث السرطان الذى يمتد تأثيره إلي الأنسجة المجاورة. وعندما تبدأ هذه التغيرات السرطانية فى الحدوث تكون محدوده في الطبقة الخارجية من عنق الرحم لمدة تتراوح من 2 - 10 سنوات قبل أن تبدأ في مهاجمة الطبقة العميقة من عنق الرحم و بعد ذلك تبدأ فى مهاجمة الأنسجة والأعضاء المجاورة للرحم ويمكن التنبؤ بهذه التغيرات في حالة الفحص الدورى والتدخل المبكر. الكشف عن الخلايا السرطانية هل لمسحة عنق الرحم أى دور في الوقاية من الإصابة بهذا السرطان؟ مسحة عنق الرحم هى المسحة التي تؤخذ من عنق الرحم (مدخل الرحم) والتي يمكن أن تكشف الخلايا ما قبل السرطانية التى تظهر قبل التغيرات السرطانية بفترة تكاد تمتد إلى عشر سنوات أو أكثر . لذلك علي كل السيدات إجراء مسحة عنق الرحم والإستفادة من فرصة العلاج قبل الوصول لمرحلة الخلايا السرطانية. لابد من عمل المسحة سنويا متى يجب إجراء المسحة؟ إستناداً على توصيات الجمعية الأمريكية للأورام فإن مسحة عنق الرحم يجب أن تؤخذ للمرة الأولى بعد الزواج بثلاث سنوات بحد أقصى ثم تكون المسحة مرة كل سنتين أو ثلاثة إلى ما بعد سن الثلاثين . فحص العينات بأحدث التقنيات يتم فحص العينات بواسطة استشاري الأنسجة والخلايا من خلال أحدث الأجهزة للكشف المبكر عن الخلايا المصابة، ويعتبرمن أهم الفحوصات التي يجب على المرأة عملها على الأقل دورياً هي الفحص المخبري الدوري لمسحة عنق الرحم لأنه نتيجة لإهماله هناك أمراضاً عديدة وخطيرة يمكن أن تصيب المراة. إكتشاف تحول الخلايا السرطانية هل هناك امراض اخرى يتم اكتشافها عند اجراء مسحة عنق الرحم؟ الكشف عن الأمراض السرطانية والخلايا التي بها تغيرات (قبل السرطانية) وتسمى هذه dysplasia و بالتالي نأخذ مؤشرات سابقة بتحول الخلايا وبذلك نستطيع معالجة المريضة في الوقت المناسب،وللأسف في بعض الأحيان تأتي المرأة في مراحل متأخرة جداً حيث نجد أن المرض أخذ بالإنتشار ويكون ذلك عادة نتيجة إهمال المراة وعدم أخذ عينات مسحة عنق الرحم بشكل منتظم. أخذ العينات بدون آلم كيف يتم أخذ عينة من عنق الرحم أثناء الفحص بالمجهر؟ بعد أن يحدد الطبيب المنطقة الأكثر تشوهاً يتم استخدام جهاز خاص لأخذ قطعة صغيرة من عنق الرحم تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة مليميترات وفي معظم الحالات لا تشعر السيدة بأي ألم أثناء الفحص. المتابعة وتحديد العلاج ماذا بعد أخذ العينة؟ يقوم الطبيب المعالج بتحديد موعد لاحق لمناقشة نتيجة فحص الأنسجة من عنق الرحم، وفي الغالب يتم ذلك بعد عدة ايام ويتم أثناء المراجعة التالية بعد أخذ العينة تحديد نوعية العلاج ونوعية المتابعة. مخاطر عديدة يمكن تجنبها ما هى عوامل الخطورة التي تزيد من إحتمال الإصابة بهذا السرطان؟ العوامل كثيرة ومن أهمها الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري ، مرض نقص المناعة المكتسب ، نقص المناعة الذي يحدث بعد زراعة الأعضاء نتيجة إستخدام الأدوية المنقصة للمناعة ، الحمل المتعدد أو استخدام حبوب منع الحمل لمدة طويلة (أكثر من خمس سنوات) والأمراض التناسلية عموماً. الخطورة تكمن في عدم ظهور أعراض فيروسية ما هي عوارض الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري؟ غالباً ما تحدث الإصابة دون ظهور أية عوارض مرضية على المريضة بإستثناء الثآليل التناسلية التي تظهر بعد أسابيع أو شهر من العلاقة الزوجية أو عدوة باللمس مع مصاب بهذا الفيروس وأحيانا قد تظهر الإصابة بعد سنوات . التدخل في مراحل المرض الأولي متى تتحول الخلايا المشوهة إلى سرطان؟ تتحول الخلايا المشوهة إلى سرطان في بعض الحالات التي لا يتم علاج التشوه في خلايا عنق الرحم بمجرد ظهورها، وقد ثبت بالدليل العلمي أن علاج الخلايا المشوهة واكتشافها في المراحل المبكرة يقلص بشكل كبير فرص الإصابة أو الوفاة بسرطان عنق الرحم. وسيلة فعالة للوقاية من السرطان هل يمكن الوقاية من سرطان عنق الرحم؟ أصبح لدينا الآن سلاحاً لمكافحة سرطان عنق الرحم وهو التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري وهذا التطعيم يقي من نوعين من هذا الفيروس التي تسبب 70% من حالات سرطان عنق الرحم وهما 16 - 18ويعتبر هذا التطعيم من الإنجازات الطبية المبهرة في مجال مكافحة الأورام النسائية ويمكن للفتيات والنساء الإستفادة منه. استشيري طبيبك إذا ًما هي طرق الوقاية من سرطان عنق الرحم؟ ضرورة معالجة الالتهابات معالجة فعالة وخاصة تقرحات عنق الرحم وفحص عنق الرحم والأعضاء التناسلية الاخرى بعد كل ولادة للتأكد من سلامتها كما يجب مراجعة الطبيب في كل الحالات التي تشعر فيها المرأة ان شيئا ما غير طبيعي يحدث لديها مثل ظهور إفرازات غير طبيعية او آلام في الحوض او نزيف دموي حاد. في السن المبكر أفضل متى نبدأ بإعطاء هذا التطعيم؟ يبدأ به قبل الزواج من عمر 10 سنوات وذلك للحماية المبكرة قدر الإمكان بحيث يعطى ثلاث حقن على مدار ستة أشهر كما يمكن إعطاء المطعوم بعد الزواج والذى بدوره يعطي مناعة ووقاية ضد الإصابة ويعتبر من الإنجازات المبهرة في مجال مكافحة الأورام السرطانية ولقد قامت مجموعة د.سليمان الحبيب الطبية بتوفير هذا التطعيم الآمن والفعال والذي ليس له أية آثار جانبية . لا توجد آثار جانبية ما هى أنواع التطعيم؟ يوجد نوعين من التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري وكلاهما يقي من الإصابة بسرطان عنق الرحم بالإضافة الى أنه يحتوي أحدهما على نوعين 6-11 المسببين لثآليل تناسلية حميدة والآخر يؤمن حماية جزئية من السرطان الناجم عن الإصابة من فيروس الورم الحليمي 31-45 ، لهذا على الطبيب اختيار نوع اللقاح المناسب لكل سيدة لأن ذلك يختلف بإختلاف العمر أيضاُ كما أنه ثبت علميا عدم وجود اية آثار جانبية لهذه التطعيمات. التطعيم أثبت فاعليته هل هناك دراسات كافية عن فعالية هذا التطعيم؟ نعم ، فلقد أثبتت الدراسات العلمية أن هذا التطعيم فعال جداً ويقي من سرطان عنق الرحم ، ولم يحدث أي إصابة بالنسبة للأشخاص الذين أخذوا هذا التطعيم ، حيث أنه يوفر حماية ضد نوعين من فيروس الورم الحليمي البشري (16-18) المسببين ل 70 % من الحالات. والتطعيم يوفر أيضا حماية ضد النوعين (31-45 ) المسببين ل 10% من الحالات.كما أظهرت الدراسات الحديثة أيضاً أنه يؤمن حماية بنسبة 69% ضد العشرة أنواع الباقية المسببه لسرطان عنق الرحم. يعطي المناعة والوقاية هل يمكن إعطاء التطعيم للمصابين بالفيروس؟ نعم يمكن أن يعطى التطعيم الذي أثبت فاعليتة مناعة ووقاية ضد أكثر من نوع لهذا الفيروس ومن النادر جداً أن تصاب المريضة بأكثر من نوع واحد في نفس الوقت. إشراف طبي في النهاية هل من نصيحة نوجهها لكل السيدات؟ أنصح كل سيدة أخذ هذا التطعيم الآمن والفعال وعمل مسحة عنق الرحم والتى تكشف عن الخلايا ماقبل السرطانية بفترة تكاد تمتد الى عشر سنوات لان ذلك يمثل خطوة مهمة لحماية الملايين من السيدات خاصة وأن العدوى بالفيروس الحلمي HPV لاتسبب أعراضا مرضية واضحة تمكن المصابة من إكتشاف المرض بنفسها وهو ما يحتم إجراء الفحوصات الدورية بشكل منتظم. ويجب على جميع النساء تناول التطعيم ضد سرطان عنق الرحم والتي لابد ان يتم أخذها تحت إشراف طبي مباشر .