«الحياة الفطرية» تطلق 80 كائناً فطريّاً مهدداً بالانقراض في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إصابة جديدة في صفوف المنتخب السعودي قبل لقاء أستراليا    وزير الداخلية يرعى غداً الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.. وتخريج 259 طالباً وطالبة    أمير الجوف يرأس اجتماع اللجنة العليا لدعم ومساندة تنفيذ المشروعات بالمنطقة للربع الثالث 2024    الرئيس الفلسطيني يغادر الرياض    الشارة الخشبية تواصل فعالياتها للكشفيين    وزير البلديات والإسكان يدشن نافذة إبراز الفرص الاستثمارية بأمانة القصيم    مستشفى الرس يعيد قدرة طفل على الحركة    «السعودية للكهرباء» تشارك ضمن وفد المملكة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP29    سجل طبي إلكتروني موحد للمستفيدين في مستشفيات تجمع الشرقية الصحي    رئيسُ وزراء باكستان يزورُ مقرّ رابطة العالَم الإسلامي ويلتقي د.العيسى    شركة عبدالرحمن سعد الراشد تقدم مشروعها (جوهرة خزام 1) لزوار معرض سيتي سكيب العالمي 2024 بالرياض    لماذا ترفض ميلانيا ترمب لقاء زوجة بايدن؟    أمير الشرقية يستقبل أمين عام جمعية البر ورئيس مجلس إدارة جمعية نمو للتوحد    فريق التمريض بمستشفى د. سليمان فقيه يحصل على اعتماد (ماغنت) الأمريكي    وزير الخارجية: حل الدولتين هو السبيل الأوحد لتحقيق حل عادل ودائم    التوقيع على وثيقة الآلية الثلاثية لدعم فلسطين بين منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي    الأستاذ قالب الدلح: فنان تشكيلي يروي حكايا الزمن الجميل بلوحات توثق التراث الجازاني    استقرار أسعار النفط في التعاملات المبكرة    سماء غائمة يتخللها سحب ممطرة على جازان وعسير والباحة ومكة    استشارية: "السكري في العائله" يزيد خطر إصابة الأطفال    قمة الرياض تحذر من خطورة التصعيد بالمنطقة وتوسع رقعة "العدوان" الإسرائيلي    هدف "العمار" يفوز بجائزة الهدف الأجمل في الجولة العاشرة بدوري روشن    الرباعي والمالكي يحتفلان بزواج آلاء ومحمد    1.1 مليار ريال إجمالي دخل تطبيقات نقل الركاب    نيمار: المملكة تملك المقومات لإنجاح تنظيم كأس العالم    الأولمبياد الخاص السعودي يشارك في الاجتماع السنوي للبرامج الصحية الإقليمية في الرباط    تحديد موعد اجتماع مشروع توثيق تاريخ كرة القدم    ولي عهد الكويت يدعو لتكاتف المجتمع الدولي لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية    الرئيس السوري: تحويل المبادئ حول الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان إلى واقع    المملكة تستضيف المؤتمر الإقليمي لشبكة الروابط العائلية للشرق الأدنى والأوسط    رونالدو لا يستطيع تحقيق البطولات لوحده    احذر.. بعد العاشرة ليلاً تحدث الجلطات    5 أمور تخلّصك من الزكام    الموسيقى الهادئة تجنبك استيقاظ منتصف الليل    سمو ولي العهد والرئيس الإيراني يستعرضان تطور العلاقات    الصناعة تصدر 43 ألف «شهادة منشأ» خلال شهر    تحت رعاية سمو ولي العهد.. وزير الحرس الوطني يفتتح القمة العالمية.. السعودية تقود مستقبل التقنية الحيوية في العالم    الداخلية تعزز منظومة الأمن بمركبات كهربائية    جوائز التميز.. عوامل الهدم ومقومات البناء!    علو الكعب    صالة سينما تتحول إلى «حلبة مصارعة للسيدات»    لاعتدائه على حكم.. حبس رئيس ناد تركي لمدة 3 أعوام    الطائرة الإغاثية السعودية ال 22 تصل إلى لبنان    نائب أمير مكة المكرمة يطلع على برامج "الموارد البشرية"    التنمر.. بين مطرقة الألم وسندان المواجهة    وزارة الداخلية تطلق ختماً خاصاً ب «سيتي سكيب»    «مكافحة المخدرات» بجازان تقبض على شخصين لترويجهما 8 كيلوغرامات من الحشيش    مدير الشرطة ومساعد قائد دوريات الأمن وقيادات أمنية بجازان يقدمون العزاء في الرقيب أحمد شماخي    رئيس الحكومة المغربية يشدد على ضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار    الأمر بالمعروف بجازان تفعِّل المحتوي التوعوي "جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة التطرف والإرهاب" بمحافظة بيش    البرهان: السودان قادر على الخروج إلى بر الأمان    اطلع على مشاريع المياه.. الأمير سعود بن نايف يستقبل أعضاء الشورى المعينين حديثاً    مرحلة (التعليم العام) هي مرحلة التربية مع التعليم    أمير الرياض يطلع على جهود الأمر بالمعروف        منسج كسوة الكعبة المشرفة ضمن جناح وجهة "مسار" بمعرض سيتي سكيب العالمي المملكة العربية السعودية    مراسل الأخبار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالرحمن بن عبدالله آل حسين*
سكن العزاب

الحمد لله الذي أنعم علينا بهذا الدين القويم الذي أكمل به الدين وأتم به النعمة على هذه الأمة اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فما من شاردة ولا واردة الا وكان لها في هذا الدين نصيب بما كان به الاسلام مضرب المثل في الشمول والتمام وما حظيت به هذه الأمة المحمدية بهذا الدين من سمو وخيرية كنتم خير أمة أخرجت للناس الآية.
كما أخرس الله بهذه النعمة أفواه الحاسدين والمغرضين وأنطق بها ألسنة المنصفين من غير أهل هذا الدين بما يحمله من ألوية الكرامة والعزة والسؤدد للبشرية ويلوي أيادي أهل السوء ويخبىء أسنة الأذى والضرر بالناس فلا ضرر ولا ضرار والضرر يزال والمشقة تجلب التيسير الى غير ذلك من قواعد الكرامة لهذه الأمة المباركة.
أعود فأقول ان موضوع سكني العزاب بمختلف أصنافهم وتنوع مشاربهم من عمالة وغيرها في الأحياء الآهلة بالسكان وبين مساكن العوائل أمر ذو بال لما يحمله من خطورة تهدد قرار السكنى للمتأهلين وتجعلهم في حيرة غير آمنين وتجلب لهم أسباب الضرر والمشقة الحسية والمعنوية.
ذلك ان مساكن هؤلاء العزاب أفراداً أو جماعات في الغالب لا تخلو من أمور محظورة لغياب الرقيب بينهم مع توفر المادة ووجود الفراغ في أغلب أوقات راحتهم وما يشوب مجالسهم من محاذير شرعية واختلاف الجليس وما قد يشوبها من ساقط القول وسيء الفعل وكل هذه من أسباب جلب الشياطين ومن مسببات نزوع النفس الامارة بالسوء الى كل ما هو سيء واشتياقها الى مزلات الهوى ومغريات الشيطان، فتكون مرعى خصباً لأسباب المفسدة بما يهدد الاستقرار الأمني ويسبب خلخلة في الطمأنينة التي تنعم بها الأحياء وتصبح دور العزاب مصدر خطر ومضرة على مساكن المتأهلين وسببا من أسباب الفتنة ومظنة الاختلاء المحرم وحصول المحظور، وتلك من المضرة التي أمر الاسلام بازالتها ومنع أسبابها حفظاً لحقوق الجوار وحق المسلم على أخيه ودفع المشقة عن الناس, ولكن بعض أصحاب الدور هداهم الله لا يقدرون لحق الجوار قدره ولا لهذا الخطر جسامته ولا لهذه المضرة والمشقة أثرها على الآخرين من المتأهلين فلا يمانع من تأجير العزاب بين العوائل غير مبال بما يترتب عليه من آثار سيئة.
وقد حظي هذا الأمر بالاهتمام منذ بداية الاسلام في المدينة المنورة بعد مقدم المهاجرين الى المدينة فكان بعض الصحابة يسكنون الصفة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بانشائها وجعل لها مدخلا من مسجده عليه الصلاة والسلام ليأوى اليها الصحابة ويتعلمون العلم وينهلون من هذا الدين وكان العزاب منهم أيضاً ينزلون في دار معروفة قريبة من المسجد، والى هذا أشار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الاستقامة ج 1 ص 361 يقول رحمه الله في حديثه عن الآداب الشرعية: وكذلك لما قدم المهاجرون المدينة كان العزاب ينزلون دارا معروفة لهم متميزة عن دور المتأهلين فلا ينزل العزاب بين المتأهلين وهذا كله لأن اختلاط أحد الصنفين أي الرجال والنساء غير المحرم بالآخر سبب الفتنة.
فالرجال اذا اختلطوا بالنساء كان بمنزلة اختلاط النار بالحطب، وكذلك العزب بين الآهلين فيه فتنة لعدم ما يمنعه، فان الفتنة تكون لوجود المقتضى وعدم المانع انتهي ما ذكره رحمه الله في هذه المسألة من هذا الباب.
ولا ريب فان وجود دور العزاب بين العوائل فيه من المخاطر ما الله به عليم وقد أثبتت جهود الجهات المختصة ان كثيراً من القضايا الأمنية تحصل من هذا الجانب وازدياد شكاوى سكان الأحياء والمتأهلين من سكنى العزاب بينهم وما يلحقهم من ذلك من ضرر ومشقة أقلها مضايقتهم في أثناء دخولهم الى مساكنهم وخروجهم منها وكشف محارمهم وهذا غيض من فيض والمخاطر من ذلك لا تحصى.
وقد عالجت التعليمات المرعية هذا الجانب الا ان القصور يحصل من المواطن نفسه سواء كان من أصحاب الدور التي يقومون بتأجير العزاب فيها بين العوائل أو من أصحاب دور العقار في حرصهم على تلبية رغبة المؤجر تاركين تبعتها على غيرهم وايماء لما أشار اليه شيخ الاسلام رحمه الله ولما يشتمل عليه هذا الحرص من مخاطر عظيمة واضرار بالناس فانه من المناسب طرح بعض الحلول المناسبة لحل المشكلة لعل منها.
أولاً: ان يقتصر تأجير العزاب على المساكن التي تقع على الشوارع العامة والمساكن البعيدة عن الأحياء على ان تحدد مداخلها ويزال أي ضرر على المجاورين قبل تأجير العزاب.
ثانياً: يمنع منعاً باتاً تأجير العزاب في المساكن التي يسكن فيها العوائل والعكس.
ثالثاً: التأكيد على مكاتب العقار بعدم تأجير العزاب في المساكن الواقعة بين الأحياء، وكذلك منع تأجير العزاب في المساكن التي يسكن فيها عوائل أو العكس, وأن ينص ذلك بعبارة واضحة وصريحة في عقد الايجار.
رابعاً: ضرورة التأكد من حال المستأجر عند تأجيره في مساكن بين الأحياء تفادياً لأساليب التغرير والتحايل من العزاب.
خامساً: أن تكون عملية التأجير تحت علم ومتابعة الجهات المختصة لمعرفة ما يدور في هذه المساكن ومعالجة أية مخالفات في حينه لتوفر المعلومات عن المستأجر.
سادساً: يفضل ان تطلى البيوت والمساكن المخصصة للعزاب بدهان موحد لمعرفتها وتسهيلاً على الجهات المختصة عند متابعتها ومما يقوي هذا المقترح ما أشار اليه شيخ الاسلام آنف الذكر بقوله كان العزاب ينزلون داراً معروفة لهم متميزة عن دور المتأهلين , وطلاء هذه الدور بدهان موحد متميز عن غيرها لا شك انه يميزها عن غيرها.
وأخيراً فان الأمر جد خطير مؤملاً ان يحظى هذا الموضوع بعناية من يعنيهم الأمر والمصلحة العامة للمجتمع تقضي بالمسارعة في علاج هذه المشكلة باخلاء المساكن في الأحياء التي يسكنها العزاب، ومراعاة الضوابط المذكورة وغيرها مما تقضي المصلحة أخذها في الاعتبار في ذلك, , هذا ما تيسر ذكره في هذا الموضوع والله ولي التوفيق, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.