قال معالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور بندر محمد حمزة حجار: إن الأول من برج الميزان الموافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام ليس يوماً عادياً، بل هو يوم خلده التاريخ بأحرف من ذهب للقائد الملهم مؤسس هذا الكيان الكبير الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي سطر ملحمة تاريخية على أرض الجزيرة العربية امتدت لأكثر من عشرين عاماً وحد بها البلاد وأسس دولة عصرية قامت على راية التوحيد تحكم شرع الله وتستلهم منه نظمها وقوانينها. وأشار إلى أن اليوم الوطني الذي يحل علينا هذا العام في ذكراه الثمانين هو مناسبة للتوقف مع سيرة المؤسس الملك عبدالعزيز؛ لنستلهم العبر والدروس من سيرة هذا القائد الفذ الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته، وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله - جل وعلا -، أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد منطلقاته وثوابته، ويجعل من المملكة العربية السعودية مثالاً يحتذى في وحدتها السياسية وقدرتها على تخطي كل المعوقات من أجل النهوض والأخذ بأسباب الحضارة والمعاصرة وإدراك خطوات التنمية، معتمداً - طيب الله ثراه - في المقام الأول على بناء الإنسان كمرتكز تقوم عليه الحركة التنموية، وها هي الأجيال المتعاقبة تجني ثمار غرسه وتشهد التحولات الكبرى والتطور المستمر في شتى الجوانب. وقال: من الطبيعي أن يحتل الراحل المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - هذه المكانة السامية والمنزلة الرفيعة التي يسجلها التاريخ بأحرف من نور؛ لأنه حكم بشرع الله وأقام العدل وبدد الظلام. وبيّن أن المملكة العربية السعودية شهدت بعد انتهاء ملحمة التوحيد مرحلة البناء والتأسيس في عهد الملك عبدالعزيز، ثم تابع أبناؤه البررة من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمهم الله جميعاً - مراحل النمو والتطوير لمختلف المجالات في المملكة عبر الخطط التنموية المتتابعة التي ترمي إلى الرقي بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة، وتحقيق الرخاء والرفاهية للمواطنين، وتوفير الأمن والاستقرار لهم في كافة ربوع هذا الوطن الغالي. ونحن نعيش هذه الأيام الذكرى الثمانين لليوم الوطني المجيد نسجل اعتزازنا وفخرنا لما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من مكانة رائدة ومرموقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث أصبح لها وزنها وثقلها السياسي والاقتصادي، وبات صوتها مسموعاً في مختلف المحافل الدولية بفضل من الله ثم بالجهود المخلصة التي بذلها ويبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - حيث اضطلع بمهام كبيرة في بناء الوطن ترجمت أفقه القيادي. والقيادات التاريخية هي مَن تصنع لأمتها مجدها وعزتها وتتجلى معطياتها ومواقفها في الإنجازات العظيمة والقرارات المصيرية التي تعزز مكانة شعوبها وأمتها، وقال: خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - من أبرز هذه القيادات المرموقة عالمياً، والتي حققت إنجازات لبلادها ولأمتها وللعالم أجمع، وسيسجل التاريخ بمداد من نور الإنجازات التي حققها والمواقف الرائدة التي يتبناها كما هو واضح على الصعيد العملي في المنجزات الداخلية والمواقف الرائدة على الصعيد الخارجي. فقد كان - حفظه الله - يسابق الزمن بإصلاحاته الرائدة، ويعمل على تحقيق التطلعات التي لم تكن تدور في خلد كثير من المتطلعين إلى الإصلاحات الفورية والمشروعات الحيوية؛ فكان عهده - حفظه الله - ظاهرة جديدة في منعطفات هذا الوطن الكبير مفعمة بالتطور الكبير المتسارع في مختلف المجالات، والتي تجسد إحساس القائد بمكانة وطنه وأمته، وما يجب أن تكون عليه الأمة من رفعة، وما ينبغي أن يكون عليه هذا الوطن من تقدم ورقي ويرتفع ببلاده إلى مصاف البلدان المتقدمة. إن وطناً بهذا التاريخ المجيد، وبمكانته الدينية، وبهذه المنجزات التي بوأته مركزاً عالياً في المجتمع الدولي يستوجب على مواطنيه والمقيمين على ثراه الطيب الحفاظ على أمنه واستقراره، كما يوجب على المواطنين تقدير الجهود التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتنمية البلاد وتطويرها في مختلف المجالات والرقي بها إلى مصاف الأمم المتقدمة، بالإسهام في عجلة التنمية، والحفاظ على مقدرات الوطن ومكتسباته.