أكد معالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد بن أمين الجفري أن الأول من برج الميزان الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام ليس يوماً عادياً، بل هو يوم خلده التاريخ بأحرف من ذهب للقائد الملهم مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- الذي سطر ملحمة تاريخية على أرض الجزيرة العربية امتدت لأكثر من عشرين عاماً وحد بها البلاد وأسس دولة عصرية قامت على راية التوحيد تحكم شرع الله وتستلهم منه نظمها وقوانينها. وقال معاليه في تصريح بهذه المناسبة: إن اليوم الوطني الذي يحل علينا هذا العام في ذكراه السادسة والثمانين هو مناسبة للتوقف عند سيرة المؤسس الملك عبدالعزيز, نستلهم العبر والدروس من سيرة هذا القائد الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته، وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله -جل وعلا- أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد منطلقاته وثوابته، ويجعل من المملكة العربية السعودية مثالاً يحتذى في وحدتها السياسية وقدرتها على تخطي كل المعوقات والنهوض والأخذ بأسباب الحضارة وإدراك خطوات التنمية معتمداً -طيب الله ثراه- في المقام الأول على بناء الإنسان كمرتكز تقوم عليه الحركة التنموية، وها هي الأجيال المتعاقبة تجني ثمار غرسه وتشهد التحولات الكبرى والتطور المستمر في شتى الجوانب. وأضاف: إن المملكة شهدت بعد انتهاء ملحمة التوحيد مرحلة البناء والتأسيس في عهد الملك عبدالعزيز، ثم تابع أبناؤه البررة من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله -رحمهم الله جميعاً- مراحل النمو والتطوير لمختلف المجالات في المملكة عبر الخطط التنموية المتابعة التي ترمي إلى الرقي بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة، وتحقيق الرخاء والرفاهية للمواطنين، وتوفير الأمن والاستقرار لهم في كافة ربوع هذا الوطن الغالي. وسجل معالي الدكتور محمد الجفري اعتزازه وفخره لما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من مكانة رائدة ومرموقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث أصبح لها وزنها وثقلها السياسي والاقتصادي، وبات صوتها مسموعاً في مختلف المحافل الدولية بفضل من الله ثم بالجهود المخلصة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- حيث اضطلع بمهام كبيرة في بناء الوطن ترجمت أفقه القيادي. وزاد يقول: إن القيادات التاريخية هي من يصنع لأمتها مجدها وعزتها وتتجلى معطياتها ومواقفها في الإنجازات العظيمة والقرارات المصيرية التي تعزز مكانة شعوبها وأمتها، وخادم الحرمين الشريفين -أيده الله- من أبرز هذه القيادات المرموقة عالميًا بفكره النيِّر, وذكائه السياسي وشخصيته القيادية التي تتميز بالحزم والعزم في القيادة, والرؤية الحكيمة في اتخاذ القرارات التي بوأت للمملكة مركزاً قيادياً أمنياً وسياسياً في المنطقة, ودوراً محورياً على المستوى الدولي. ولفت معالي نائب رئيس مجلس الشورى إلى تميز العهد الزاهر لحكم الملك المفدى بالنقلة النوعية والتطور السريع في التنمية الإدارية بإصلاحاته الرائدة، فكان عهده -حفظه الله- ظاهرة جديدة في منعطفات هذا الوطن الكبير مفعمة بالتطور الكبير في المنظومة الإدارية واختصار البيروقراطية في اتخاذ القرارات ومتابعة تنفيذها، مما يجسد إحساس القائد بمكانة وطنه وأمته، وما يجب أن تكون عليه الأمة من رفعة وما ينبغي أن يكون عليه هذا الوطن من تقدم ورقي ويرتفع إلى مصاف البلدان المتقدمة. وأشار على وجه الخصوص إلى رؤية المملكة 2030 التي رسمها مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع, تلك الرؤية الشاملة التي تم التخطيط السليم لها وفق الرؤى السديدة للقيادة الحكيمة, التي تحرص على تعزيز مكانة المملكة على خارطة الاقتصاد العالمي, وتنويع مصادر الدخل الوطني, بدلاً من الاعتماد على النفط كمورد رئيسي, وتتحدى جميع الظروف التي تترتب على انخفاض عوائده, مؤكدًا أننا مثلما بنى وأسس الملك عبدالعزيز هذه البلاد قبل البترول فإن المملكة وبموقعها الإستراتيجي وعمقها العربي والإسلامي تملك من المقومات والثروات المادية ما يفوق عوائد البترول, وأهمها مواطنوها الذين هم رأس مالها فهم أبناء وأحفاد بلاد الحرمين الشريفين, الذي تقوم على سواعدهم التنمية فهم أساسها وهدفها. وأكد أن وطناُ بهذا التاريخ المجيد، وبمكانته الدينية، وبهذه المنجزات التي بوأته مركزًا عاليًا في المجتمع الدولي يستوجب على مواطنيه والمقيمين على ثراه الطيب الحفاظ على أمنه واستقراره، كما يوجب على المواطنين تقدير الجهود التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتنمية البلاد وتطويرها في مختلف المجالات والرقي بها إلى مصاف الأمم المتقدمة، بالإسهام في عجلة التنمية، والحفاظ على مقدرات الوطن ومكتسباته. ورفع الدكتور الجفري بهذه المناسبة أسمى آيات التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله-، سائلاً الله تعالى أن يمدهم بعونه وتوفيقه, وأن يسدد خطواتهم المباركة, ويديم على هذه البلاد وشعبها الأمن والأمان, والرخاء والازدهار.