اليوم الوطني هو أهم أيام الوطن على الإطلاق لأنه محور تاريخه الأشم الشامخ إلى عنان السماء بلا منازع له من الأيام ويعني تأسيس المملكة العربية السعودية موحدة في أراضيها وأبنائها تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله على يد موحدها ومؤسسها البطل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه وجزاه عن أبناء الوطن الكريم من كل جيل خير الجزاء الذي أرسى دعائم هذه الوحدة بالعدل والكفاح والصبر والعزيمة الصادقة والهمة التي يعيش الجميع تحت قطاف ثمارها وظلها بعد ظل الله سبحانه وتعالى، شعب عزيز وكريم واحد في لحمة وطنية مشرفة، وأرض عزيزة طاهرة أبية يحكمها أبناء المؤسس على نهجه الإسلامي القويم أطال الله عمرهم وأدام عزهم. وقد كان للشعر الشعبي دور جلي في توثيق توحيد الوطن متمثلاً ذلك بشعراء الملك عبدالعزيز الذين خلد لهم التاريخ الغالي للوطن الأبي - أهازيج الحرب أو شعر العرضة- قال الشاعر محمد العوني في مدح الملك عبدالعزيز يوم وقعة البكيرية: مني عليكم ياهل العوجا سلام وأختص أبو تركي عما عين الحريب يا شيخ باح الصبر من طول المقام يا حامي الوندات يا ريف الغريب اضرب على الكايد ولا تسمع كلام العز بالقلطات والرأي الصليب لو إن طعت الشور يالحر القطام ما كان حشت الدار وأشقيت الحريب إكرم هل العوجا مقابيس الظلام هم درعك الضافي إلى بار الصحيب عينك إلى سهرت يعافون المنام غشٍ لغيرك وإنت لك مثل الحليب لي عسكر البارود واحمر القتام وتلافحت بأذيالها شهب السبيب والله ما يجلي عن الكبد الملام إلا الموارت يوم يأتي له نحيب ومصقّلات كنها نوض الغمام بحدودها نفرق حبيبٍ من حبيب اجونا وجيناهم كما دولة نظام يوم (البكيرية) وخبرك بالشعيب يا كاسب الطولات طير الجو حام والذيب جر الصوت يدعي كل ذيب أبطا عليه القوت واحلولا الطعام يبغي طريه مل من كثر الغبيب تم الجواب اللي نظته والكلام غرايبٍ يطرب لها القلب اللبيب أما الشاعر فهيد بن دحيّم من أعيان أهل الرياض وممن عاش ومات في الجندية تحت راية الجهاد مع الملك عبدالعزيز رحمه الله في بعض غزواته وجهاده ثم مع الملك سعود وكان وجهاً من وجوه أهل العارض البارزة، وقد غاب مرة مريضاً ففقده الملك عبدالعزيز فقال ائتوني به ولو محمولاً فجاء يغالب مرضه وهز سيفه وأنشد: نجد شامت لابو تركي وأخذها شيخنا وأخمرت عُشّاقها عقب لطم خشومها فأهتز الملك عبدالعزيز لها وتناول سيفه وجعل يتثنى بين جنده مفتخراً مزهواً وزاد الجند حماسه وعرامة واستجابة وفداء.(1) نجد شامت لابو تركي واخذها شيخنا وأخمرت عشّاقها عقب لطم خشومها لي بكت نجد العذيه تهل دموعنا بالهنادي قاصرينٍ شوارب قومها حن هل العادات ومخضّبين سيوفنا والطيور الحايمه جادعين لحومها صعبة افعالنا لي بغاها غيرنا وكلمة التوحيد حنا عمار رسومها حن هل العوجاء نهار الملاقى عيدنا والجزيرة كلها شيخنا زيزومها لابتي عوج المراكيض هذا سوقنا بيعوا الأرواح في الهوش بأول سومها في تواريخ العرب راسمين علومنا وعادة الدنيا تزول وتدوم علومها كذلك الشاعر عبدالله بن محمد الصبي (مبيلش) من شقراء شاعر مبدع وحربياته جزلة جيدة، وهو من جند راية الملك عبدالعزيز ومن فرسانه المعروفين حضر كثيراً من المعارك في عهده وأسهم بحربياته في غزواته وجل هذه الحربيات قالها في الملك عبدالعزيز وفي معاركه في سبيل توحيد الوطن: نجد مطلبها على غير أبو تركي صعيب يا محاول حلها دونها قطع الرقاب دونها خزام خشم الصعب سقم الحريب درقة التوحيد والدار عن هضم الجناب شيخنا في ذروة المجد له بيتٍ عريب الشرف ساسه ورأسه على حد السحاب يا الله إنك ما تردِّي لابو تركي نصيب يا عزيز الشان عزّه: عساها تستجاب جعل من هو كارهٍ عز أبو تركي يخيب خيبة ياقف مداها على قصف الشباب جمعنا له في ضحى الكون مضرابٍ عطيب في سيوف الهند ومشوّكٍ عطب الصواب نيتّم العيله ونفرق حبيبٍ من حبيب نرد حوض الموت ورد الظوامي للشراب إنشد الحاضر يعلّمك كانك مستريب لين تقضب رأس علمي وصدّق بالجواب كن صفق سيوفنا والنمش صفق الرطيب في غوارب عسكرٍ ساقها الله للذهاب دوك طرح الزِّلم في حد حزمٍ من شعيب ساقه الله ثم سقناه باسواط العذاب يا غريس طويق شرِّع ترى المرتع خصيب تو ما هب الهوى لك وطاب لك الشراب وكذلك الأمير خالد بن أحمد السديري وهو ركن في دولة الملك عبدالعزيز وابنه سعود وابنه فيصل قائد جيوش وسرايا وأمير مقاطعات - وزير عرف بإخلاصه وتفانيه في سبيل قيام هذا الكيان والحفاظ عليه وهو من أسرة شريفة ومن مقام كريم: قال من هو تمثَّل في كلامه كلمة الحق هي خير الدلايل ذروة المجد في حجر اليمامه لابه عزها من عصر وايل مركز الطيب هم ذروة سنامه فعلهم بين كل الناس طايل هم المجد عنوان الشهامه بالملاقى يروون السلايل بيرق النصر حطوا له علامه رايةٍ ظللت كل القبايل دار عدوانهم صارت هدامه عزهم راح مثل الفي زايل وضدهم راح ما حصل مرامه ذاق من نسل عدنان الغلايل هيه ياللي مثل خشف العدامه أريش العين يا ضافي الجدايل لا تعشقين من ترَّك مقامه يوم شاف المشوّك له شعايل صار قلبه مثل قلب النعامه ارتجف يوم شاف الدم سايل ترك المرجلة يبغي السلامه صد عن درب ماضين الفعايل ومسك ختام الحديث باعتزاز عن شعراء الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- نشير إلى صوت العارض المجلجل شاعر المحافل الوطنية الكبير عبدالرحمن بن سعد الصفيان الذي هو أكبر من التعريف به: سلام يا حرٍ على العالم ظهر لي طار تاقع له جميع أحرارها من ماكره حرٍ تنهض واشتهر ثم اصطفق في نجد وأمّن دارها عبدالعزيز اللي على العوجاء ظهر بالدين والدنيا وذبح أشرارها واطلق هجار السيف لا تدري الخطر وبشية المولى تحكم أقطارها وإضرب بنا يا شيخنا جمع الخطر سور البريمي لا تجيه أخطارها ربعي هل العوجاء مثورة القهر من زاعمه تسقيه كاس أمرارها ليغاب غايبهم يسد اللي حضر يا جاهل فيهم تجيك أخبارها كم ديرةٍ من ضربهم رزة نشر تبي السلامة قبل هدم جدارها كم شيخ قومٍ راح ما جاله خبر البيض من عقبه تهل عبارها (1) كتاب (شعر الحربيات أو العرضة): عبدالله بن خميس.