إن اليوم المصادف ليوم الخميس الموافق 1414?-10-1431ه يعتبر نقطة تحول في تاريخ العرب لأن فيه ذكرى توحيد المملكة كدولة حديثة قوية وهذا التوحيد يعتبر بحق أهم وحدة اندماجية تمت في تاريخ العرب الحديث كما أن هذه المناسبة العظيمة تذكرنا بمؤسس كيان المملكة العربية السعودية المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي استطاع أن يؤسس هذه الدولة ويوحد كلمتها لتكون تحت راية واحدة تحكم بشريعة الله تسير وفق منهج محدد ورؤية واضحة وشاملة وهاهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يكمل على نهجه مشوار التطور التنموي الذي تشهده مملكتنا الحبيبة في كافة المجالات التنموية فما حققته هذه البلاد في المجال الاقتصادي والتعليمي والأمني أمر يصعب وصفه ويجل حصره حتى أصبحت مضرب الأمثال في محيطها الإقليمي في الاستقرار والرخاء والتنمية، إننا إذ نحتفل هذه الأيام بذكرى يومنا الوطني فإننا نحاول أن نستحضر كل القيم والمفاهيم والتضحيات والجهود المضنية التي صاحبت بناء هذا الكيان العملاق، لنعبر عما تكنه صدورنا من محبة وتقدير لهذه الأرض المباركة، ولمن كان لهم الفضل بعد الله تعالى فيما تنعم به بلادنا من رفاهية واستقرار، فمن نعم الله على هذه البلاد الطاهرة أن اختصها بقادة في سمو مكانتها وخصوصيتها. إن علينا جميعا مواطنين لهذا البلد الأمين أن نكون العين الساهرة التي تحرص وتهتم به فنحن حملنا جميعا أمانة حملها من قبلنا الرسل فعلينا أن نؤديها على الوجه الذي يرضي الله عز وجل ثم يرضي ولاة أمرنا بالعمل على محاربة الفكر الضال وكل من يسيء للوطن وندعو للمحبة والبناء فالتخريب والتدمير لا مكان له بيننا لأن الوطن قدم لنا الكثير ومع هذا مهما قدمنا فلن نستطيع أن نرد ولو جزء مما قدمه لنا الوطن فالمواطن يحمل على عاتقه الكثير منها الإخلاص بالسمع والطاعة والبعد عن كل ما يثير الفتن إلى جانب ذلك أن نكون القدوة الحسنة للغير ببث الوعي الثقافي والأمني لأبنائنا ليكونوا في المستقبل من حماة هذا الوطن وليستطيعوا أن يكملوا مسيرة آبائهم في الحفاظ على ممتلكات الوطن والحفاظ على أمنه والذود عن مقدراته إن الخطة الفاصلة بين معركة التكوين وبين معركة البناء خطة حاسمة وهامة ومن ثم كانت هناك لحظة تاريخية نتذكرها لا لنفرح ونسعد فقط وإنما لنثمن الجهد المبذول في إبراز هذا الكيان الحضاري. كما يسرني ويشرفني في هذه المناسبة أن أرفع أسمى آيات التهنئة والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وإلى كافة أفراد الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل. وفي الختام ندعو الله أن يحفظ دينه وعباده وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق وأن يوحد صفوفهم ويعلي كلمته ويذهب أسباب الفرقة فيما بينهم.