(حنّا العرب يا حضرة الأستاذ، وخيّط بشوحطه الأرض عن أي عرب تتحدث يا أستاذ؟ لقد حاولت طويلا أن أجمع كلمتهم ولم أجد منهم إلا الصدود والمخادعة والتنصل من الالتزامات، وكذلك الإنجليز ها هم يطوقون مملكتي بكيانات تريد محاصرتي أكثر). هكذا قال الموحد العظيم والمؤسس الفذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه بعد أن وحد هذه الجزيرة الغالية تحت علمها الأخضر الخفاق والمضيء بأروع عبارتين ينطقهما مخلوق (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) وهكذا حاول كما قال لأمين الريحاني بعد أن زار الريحاني كل ملوك العرب - آنذاك - حاملاً حلمه البعيد (بالوحدة العربية) أي أن أمين الريحاني وهو الشاهد الحي لفترة انتهاء الحكم العثماني والتسابق الأوروبي إلى الشرق لم يلمس هذا الحماس الحقيقي لقيام الوحدة إلا لدى الموحد العظيم، وفوق هذا وذاك يطلع على العرب كل يوم بعد ذاك (ضويبط) صغير يقفز من ظهر الدبابة إلى ظهر الكرسي ليتحدث عن (وحدة مزعومة) سيحققها هو، وقد ابتلي العرب بدعاة الوحدة من هذا النمط إلى أن أوصلوهم إلى أسفل سافلين بين الشعوب والأمم، لأنهم سرقوا مقدرات بلادهم وأبادوا شعوبهم وحكموا بالحديد والنار وصار كل واحد منهم ولوحده هو الوحدة فقط (لا غير!!) لهذا نحمد الله كثيراً في هذا الوطن العزيز أن قيض الله له عبدالعزيز الذي لم يمتط دبابة قط بل كان يمتطي مجرد ذلول ضامر استطاع بواسطتها وبمعية رجال الوطن المخلصين أن يحقق أروع وحدة في التاريخ لم يحققها نابليون ولاغريبالدي ولا سيمون بولي فار ولا جمال عبدالناصر، ولا تشي غيفارا أيضا، بالرغم من أن عبدالعزيز لم يكن يملك الدعاية والإعلام اللهم إلا جريدة واحدة بالكاد تغطي أخبار الحجاز آنذاك وليس لها قدرة التوزيع خارج الوطن ونعني بذلك (أم القرى). أما الفرق الواضح بين عبدالعزيز وأولئك الوحدويين أن أولئك أفقروا بلادهم وعبدالعزيز أغنى بلاده، لذلك يحق لنا اليوم أن نحتفل بيوم الوطن ومؤسس هذا الوطن العظيم.