فاصلة: ((ليس ثمة شتاء بلا ثلج، ولا ربيع بلا شمس، ولا فرح دون أن يشاطر)) - حكمة عالمية - لماذا لا نبتسم إلاّ بصعوبة مع أننا كأطفال ابتسمنا منذ الشهر الثاني من عمرنا بتلقائية!! لماذا نكبر فتصعب علينا الابتسامة!! في البيت لا تشيع الابتسامة بين أفراد الأسرة ويستيقظ الأطفال وكأنهم استفاقوا من حلم مرعب، وفي الطريق لا يمكن أن يبتسم لك أي شخص دون سابق معرفة، وإن ابتسمت له سينظر إليك باستغراب، وإذا دخلت مستشفى وجدت الممرضين والممرضات عابسين وربما الأطباء، وفي السوبر ماركت الذي يحاسبك ويأخذ نقودك أيضاً عابس. بماذا يفكر كل هؤلاء العابسون!! الابتسامة هي فعل إرادة، لذلك أتساءل بماذا يفكر أولئك العابسون الذين حتى وإن بادرتهم بالابتسام فإنهم لا يستجيبون وتعجز إرادتهم عن ابتسامة لا تكلفهم أي عناء!! علمياً أثبت الطبيب الأميركي «وليم فرابي» أنّ الجانب الأيمن من المخ يحتوي على الأحاسيس والانفعالات التي تساعد الشخص على الابتسام والضحك، والذين لا يبتسمون ولا يضحكون ربما لديهم خلل في بعض الخلايا، فالابتسامة تسمح لآلاف الخلايا الدماغية أن تتحرّر وتتحرك وتنتعش وتسمح للشبكة العصبية المسئولة عن أوامر ضخ الدم من القلب إلى الشعيرات الدموية في الوجنتين أن تنشط. (وليم ستينهارت) أحد أشهر رجال البورصة في تاريخ بورصة نيويورك، قد كتب في مذكراته التي نشرت أخيراً، أنّ سر نجاحه في الحياة يعود إلى الابتسامة المشرقة، وأنه قبل نجاحه كان عابس الوجه قليل الابتسام. وإذا عشت في أمريكا أو بريطانيا فستفاجأ أنّ الجميع مبتسمون في وجهك، والموظف الذي يحسب قيمة المشتروات يبادرك بالابتسام والتحية، بينما نحن لا نبادر بالتحية إلاّ من نعرف وأحياناً من يشبهوننا فقط في الآراء والرؤى.. كيف تكوّنت لدينا ثقافة عدم الابتسام في مجتمع مسلم يدعوه للابتسام ويعتبره صدقة؟ يقول بعض خبراء علم النفس، إنك إذا لم تضحك لنكتة بعد أن ضحك منها الآخرون، فلا بد أن تراجع الطبيب النفسي، لأنّ خلايا الضحك والسرور التي تستقر في النصف الأيمن من الدماغ يكون قد تلفت أو تبلّدت عن الاستجابة. هل أصابت خلايا مخنا تلف أم أنها مجرّد أفكار علينا أن نتخلص منها لنبتسم في سلام. [email protected]