إذا ذكرت الرياض.. ذكر سلمانها.. وإن ذكر التاريخ ..حضر فارسه.. وإن هاج في النفس شوقها لإنسانيتها خطر على البال الأمير الإنسان سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه. على هذه السطور سأجود بالقليل جدا مما عرفت وسمعت ولمست من هذا الوالد الإنسان سليل المجد.. وربيب تاريخ المملكة وابن عبدالعزيز الملك المؤسس الذي شابهه فما ظلم. تطوعت قبل ما يزيد على ستة أعوام في «جمعية إنسان «لأدرك تماما المعاني السامية والكفالة النبيلة للأيتام والجهد الراقي الذي تقدمه مثل هذه الجمعية بفروعها لليتيم الذي وجد الدفء والعناية والحياة في جنباتها وبفضلها فكفلت له حق الحياة الكريمة وإن أشرنا إلى علاقة صاحب السمو الملكي سلمان بن عبدالعزيز بهذه الجمعية لعرفنا أنها تتشرف برئاسته لها. وإن تحدثت عن الدارة ولا أقصد بها هنا الأرض الواسعة بين جبال بل أقصد دارة الملك عبدالعزيز وهي هيئة علمية مستقلة يدير شؤونها مجلس إدارة مميز لوجدنا أيضا أن الذي يرأس هذا المجلس هو صاحب السمو أمير التاريخ سلمان بن عبدالعزيز، ولا يخفى على أحد الدور الذي تقوم به الدارة من خدمة لتاريخ المملكة العربية السعودية والبلاد العربية والإسلامية وجغرافيتها وآدابها وتراثها بالإضافة لمشاريع كبيرة من مهامها توثيق المصادر التاريخية الوطنية وخدمة تاريخ المملكة من خلال أعلامها وشخصياتها القيادية في المجتمع وأبرز الأحداث التاريخية وهذا ليس بغريب أن يولي أمير الرياض عنايته وجهده لمثل هذا المشروع الوطني العربي الإسلامي الكبير حتى إن معالي د. فهد السماري في إحدى حلقاتي معه التي بثتها القناة الأولى قال إن سموه يشرف على كل صغيرة وكبيرة ولا توزع مجلة الدارة إلا إذا اطلع عليها سموه وصحح ما يرد فيها إن وجد من الأخطاء التي كانت سهواً. ولأن التاريخ العربي الإسلامي منبعه الجزيرة العربية التي تشغل المملكة الجزء الكبير من مساحتها فإن أمير الرياض هو أمير المؤرخين الذي اعتنى بتاريخها وكرم رواده وقد تشرفت باسمه جائزة ومنحة الأمير سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية تشجيعا وتقديرا من سموه للمهتمين بدراسات تاريخها. وإن أميرا بمثل هذه الصفات وهذه العناية بالعلم وأهله وبالتاريخ ورواده ليس غريبا عنه الثقافة الواسعة التي يتمتع بها وقد سمعت منه وضيوف المملكة على معرض الكتاب الدولي للكتاب هذا العام خلال لقائه بنا قراءاته للمستشرقين وحججه عليهم ولمست هذه الروح العالية التي تحمل هذا الحس العروبي الوطني. هو الأمير الذي رفع عماد التاريخ وأعلى صروح الثقافة وبنى حضارة عاصمة المجد.. الأمير الإنسان سلمان بن عبدالعزيز رفيق ولي العهد سلطان الخير خلال رحلة العلاج الذي هو الآن برفقة أرواحنا وقلوبنا وألسنتنا التي تلهج بالدعاء له بطول العمر وللخالق أن سلمه وعافاه. السطور أقل بكثير من أن توفيه حقه أو تخبر بما خفي وظهر منه وعنه.. أعاده الله سالما لبلاده وأحبته. للقصيبي: في غيابك.. من يسقي شجرة القلب!! [email protected]