أكد الباكستانيون شعباً وحكومة ثقتهم أن المملكة العربية السعودية رائدة العالم الإسلامي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ستقف لجانبهم وتكون سنداً لهم كما هي دائماً لكل منكوب ومحتاج في العالم الإسلامي بل والعالم أجمع انطلاقاً من مبادئها الإسلامية النبيلة الكريمة داعين الله تعالى أن يحفظها ويديم عليها نعمه. وكانت المملكة قد قالت بأنها لن تدخر جهداً في دعم جمهورية باكستان الإسلامية لمواجهة الأضرار التي لحقت بها جراء الفيضانات، مشيرة إلى أن مبادرات خادم الحرمين الشريفين وسرعة توجيهاته بإرسال مستشفيين ميدانيين وفريق إنقاذ سعودي من الدفاع المدني وحرس الحدود إلى جمهورية باكستان لتقديم الخدمات العلاجية والإسهام في إنقاذ المحتجزين والمحاصرين والمتضررين، إضافة إلى توجيهه -أيده الله- بتسيير الجسر الجوي وإقامة الحملة الشعبية الشاملة لمؤازرة الشعب الباكستاني المتضرر.. وهذه كلها تجسد اهتمامه -أيده الله- ووقوفه مع الشعوب الإسلامية في وقت أزماتها، وعبرت المملكة لما أبدته الشقيقة باكستان حكومة وشعباً من شكر للمملكة، كما أعربت عن الشكر والتقدير لما وجدته حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الباكستاني من تجاوب من أبناء الوطن إسهاماً في مساعدة إخوانهم المتضررين هناك. وكان ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- قد أصدر توجيهات بإرسال مستشفيين ميدانيين على وجه السرعة إلى جمهورية باكستان الإسلامية الشقيقة لتقديم الخدمات العلاجية والإنسانية للمتضررين من السيول والفيضانات في بعض المناطق الباكستانية. وقال وزير الصحة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة إن المستشفيين سيزودان بفرق طبية متكاملة عالية التأهيل ومجهزة بأحدث التقنيات الطبية وما يتعلق بها من أدوية وإمدادات ومستلزمات طبية وكافة التجهيزات لتقديم أفضل رعاية صحية في مثل هذه الحالات الطارئة في المناطق المنكوبة.. كما كانت المملكة قد أكدت في كلمة أمام الجلسة الخاصة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة للنظر في الوضع الإنساني الناجم عن الفيضانات في الباكستان أنها لن تدخر جهداً في دعم شقيقتها جمهورية باكستان الإسلامية لمواجهة الأضرار التي لحقت ببعض مناطقها جراء فيضانات السيول.. وقال الوزير المفوض في وفد المملكة بالأممالمتحدة عمر العييدي في كلمته: لقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- فور تلقيه الخبر بإرسال الإغاثات العاجلة للشعب الباكستاني الشقيق، وبتشكيل أسطول جوي بين المملكة وباكستان بلغ حتى الآن 22 طائرة إغاثة تحمل مواد غذائية وبطانيات ومولدات كهربائية، وخيماً، ومياهاً صالحة للشرب، ومواد طبية وفرقاً من الأطباء والممرضين، لتخفيف المعاناة عن الشعب الباكستاني الشقيق. وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين وجه كذلك بإطلاق حملة شعبية لمؤازرة الشعب الباكستاني الشقيق وبادر الشعب السعودي كافة بتقديم مساعدات تجاوزت في مجملها حتى الآن (106) ملايين دولار أمريكي إضافة إلى المساعدات العينية الممثلة بحمولة الطائرات تبلغ قيمتها أكثر من 70 مليون دولار أمريكي. وقال إنه من ناحية أخرى وفي إطار تقديم المساعدات وجهت المملكة وبالتنسيق مع منظمات الأممالمتحدة العاملة في باكستان بالإسراع فوراً في صرف 100 مليون دولار أمريكي قيمة مساعدات إنسانية وطارئة سبق أن خصصتها المملكة لمساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية في باكستان.. ورأى أن ما تمر به باكستان الآن من فيضانات لم يسبق له مثيل، حيث تضرر وشُرد أكثر من 20 مليون شخص مما يشكل أكبر كارثة إنسانية تمر بها باكستان في العصر الحديث، ودمرت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وانهارت الطرق والجسور والمساكن والمدارس الأمر الذي سوف يستغرق فترة طويلة من الزمن لإعادة أعمارها وإصلاحها. وأكد أن المملكة العربية السعودية - كعادتها - لن تتوانى في دعم شقيقتها باكستان للخروج من هذه المحنة الصعبة وأن ما قدمته المملكة وما ستقدمه لشقيقتها باكستان ولجميع الدول المتضررة يدلل على رؤية خادم الحرمين الشريفين الإنسانية.. كما أكد تأييد المملكة العربية السعودية لمشروع القرار المطروح على الوثيقة إيه - 64 - إل. 66 والمعنون ب «تعزيز الإغاثة في حالات الطوارئ والإصلاح والتعمير والوقاية في أعقاب الفيضانات المدمرة في باكستان».. إلى ذلك وبتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الباكستاني الشقيق باشرت الحملة منذ يوم الاثنين الماضي تأمين الأغذية اللازمة للمتضررين من أبناء الشعب الباكستاني، حيث تم في ذات اليوم شحن الدفعة الأولى منها بواقع (200) طن من التمور والحليب. كما باشر مكتب الحملة في باكستان تأمين المواد الغذائية الرئيسة من الأرز والدقيق والزيت ليتم توزيعها على المتضررين والمحتاجين من خلال عبوات غذائية متكاملة تحتوي على الأرز والدقيق والزيت والتمر والحليب وبكمية تكفي العائلة الواحدة لمدة لا تقل عن شهر.. وباشرت اللجنة في إطار خطتها العاجلة لإيصال المساعدات إلى المحتاجين والمتضررين من أبناء الشعب الباكستاني الشقيق التنسيق مع الجهات الرسمية الباكستانية لاختيار الأماكن المناسبة لإقامة مخيمات الإيواء للمتضررين. من جهة أخرى أعرب حاكم إقليم السند عن شكر باكستان حكومة وشعباً لخادم الحرمين الشريفين على الوقفة الإنسانية التي تقفها المملكة مع متضرري الفيضانات في باكستان.. وقال إن المملكة ترسل مساعدات شاملة ودقيقة وفق حاجة المتضررين ولا سيما من خلال الجسر الجوي الإغاثي أو من خلال فريق البحث والإنقاذ السعودي أو تقديم الرعاية الصحية من خلال المستشفيين الميدانيين اللذين وجه بارسالهما خادم الحرمين الشريفين إلى باكستان. مشيراً إلى أن ذلك ليس بغريب على المملكة التي تسبق دائماً كل الدول في تقديم المساعدات الإنسانية وبخاصة للشعب الباكستاني كلما مر بأي كارثة أو ظروف صعبة.